19 عاما ترعى الأيتام حتى بلغت العالمية .. العين تروي قصة نجاحها
مدير علاقات وإعلام مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية في حوار خاص لوكالة كربلاء الآن
19 عاما وهي ترعى وتتكفل بتقديم خدمات السكن والصحة والتعليم لأكثر من 200 ألف يتيم، عبر فروعها المنتشرة في مراكز المدن العراقية وأقضيتها، نالت سمعة طيبة وكسبت ثقة المتبرعين، مما جعل حدود عملها تمتد الى بلدان العالم وتحظى بالصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، تركت أثرا طيبا وذكريات لا تنسى في نفوس مئات الآلاف من الايتام.
في الحوار التالي مع مدير علاقات وإعلام مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية سيف الدين محمد يتحدث عن قصة نجاحها.
ــ متى وكيف انطلقت المؤسسة في احتضان الايتام؟
ــ تأسست مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية في عام 2006 بتوجيه من سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني(دام الله ظله) برعاية أيتام العراق بعد أن حصلت أحداث عام 2006 وما تلاها من قتل عشوائي وصراع طائفي وإرهاب فجاء التكليف وبدأت الثلة من المؤسسة يترأسها سماحة المشرف العام الشيخ امجد رياض والسيد رئيس المؤسسة الحاج أحمد عبد الحسين السوداني وبدأ عمل المؤسسة بتوثيق معلومات عوائل الشهداء عبر لجنة تتحرى وتبحث وتحصي عدد الشهداء الموجودين برغم التحديات الأمنية في 2006 فكانت هذه اللجنة تتنكر للبحث بسبب خطورة الوضع آنذاك للوصول إلى عوائل الشهداء وتوثيق مظلوميتهم وبعد فترة أصبح لدينا أرشيف إلكتروني حسب رؤية سماحة المرجع، وتوسع العمل وفتحت أبواب جديدة وحينما اطلع السيد المرجع على تفاصيل يتامى العراق وجه بأن تعمل المؤسسة بنظام كفالة الايتام وخصصت مبلغ 50 الف دينار شهريا لكل يتيم وبعدها زاد هذا المبلغ، إذ حددت منظمة اليونيسيف العالمية بأن الطفل العراقي يحتاج الى ما يقارب 3 دولار يومي لكي يعيش وعلى هذا الأساس حددت المؤسسة قيمة الكفالة بـ 75 ألف دينار ثم اصبحت اقل كفالة يتيم تبلغ 95 ألف دينار
ــ كم عدد الفروع التابعة للمؤسسة؟
ــ المؤسسة لديها أفرع رئيسة بمراكز المحافظات العراقية والمكاتب في الأقضية والنواحي والمواقع في الأسواق التجارية والمولات وغيرها، واجمالي هذه الأفرع والمكاتب والمواقع بلغ 217 فرعا ومكتبا وموقعا.
ــ متى تحولت المؤسسة الى الصفة الدولية؟
ــ في عام 2017 ، حصلت المؤسسة على الصفة الاستشارية بالدرجة الخاصة بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بمنظمة الأمم المتحدة وبدأت العمل دوليا بفتح مكاتب خارج العراق ولديها الآن 27 مكتبا في الدول الأوروبية وفي أمريكا 3 مكاتب وفي أستراليا أيضا، و هذه المكاتب للترويج عن نشاطات المؤسسة، بعدها أوصى سماحة السيد المرجع المؤسسة بالعمل على رعاية أيتام اتباع أهل البيت في الدول الفقيرة والمحتاجة، فبدأت المؤسسة تتوسع بالعمل ففتحنا مكاتب في أفغانستان و غانا و بالنسبة لأيتام الخارج ودعمهم من مكاتب الخارج وليس من كفالات العراق، أما ما يأتي من مصادر أموال فروعنا في العراق فيذهب مباشرة لكفالة أيتام العراق.
ــ كم عدد الأيتام الذين رعتهم المؤسسة؟
ــ عدد اليتامى المنتمين للمؤسسة حاليا 99733 يتيما، أما عددهم منذ تأسيس المؤسسة إلى هذا اليوم فقد بلغ ( 201066 ) يتيما محتضنا أي أنه مشمول بالخدمة الحقيقية المقدمة له من قبل المؤسسة حتى يبلغ عمره أربعة عشر سنة ، وهذه الخدمات تشمل الخدمات الصحية والتربوية وخدمات السكن.
ــ هل هناك دعم من العتبات المقدسة بما يخص خدمات السكن والصحة؟
ــ العتبات المقدسة ومنها العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان داعمتان للمؤسسة حيث ان هناك تنسيقا بين مركز التأمين الصحي الخاص بالمؤسسة مع مركز الوارث للأورام السرطانية، وباقي المراكز الصحية والطبية التابعة للعتبات المقدسة، وسماحة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ الكربلائي حفظه الله، فتح أبوابه للمؤسسة لتقديم كل الخدمات وبعضها تقدم مجانا بالكامل لأيتام المؤسسة وبعض الخدمات يتم تخفيض أجورها وكذلك في باقي العتبات الأخرى.
هل لديكم ميزانية سنوية مرصودة تصرف على الأيتام؟
ــ بالنسبة للمبالغ الشهرية تصرف شهريا، ويتم صرف ما يقارب ( 12) مليار دينار شهريا وكل الخدمات مبوبة، وفق نظام مالي إلكتروني رصين بمتابعة دقيقة من المقر الرئيس للمؤسسة في الكاظمية المقدسة، و كل التبرعات التي ترد للمؤسسة لم يستقطع منها أي مبلغ وهي تصل بالكامل الى أيتام العراق وهذه الميزة التي تميزت بها المؤسسة عن باقي المؤسسات بالعالم كله، أما ما يتعلق بتأمين رواتب الموارد البشرية في مكاتب فروعنا واحتياجاتنا فكل هذه المبالغ متكفل بها مكتب سماحة السيد السيستاني.
ــ بناء السمعة الحسنة ليس بالأمر اليسير، كيف نجحت المؤسسة في الحفاظ على سمعتها وثقتها لدى المجتمع؟
ــ المؤسسة عملت على بناء هذه الثقة بينها وبين المجتمع العراقي واليوم ترون صندوق الصدقات الخاص بالمؤسسة موجودا بكل مكان، في السيارات وفي الأماكن العامة والاسواق بالإضافة الى وجود التبرعات الإلكترونية، وهي تعمل بشفافية منذ تأسيس المؤسسة ولهذا اليوم وتحث رئاسة المؤسسة العاملين بأن يتعاملوا مع المتبرعين بشفافية، والميزانية والإيرادات معروفة و تنشر على مواقع التواصل، وفتحنا أبوابا للكفلاء، والكفيل بإمكانه أن يلتقي باليتيم من خلال لقاءات مستمرة دورية ليتأكد من كيفية تلقى الخدمات و بإمكان المتبرع كفالة اليتيم مباشرة عن طريق المؤسسة كما ان هناك آلية موثوقة للتبرع الإلكتروني ويوجد وصل لكل تبرع يدخل للمؤسسة وهذا الوصل مختوم من إدارة المؤسسة لزيادة الشفافية والثقة مع المتبرعين .
ــ هل هناك قصة تتذكرها عن كفالة يتيم أثرت بالمؤسسة؟
ــ هنالك الكثير من القصص المؤثرة، اذكر منها قصة، أحد أيتام المؤسسة حيث أكمل الدراسة المتوسطة والإعدادية والجامعة على نفقة المؤسسة ودخل اختصاص طب الأسنان حتى تخرج وحصل على وظيفة في إحدى المستشفيات ليعود مرة أخرى بصفة كافل ويتبرع لكفالة ايتام بالإضافة الى تطوعه في مركز صحي تابع للمؤسسة يقدم خدماته الصحية مجانا للأيتام.
ــ ماذا عن الخطة المستقبلية للمؤسسة في ظل اتساع رقعة العمل؟
ــ للمؤسسة 15 مبنى من مبان الأنجم الزاهرة منتشرة في المحافظات العراقية ومهمتها تقديم 3 خدمات أساسية: الخدمات الصحية، خدمات التأهيل النفسي والإرشاد، خدمات التدريب المهني، وفيها مراكز تدريب مهني وقد افتتحت المؤسسة مؤخرا 11 مبنى آخر بالنجف الأشرف وستكون هناك مبان في 15 محافظة عراقية، ناهيك عن ان المؤسسة اطلقت حملة كبرى يوم 15 من شهر شعبان مع ذكرى ولادة الإمام الحجة إلا وهي (حملة عين جارية) هذه الحملة تهدف لإنشاء 6 مشاريع ريعية في عدة محافظات مهمتها تمويل الخدمات وديمومة عملها.