كربلاء تشهد انعقاد فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لفتوى الدفاع الكفائي

عقدت فرقة العباس (عليه السلام) وبرعاية العتبة العباسية المقدسة في الذكرى الحادية عشرة لصدور الفتوى مؤتمرها العلمي الثاني تحت شعار (بصيرة الفتوى: تحصين لأُمّتنا ومستقبلها) بالتعاون مع كلية الدفاع الوطني وبحضور شخصيات علمية وأكاديمية ودينية وامنية من مختلف المحافظات العراقية. 

وقال الشيخ ميثم الزيدي قائد فرقة العباس القتالية ان "المؤتمر سلط الضوء على بصيرة الفتوى كونها حصن للأمة ومستقبلها وهو يحتفي بهذه الفتوى علميا وأكاديميا ويسلط الضوء على الجوانب الاستراتيجية لها، ويحافظ على إرث الملحمة التي خاضها العراقيين ويقدمها بشكل أكاديمي وعلمي إلى الأجيال القادمة ".

وأضاف ان" المؤتمر شاركت فيه بحوث عدة من أساتذة مختصين في علوم السياسة والمراكز البحثية والقادة الميدانيين، وهناك ما يقارب أكثر من 22 بحثا، سينتج عنها كتب ومجلدات لتكون مصدرا مهما للباحثين, وهذه البحوث تذهب إلى لجنة علمية مشتركة من العتبة العباسية وكلية الدفاع الوطني وكلية العلوم السياسية في جامعة بغداد، ويتم تنقيحها ومراجعتها وأجازتها وتقديمها".

فيما ذكر مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، الدكتور عباس القريشي ان "المؤتمر يسهم بالتذكير بالتكليف الشرعي للمجتمع، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات متصاعدة، ولذلك جاء المؤتمر تحت شعار (بصيرة الفتوى: تحصين لأمتنا ومستقبلها), باعتبار ان واقع فتوى الدفاع الكفائي هو تحصين للأمة، وضمان مستقبلها بعيدا عن التطرف، والانجرار وراء ما يريده أعداء الشعب، والوطن، والإنسانية, مؤكدا أنّ "المؤتمر يهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد، ونبذ التطرف، وتعزيز اللحمة الوطنية".

وقال عميد كلية الدفاع الوطني اللواء الركن علي الشمري" إن الفتوى التاريخية التي أطلقها سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في 13 من حزيران عام 2014، جاءت في لحظة فارقة عقب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي مساحات واسعة من العراق، وكانت بمثابة النداء الذي أعاد رسم خريطة المواجهة، وحرَّك طاقات الجماهير نحو تشكيل بنية اجتماعية متماسكة عرفت لاحقا بالحشد الشعبي الذي أصبح جزءا فاعلا في المنظومة الأمنية الوطنية".

وأضاف" أن المسار الذي انطلقت فيه فتوى الدفاع الكفائي لم يتوقف عند حدود المعركة، بل تحول إلى مرحلة الفعل البنيوي في بناء الدولة، بما يشمل الأبعاد العسكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للأمن الوطني, وأن الذكرى الحادية عشرة لصدور الفتوى تمثل مناسبة مهمة لاستعراض التحولات الكبرى التي رافقت التجربة، من الجهاد الدفاعي إلى البناء الاستراتيجي، حيث أصبح الحشد الشعبي عنصرا مساهما في التنمية والإعمار، وفاعلاً في مواجهة الأزمات والكوارث، كما ساهم في رفد الدولة بطاقات شبابية مدرّبة ومنظمة".

وأشار الى " ان أبعاد القيادة الفلسفية لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني، استندت إلى رؤى ومبادئ إسلامية واجتماعية رصينة، مضيفاً "هذه القيادة الاستثنائية وفَّرت غطاء روحيّا ومفاهيميّا لتوحيد الصفوف، وتحويل التحديات إلى طاقات فاعلة في تحرير الأرض وتحقيق السيادة الوطنية".

وقال الناطق الرسمي ومدير المكتب العلمي للدراسات والبحوث في دار الإفتاء العراقية الشيخ عامر البياتي" إن المؤتمر يأتي استذكارا للفتوى المباركة التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، لإنقاذ العراق من براثن العصابات الإرهابية التي استهدفت أمن البلاد ووحدتها, وأن الفكر الذي تتبناه هذه العصابات الإرهابية مخالفة للسيرة النبوية الشريفة؛ لافتا إلى أنّ "العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في رعاية المؤتمرات التي تسهم في تعزيز اللحمة الوطنية".

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور طارق الزبيدي ان" اهتمام العتبة العباسية المقدسة برعاية المؤتمرات العلمية التي تناقش فتوى الدفاع الكفائي، يمثّل خطوة مهمة، لما لهذه المؤتمرات من دور في تسليط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ العراق لاسيما السياسية والاجتماعية والأمنية، إضافةً إلى اطّلاع الرأي العام على تداعيات مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد الحديث".

وبين ان "من أبرز دلالات فتوى الدفاع رمزيتها الزمنية والمكانية كونها صادرة عن المرجعية الدينية العليا التي تحظى بقبول واسع بين مختلف مكونات الشعب العراقي والفتوى أسهمت في تعزيز مؤسسات الدولة دون أن تلغي دورها بل أكّدت على ضرورة دعمها مما دفع العراقيين إلى التفاعل معها والاستجابة لندائها متجاوزين الانتماءات الطائفية والمذهبية".


المرفقات

العودة إلى الأعلى