الدكتور جمال المغربي: اصبحت فلسطين قضية عالمية بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني
يمارس الكيان الصهيوني حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ منذ عقود ومؤخراً اتبع أساليب التجويع والحصار المتعمد لمنع وصول الغذاء الى السكان وقتلهم جوعاً مما فاقم الازمة ورغم الاعتراضات الدولية على سياسة الكيان الا انه يواصل أتابع أقسى الأساليب في حربه على شعب فلسطين. وقد وجهت الكثير من المؤسسات والمنظمات والدول النداءات المتكررة لإيقاف الحرب وايصال الغذاء الى الشعب الفلسطيني الذي يموت أبناؤه جوعاً بشكل يومي ومن بين هذه النداءات، نداء مؤتمر الأقصى من كربلاء والذي جمع ممثلين عن 60 دولة. وبصدد هذا النداء يتحدث لوكالة كربلاء الان المنسق الوطني السابق للجبهة المغربية لدعم القضية الفلسطينية د. جمال الاسدي
وكالة كربلاء الان: اطلعنا على بطاقتك التعريفية دكتور.
جمال الاسدي من مواليد مدينة أكادير بالمغرب حاصل على الدكتوراه في الأدب العربي، مناضل الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في المغرب والمنسق الوطني السابق للجبهة المغربية لدعم القضية الفلسطينية ومناهضة للتطبيع مقيم لحد الساعة في مدينة طنجة، تلك المدينة التي لم تتوقف ولا للحظة واحدة عن مساندة كل المظلومين وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني، ندعم قضية فلسطين وقضية النضال ضد الاستبداد وضد القمع وضد الفساد.
وكالة كربلاء الان:بماذا اختلفت النسخة الرابعة لمؤتمر نداء الاقصى الدولي عن النسخ الماضية؟
ــ المؤتمر اليوم يأتي في فترة حرجة جدا، إننا اليوم نتحدث عن الشهداء الفلسطينيين الذين بلغوا أكثر من 60 ألف شهيد اليوم، كذلك الاختلاف الكبير الآخر هو أن الشعب الفلسطيني اليوم يمارس ضده ترحيل وتهجير..، نعم قد يقول قائل أن مخطط التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي ترامب، التهجير القسري والتهجير الطوعي قد تم إسقاطه لكن هناك تهجير آخر يقع تحت أنظار العالم وهو تهجير من عالمنا، من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، من العالم العلوي إلى العالم السفلي، وإلا ما معنى استشهاد أكثر من 10% من سكان فلسطين فنحن اليوم أمام 60 ألف شهيد وشهيدة و100000 من الضحايا والمفقودين والجرحى أليس هذا تهجيرا آخر؟ هو تهجير مع الأسف يقع تحت أنظار العالم وبمعرفة العالم، إذن المؤتمر اليوم يقع ويحدث ويأتي في لحظة حرجة جدا ، الشعب الفلسطيني اليوم يطالب بشيء بسيط جدا، يطالب بجرعة ماء، يطالب بكسرة خبز، يطالب بلقمة غذاء، ولا يطالب بأي شيء آخر غير هذه الأشياء، ما العجب عندما نقول أن ما يحدث اليوم هو جريمة القرن، هي فعلا جريمة القرن ، هي جرمية قتل تحت أضواء الكاميرات وتحت سمعنا، فإذن المؤتمر يأتي في أشد اللحظات التي تعيشها الإنسانية حرجا بل عاشتها الإنسانية منذ أزيد من قرنين، هذه لحظة يبيد فيها شعب ويريدون أن يمحى هذا الشعب من الارض وإلا كيف نفسر العمليات الممنهجة لقتل الأطفال، إنه قتل المستقبل، العمليات الممنهجة لقتل النساء هو قتل الحاضر والمستقبل وإلا ما معنى تدمير المستشفيات؟ هو تدمير الحياة وإلا ما معنى تدمير المدارس؟ هو تدمير للعلم وللتعلم يعني للحياة وللمستقبل.
وكالة كربلاء الان:هل هناك اهداف جديدة لهذا المؤتمر؟
ــ أهم أهداف هذا المؤتمر هو العمل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومن أجل إيقاف ما يمكن إيقافه لأن مع الأسف الشديد الآن في كل لحظة، في كل دقيقة يزداد عدد الشهداء ويزداد عدد الضحايا والقتلى، السؤال الآن كيف نعمل لإيقاف هذه الممارسات التي لا تتوقف؟ وكيف ومتى علينا العمل؟ لأن قيام الصهيونية بمشاركة فعلية وعملية من الولايات المتحدة الأمريكية وقوى الاستعمار على إبادة الشعب الفلسطيني فمؤتمرنا اليوم يحاول أن يصل وهو اسمه نداء الأقصى العالمي يعني مشاركة أكثر من 60 دولة، ممثلي أكثر من 60 دولة في العالم فما العمل لإيقاف هذه الجرائم وإيقاف شلال الدم هذا؟ وعندما نقول شلال الدم فهي حقيقة وليست مجازا ليست استعارة ليست تصويرا مجازيا أو بلاغيا بل حقيقة ما يقع في فلسطين هو شلال دم، علينا نحن من منطلقنا الإنساني أولا و من كل منطلقاتنا الأخرى العمل لإيقاف هذه الجريمة النكراء، المنتظر من هذا المؤتمر أن يخرج بمقترحات عملية قابلة للإنجاز الآن لا نريد مؤتمرات تنتهي ببيانات إدانة وتنديد، نريد عملا، نريد برنامج عمل قابل للتنزيل وقابل للتطبيق لمساعدة هذا الشعب المسالم، هذا الشعب البطل هذا الشعب الأبي المحروم من كل حقوقه ونريد لهذا الشعب أن يبقى وأن لا يباد وأن لا يتم محوه من فوق الأرض.
وكالة كربلاء الان: هل للمؤتمر صدى إعلامي عالمي؟
ــ أن المشاركة العالمية ومشاركة 60 دولة في المؤتمر له صدى لأن اليوم أصبحت فلسطين هي القضية التي تأخذ بأنظار جميع المتابعين والمهتمين في العالم، قبل سنتين أو أكثر، قبل ثورة الأقصى، كانت القضية الفلسطينية تأخذ المراتب الأخيرة في نشرات الأخبار أما اليوم فكل نشرات الأخبار في العالم بأكمله وعبر كل شاشات العالم البداية تكون بقضية فلسطين وهذا يؤشر الى عودة فلسطين لشغل مكانها الأساسي، مكانها داخل دائرة الاهتمام العالمي، وهذا بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني بل والجميل في الأمر أن اليوم وفي أوروبا و أمريكا و أستراليا والدول الغربية أصبح هناك مكان لائقا للسردية الفلسطينية هذه السردية التي كانت مغيبة لعقود اليوم نقول بأن الكيان الصهيوني استطاع أن يدمر قطاع من غزة حقيقة دمره لكن المقاومة الفلسطينية دمرت معنويات الكيان الصهيوني، دمرت السردية الصهيونية دمرت الحكاية الصهيونية فالتدمير مقابل تدمير، هم دمروا الشيء المادي الذي يمكن أن يعاد بناؤه والمقاومة الفلسطينية دمرت الأشياء المعنوية التي يصعب إعادة نسجها وتبيانها، الآن الشاب الفلسطيني والشاب الغربي والأوروبي والأمريكي يتصالح مع الكوفية الفلسطينية وأصبح يؤسس للسردية الفلسطينية بل أصبح يتبنى هذه السردية وبالتالي فالمعركة قبل أن تكون معركة سلاح هي معركة إعلامية.
وكالة كربلاء الان: في ظل الهيمنة الغربية المناصرة للكيان.. كيف يمكننا الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني؟
ــ للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني يجب أولاً الدفاع عن حقوقنا نحن كشعوب فعندما تنتصر لحقك أنت كشعب وتحصل على حريتك وعلى كرامتك من المؤكد ستدافع عن الشعوب المظلومة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني فالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يدافع عنه إلا حر.. إلا شعب حر ومستقل فإذن المعركة هي معركة من واجهتين معركة واجهة دعم الشعب الفلسطيني ومساندته والوقوف بجانبه ومعركة أخرى هي معركة تحرر وطني لهذه الشعوب المظلومة فيمكن القول أن الشعب الفلسطيني هو من يدعونا اليوم للانتصار على حكامنا المستبدين وعلى أنظمتنا المستبدة فيمكن دعم الشعب الفلسطيني المنطلق والبداية والنهاية لتحررنا نحن عندما نتحرر كقوى كدول وكشعوب أكيد سنعمل على تحرير الشعب الفلسطيني.
وكالة كربلاء الان: هل هناك علاقة بين كربلاء و غزة ؟
ــ ما حدث في كربلاء وما يحدث في غزة من حصار وتشويه وتعذيب وتقتيل لأطفال ونساء ورجال هو ما يقع ما وقع في كربلاء الناس كانت في صحراء تسمع بدعوة الحسين قائلاً: (ألا من ناصر ينصرنا) ولنسمع ما يقع اليوم في قطاع غزة وهي تستنجد بشربة ماء.. قطعة خبز فلا نريد أن يحدث مع الشعب الفلسطيني ما وقع في كربلاء ليحصل الندم بعد ذلك على هذه الجريمة النكراء ضد سيد الشهداء نريد اليوم أن تستيقظ ضمائرنا لنقف مع الشعب الفلسطيني قبل أن تقع الواقعة ببساطة غزة اليوم بكربلاء هي صورة واحدة وجه آخر من الصورة لعالم واحد والحقيقة يقال المظلوم دائما ينتصر كما انتصرت كربلاء فستنتصر فلسطين.