سيدني.. السلطات تجري تحقيقا حول تهديد عنصري لمسجد

أطلقت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز تحقيقا موسعا بعد تلقي مسجد البيت الإسلامي في جنوب غرب سيدني تهديدا عبر الإنترنت، يحمل إشارة مقلقة إلى هجوم كرايستشيرش الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا عام 2019.

وأكدت السلطات الأسترالية أنها تأخذ التهديد على محمل الجد، حيث أعلن رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، أن حكومة الولاية وشرطة نيو ساوث ويلز لن تتسامح مع أي شكل من أشكال الإسلاموفوبيا أو التهديدات العنصرية، متعهدا بالرد عليها بقوة القانون.

وتلقى المسجد، الذي افتُتح حديثا في منطقة إدموندسون بارك، تهديدا عنيفا نُشر على صفحته الرسمية على إنستغرام، تضمن عبارة “سأذهب إلى كنيسة المسيح 2.0″، في إشارة إلى المجزرة التي أودت بحياة 51 من المسلمين في كرايستشيرش.

وأعلنت شرطة نيو ساوث ويلز أنها بدأت تحقيقاتها تحت إشراف قوة “الضربة بيرل”، مؤكدة أن التقييم الأولي كشف أن مصدر التهديد من خارج الولاية، لكنها شددت على عدم وجود تهديد مباشر حاليا للمجتمع.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، التهديد بأنه “بغيض” مؤكدًا أنه “لا مكان لهذا في أستراليا”. كما وصف وزير التعددية الثقافية، ستيف كامبر، الأمر بأنه “تهديد شنيع” و”مثير للقلق للغاية”، مؤكدًا أن أماكن العبادة يجب أن تظل ملاذا آمنا للجميع.

ووصفت منظمة البيت الإسلامي الأسترالية التهديد بأنه “مقلق للغاية”، وأكد مدير المسجد، مظهر حديد، أن الإدارة تتعاون بشكل كامل مع الشرطة لضمان سلامة المصلين، مشددا على أن المجتمع الإسلامي في أستراليا يستحق الشعور بالأمان والحماية مثل أي مواطن آخر.

وأكد سكرتير المسجد، عمر حسين آغا، أن المسجد سيبقى مفتوحا، مشيرا إلى أن الضمانات التي قدمتها شرطة نيو ساوث ويلز ساهمت في هذا القرار، لكنه دعا الحكومة إلى تكثيف جهودها لمواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا، محذرا من خطورة تكرار حوادث العنف ضد المسلمين.

كما أعرب تحالف الأستراليين من أجل المسلمين ومجلس الأئمة الوطني الأسترالي عن قلقهما العميق بشأن سلامة المسلمين في سيدني، ودعيا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية دور العبادة ومنع تكرار مثل هذه التهديدات.

ويأتي هذا التهديد في وقت حساس، حيث يعيش المسلمون في أستراليا أجواء شهر رمضان، مما يزيد من أهمية اتخاذ تدابير أمنية مشددة لضمان سلامتهم خلال هذه الفترة.

العودة إلى الأعلى