من أجل إدارة أكثر كفاءة.. قسم تطوير الموارد البشرية يكشف عن استراتيجياته

يحرص قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية المقدسة على تعزيز كفاءة كوادر العتبة المطهرة من المسؤولين والمعاونين وصولا إلى المنتسبين، عبر برامج تطويرية متخصصة، تهدف إلى مواكبة التطورات الإدارية والأمنية والمعرفية، فضلا عن بناء خزين استراتيجي يدعم مستقبل العتبة الحسينية المقدسة .

وللوقوف على تفاصيل هذه البرامج وأبعادها المستقبلية، أجرينا حوارا مع رئيس قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية المقدسة، الاستاذ محمد حمزة الكناني، للغوص في عمق هذه الحيثيات.

 

كيف تساهمون في تحقيق أهداف العتبة الحسينية من خلال تطوير الموارد البشرية؟

يساهم القسم في تحقيق أهداف العتبة الحسينية من خلال المبدأ الذي أُنشئ عليه وهو تأهيل وتدريب وتطوير والاعتناء بكوادر العتبة المقدسة للوصول إلى أعلى مستوى من الإنتاجية يتطلب التدريب معرفة دقيقة لكل الكوادر المعنية سواء في القطاعات الخدمية أو الأمنية أو غيرها لذا يطلب من قسم التطوير تزويد هذه الأقسام بالمهارات اللازمة والتي قد تكون في بعض الأحيان مهارات تخصصية وفنية.

ما هي أبرز البرامج التدريبية التي تقدمونها للكوادر العاملة في العتبة؟

لدينا عدة برامج أُنشئت على هذا الأساس نحن نستهدف مسؤول التنفيذ مباشرة خاصة في الإدارات العليا ورئاسة الأقسام هناك رؤية خاصة للقسم تم إعدادها مؤخرا بناء على سلسلة طويلة من الدورات التي تكتمل كل ثلاث سنوات وقد أصبح القسم يشغل حيزا كبيرا في مجالي التدريب والتطوير باعتباره جهة أساسية بعد الإدارة العليا في توصيل المهام والواجبات للكوادر التنفيذية .

شرع قسم التطوير في إعداد برنامج تطوير القيادة حيث بدأنا موسمنا الرابع في هذا الإعداد كما تم وضع رؤية جديدة لثلاث سنوات أخرى بناء على مخرجات الرؤية السابقة وما سيتم تقديمه في الفترة القادمة يقينا هذا يستدعي ربط مخرجات كل دورة بالدورة اللاحقة سواء كانت تستهدف رؤساء الأقسام أو المنتسبين تدريجيا .

فيما يتعلق بالدورات المخصصة للمنتسبين كان القسم سابقا يقدم الاحتياجات التدريبية بشكل مباشر، أما اليوم فقد تم إعداد استمارات تقييم، وقسمت البرامج إلى دورات إنسانية، ومهارات حياتية، وبرامج قيادية، وبرامج تدريب تقنية كما توجد بعض التخصصات الفنية التي لا تتوفر في قسم التطوير، فيتم التنسيق مع جهات خارجية لتقديمها.

ومن بين هذه البرامج هناك برنامج "بنك الرجال" وهو مخزون استراتيجي مهم لمستقبل العتبة الحسينية المقدسة يهدف إلى تأهيل كوادر لشغل المناصب والمواقع الأساسية بأشخاص ذوي خبرة وكفاءة ومعرفة مستجدة، يستغرق البرنامج عاما كاملا وهو نوعي في مخرجاته حيث لا يتجاوز عدد خريج سنويا 15 إلى 20 شخصا.

أما عن إعداد القادة فإن نصف العدد فقط يكون مؤهلا لهذا الدور و نحن نعمل على محورين: إعداد القادة وإعداد الكوادر التخصصية ليس كل من يتم تدريبه يصبح قائدا لذا أثناء تقديم الدورات يتم تصنيف المشاركين إلى مسارين: أحدهما ينتهي بنموذج قيادي يمكن اعتمادها والآخر يشمل أفرادا لا يستطيعون إكمال البرنامج بالكامل، ولكن يمكن إعدادهم بطريقة مختلفة.

والقيادة غالبا ما تكون بالفطرة حيث تشير الدراسات إلى أن 7% فقط من القادة يولدون بصفات قيادية بينما 93% يتم اكتسابها بالتدريب والخبرة فالشخص الذي يتمتع بالخبرات والمهارات الكافية، ويحصل على الصلاحيات المناسبة يمكن أن يصبح قائدا فعالا بمرور الوقت.

ولدينا أيضا برامج تدريبية للكوادر الوسطية تشمل دورات في اللغات (الإنجليزية والفارسية)، ودورات في مهارات التواصل والإقناع، والدورات الأمنية، والتخصصية التي تلبي احتياجات الأقسام المختلفة.


هل لديكم تعاون مع جهات خارجية لتقديم ورش عمل أو برامج تدريبية؟

أما عن التعاون مع الجهات الخارجية، فنحن ندرك أن المستوى المهاري الذي وصلنا إليه في العتبة الحسينية المقدسة يتطلب تدريبا متقدما لا يتوفر محليا دائما، لذا نلجأ إلى شركات تدريب دولية مرموقة هذه الشركات محدودة جدا لأننا نحرص على الجودة العالية والتدريب الرصين، الذي ينسجم مع تطلعات العتبة المقدسة.

ولقد تفاجأت الجهات الخارجية بمستوى التطور الذي حققته العتبة في تقديم خدماتها وأبدت استعدادها الدائم لدعم مجال التدريب كما أنها رفعت مستوى احتياجاتها التدريبية ليتناسب مع الطموحات العالية لكوادر العتبة.


هل تواجهون صعوبات في استقطاب الكفاءات المؤهلة للعمل ضمن العتبة؟

نواجه تحديا كبيرا في استقطاب الكفاءات إذ أصبحت المؤسسات المنافسة تتأخر في تعيين الأشخاص ما لم يمتلكوا مهارات ومعرفة حقيقية. هناك فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، فالكثير من الخريجين يفتقرون إلى المهارات المطلوبة، إلا إذا امتلكوا رغبة في تطوير أنفسهم إلى جانب شهاداتهم الأكاديمية وهذا ما نعمل عليه من خلال برامجنا المختلفة، لضمان إعداد كوادر قادرة على تلبية احتياجات السوق وتحقيق الأهداف المرجوة.

نحن نقوم ببناء كفاءاتنا بأنفسنا لأن هذا هو الواقع الذي نتعامل معه اليوم، فمتطلبات السوق أصبحت عاملًا أساسيًا في تحديد مستوى الخدمة المقدمة حيث يعتمد ذلك على التوجهات الخارجية وسقف الطموح المطلوب لذا يجب أن تتناسب مخرجاتنا مع هذه المتطلبات مع الأخذ في الاعتبار خصوصية العتبة الحسينية المقدسة كمؤسسة دينية وشرعية وقانونية، مما يستوجب الالتزام بضوابط محددة وفي بعض الأحيان قد تتوافق متطلبات السوق مع احتياجاتنا وفي مرة أخرى قد لا تكون مناسبة، فنحاول تحقيق التوازن للوصول إلى المستوى المطلوب.

من بين البرامج التي أطلقناها يعتبر "بنك الرجال" من أهم المبادرات وهو الآن في موسمه الخامس. ووفقا للإحصائيات النهائية التي قُدمت إلى الإدارة العليا، فإن ما يقارب 72-73% من خريجي هذا البرنامج قد تولوا مهام ومسؤوليات متعددة.


هل تقدم العتبة الحسينية برامج تدريبية أو تطويرية تخدم المجتمع المحلي؟

الإدارة العليا لديها رؤية واضحة لدعم المجتمع المحيط، حيث ترى أن العتبة الحسينية المقدسة تمثل رافدا للدولة في بناء المؤسسات منذ عام 2013-2014 شرعت الإدارة في تقديم خدمات التدريب للجهات الخارجية حتى أن مشروع "بنك الرجال" تم تطبيقه في إحدى مجالس المحافظات وحاليا هناك طلب آخر من مجلس محافظة جديد للاستفادة من هذا المشروع وتدريب كوادره.

هذه المشاريع تعكس نجاح رسالتنا التدريبية، حيث أصبحت العديد من الجهات تطلب التدريب الذي تقدمه العتبة الحسينية المقدسة ومع ذلك فأننا لا نمنح الشهادات إلا بعد اجتياز المعايير المطلوبة.

نحن لا نقتصر على تدريب كوادر العتبة الحسينية فقط بل نقدم خدمات مجتمعية واسعة خاصة خلال العطل الصيفية والربيعية على سبيل المثال كان هناك سابقا تدريب في "مركز إعادة الشغل"، حيث قدمنا ورش عمل للشباب من فئات عمرية محددة كما دعمناهم في إطلاق مشاريعهم الخاصة.

بالإضافة إلى ذلك لدينا مشاريع تستهدف الفتيات مثل مشروع "كون" وهو موجه لدعم وتمكين النساء في المجتمع كما نقدم برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تنمية مهارات الأفراد وتستمر هذه البرامج عادة لمدة لا تقل عن شهر.


إحصائياتكم حول المستفيدين من برامج التدريب؟

للتوضيح بلغة الأرقام فقد شارك في إحدى مسابقات المعرفة التي أطلقتها العتبة الحسينية المقدسة مثل مسابقة "اقرأ"، حوالي 6500 طالب من وزارة التربية لهذا العام أما في زيارة الأربعين فقد استفاد من محطاتنا الثقافية حوالي 60-65 ألف شخص على محاور كربلاء الثلاثة حيث نعمل على فترتين صباحية ومسائية .

بالمقارنة مع هذه الأعداد فإن نسبة المستفيدين من برامج التدريب الداخلية للعتبة الحسينية لا تتجاوز 15-20% أي ما يقارب 2500-3000 منتسب، بالإضافة إلى حوالي 1000 منتسب في المحاضرات الفكرية أما الجزء الأكبر من خدماتنا فهو مقدم للمجتمع المحلي والخارجي بما في ذلك محافظة كربلاء.


وهل تسهمون في دعم الشباب الباحثين عن العمل من خلال مبادرات أو برامج تدريبية؟

العديد من الشباب الخريجين اليوم يطبقون مشاريع تخرجهم داخل قسم التطوير حيث نساعدهم على مواءمة مشاريعهم مع واقع سوق العمل ونزودهم بالمهارات المطلوبة هذا الدعم لا يقتصر على الطلاب الذكور بل يشمل الباحثات أيضا حيث نقدم لهن الإرشاد والدعم اللازم لإكمال بحوثهن بشكل يتناسب مع احتياجات السوق لقد بدأنا هذا النهج منذ عام 2013 وما زلنا مستمرين في تقديم الدعم حتى عام 2025 بهدف تحسين جودة التدريب وتأهيل كوادر تمتلك الكفاءة والخبرة المطلوبة لمواكبة تطورات سوق العمل.


المرفقات

العودة إلى الأعلى