سجين الحق

: -د. صباح محسن كاظم 2025-01-23 12:07

تعرض الأنبياء والأئمة بمسيرتهم التوحيدية والإصلاحية لجحيم السجون وهم من الشاكرين والصابرين غير المتذمرين ،لأنهم صفوة البشر ومنهم إمامنا موسى بن جعفر.عليه السلام. الذي قضى الشطر الأكبر من المعاناة من طوامير السجون العباسية ..

سجن النبي يوسف-ع-سجن الإمام الكاظم-ع- :

لعلّ التاريخ تتكرر أحداثه بصور وأحداث بنفس النسق بين الظلمة والمظلومين من الحكام والحاكمين.. 

ثمة ظروف متشابهه للصراع بكل مراحل التاريخ البشري ، عاشها معظم المصلحين  

 من الإنبياء وكذلك الأولياء؛فالطاغوت يعمد إلى تحجيم وتهميش وإقصاء كل من يدعو إلى التخلق بأخلاق الكتب السماوية وإتباع التعاليم الإلهية ،هذا المشترك بين رسالة الإنبياء والأئمة من أحفاد آل محمد –صلوات ربي عليهم أجمعين- دفعوا ضريبته بالسجن والتنكيل....فلما رأى النبي يوسف الصديق -عليه السلام – خوفه وخشيته على دينه من إغراء نساء مصر وزليخة .. قال عليه السلام: ( السجن أحب الي ) وذلك لكي يتخلص من مكرهن، وكيدهن،وإيقاعهن له بمكائد الشيطان ،فطلب -عليه السلام- الخلاص منهن خشية على دينه، وكان السجن هو خلاصه من محنته .


ولكن الله تعالى إستجاب دعوته  ليحقق الإصلاح حتى داخل تلك  المعتقلات الرهيبة للملوك الفراعنة القساة ، فسجن  نبي الله يوسف على نبينا وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم ،فالمعتقل له صار  مكانا للدعوة الى دين الله نزلاء السجن وهداية الكثير،  وكان معزز اً ومكرماً محبوباً يمتثل لآرائه الجميع ،ومن حب زليخة ليوسف أن بعثت إلى السجان ..وأمرته أن يضرب يوسف لكي تسمع أنينه وصوته،وكان السجان قد أحبه ولايمتثل لضربه بشكل موجع جداً، ،ومن حب زليخة ليوسف أن بدت ترسل إليه الثياب والطعام وكان في غاية التكريم  ،الى أن خرج من سجنه بعد سبع أو ثمان سنوات معدودة من سجن زاويرا وأصبح عزيز مصر وسيدها ، وكان خروجه من السجن بمرسوم ملكي وجميع أهل مصر استقبلوه بالسرور والإرتياح ونثروا عليه  الورود والرياحين ..وإمامنا كاظم الغيظ-عليه السلام- تعرض لمحنة السجن وآلامه ليتفرغ لعبادة ربه ،وقد عاش

زمن الطغاة كالنبي يوسف الصديق-عليه السلام- الذي عاصر حكم الفرا نة؛فعاصر إمامنا المقدس-نزيل الطامورات المظلمة- بعد تسنم منصب الإمامة خلفاً للإمام جعفر الصادق-عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم-عام 148ه وعاصر في سني إمامته 148-183 أربعة من حكام بني العباس تتمثل في بقية ملك المنصور 136-158 ثم ملك ابنه المهدي 159-169 ثم ملك ابنه الهادي موسى 170-169ثم ملك هارون الرشيد170


 شهادة الإمام موسى الكاظم .عليه السلام.:

بعد معاناة السجن بالبصرة وبغداد بظروف قاسية 

إستشهد إمامنا الكاظم –عليه السلام -بعد مضي ثلاث عشرة سنة ملك هارون مسموماً في حبس السندي بن شاهك يوم الجمعة لست بقين من رجب سنة 183ه  وله من العمر نحو خمس وخمسين سنة.

وفي ظل تلك الأنظمة المتوارثة المستبدة والمنشغلة بملذاتها الدنيوية وتثبيت أركان ممالكها الهشة القائمة على دماء وجماجم العلويين وبني هاشم؛كان إمامنا الكاظم يتصدى كما يقول الكاتب علي موسى الكعبي1- ((ترك إسهامات علمية واسعة ورصيداً معرفياً لاينضب ،فقد واصل نشاط مدرسة آبائه المعصومين عليهم السلام،وكان  

له دور كبير في رفدها بعلومهم الغراء وسننهم السمحاء،مما له الأثر الفاعل في ترسيخ مباديء العقيدة صالحة وتربية نخبة من أصحابه الرواة والفقهاء ،المؤلفين أمثال:علي بن يقطين ومحمد بن أبي عمير وهشام بن الحكم وغيرهم ، الذين يعدّون القاعدة المؤمنة بمرجعية الإمام عليه السلام  ويشكلون الإمتداد الروحي والفكري له في أوساط الأمة،وتتأكد الحاجة إلى مثل هذه الجماعة الصالحة في زمان الإمام الكاظم –عليه السلام- بسبب سياسة القهر والإقصاء المفروضة عليه من قبل السلطة ))..

إن القاعدة الأبستمولوجية التي إنطلق منها إمامنا السجين المكبل بأغلال الحقد العباسي ،هي الإصلاح الديني والإجتماعي فقد رصد الإنحراف وقوضه ،ببناء القاعدة من خلال نشر الوعي الفقهي المستند على فقه جده المصطفى،متبنياً البحوث العقائدية والكلامية، التي أسس لها إمامنا جعفر الصادق وأهل بيته المتوائم والمتاهي مع القرآن الكريم،فمنهجية مدرسة الإمام جعفر الصادق-عليه السلام- تعد الركيزة التي إستقى منها الإما م السجين ميعايير حركته العلمية؛

فكما أستقى الجميع من علم الصادق وفقهه يذكر الجندي2- ((إنقطع أبو حنيفة إلى مجا لس الإمام طوال عامين قضاهما بالمدينة، وفيهما يقول :(لولا العامان لهلك النعمان)-وكان لايخاطب صاحب المجلس إلا بقوله "جعلت فداك يابن بنت رسول الله" ولقد تحدى الإمام الصادق عليه السلام في مجلسه أبا حنيفة ليختبررأي صاحب الرأي فيسأل: ماتقول في محرم كسر رباعية الظبي ويجيب أبو حنيفة:يابن رسول الله لا أعلم مافيه.فيقول له الإمام الصادق(عليه السلام)أنت تتداهى .أو لاتعلم أن الظبي لاتكون له رباعية !

فإذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع –كدأب تلاميذ أبي حنيفة ومدرسة الكوفة-لم يتردد في دفعه،بالحسنى: ذهب اليه ذات يوم يسأله عن القسا مة في الدم فأجابه بما صنع النبي.فقال ابن شبرمة :أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا،كيف كان القول فيه؟ فأجابه:أما ماصنع النبي فقد أخبرتك به...)والمتماهي مع القرآن الكريم،فمنهجية مدرسة الإمام جعفر الصادق-عليه السلام- تعد الركيزة التي إستقى منها الإما م السجين ميعايير حركته العلمية؛

فكما أستقى اوالمتماهي مع القرآن الكريم،فمنهجية مدرسة الإمام جعفر الصادق-عليه السلام- تعد الركيزة التي إستقى منها الإما م السجين ميعايير حركته العلمية؛

فكما أستقى الجميع من علم الصادق وفقهه يذكر الجندي2- ((إنقطع أبو حنيفة إلى مجا لس الإمام طوال عامين قضاهما بالمدينة، وفيهما يقول :(لولا العامان لهلك النعمان)-وكان لايخاطب صاحب المجلس إلا بقوله "جعلت فداك يابن بنت رسول الله" ولقد تحدى الإمام الصادق عليه السلام في مجلسه أبا حنيفة ليختبررأي صاحب الرأي فيسأل: ماتقول في محرم كسر رباعية الظبي ويجيب أبو حنيفة:يابن رسول الله لا أعلم مافيه.فيقول له الإمام الصادق(عليه السلام)أنت تتداهى .أو لاتعلم أن الظبي لاتكون له رباعية !

فإذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع –كدأب تلاميذ أبي حنيفة ومدرسة الكوفة-لم يتردد في دفعه،بالحسنى: ذهب اليه ذات يوم يسأله عن القسا مة في الدم فأجابه بما صنع النبي.فقال ابن شبرمة :أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا،كيف كان القول فيه؟ فأجابه:أما ماصنع النبي فقد أخبرتك به...)

جميع من علم الصادق وفقهه يذكر الجندي2- ((إنقطع أبو حنيفة إلى مجا لس الإمام طوال عامين قضاهما بالمدينة، وفيهما يقول :(لولا العامان لهلك النعمان)-وكان لايخاطب صاحب المجلس إلا بقوله "جعلت فداك يابن بنت رسول الله" ولقد تحدى الإمام الصادق عليه السلام في مجلسه أبا حنيفة ليختبررأي صاحب الرأي فيسأل: ماتقول في محرم كسر رباعية الظبي ويجيب أبو حنيفة:يابن رسول الله لا أعلم مافيه.فيقول له الإمام الصادق(عليه السلام)أنت تتداهى .أو لاتعلم أن الظبي لاتكون له رباعية !

فإذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع –كدأب تلاميذ أبي حنيفة ومدرسة الكوفة-لم يتردد في دفعه،بالحسنى: ذهب اليه ذات يوم يسأله عن القسا مة في الدم فأجابه بما صنع النبي.فقال ابن شبرمة :أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا،كيف كان القول فيه؟ فأجابه:أما ماصنع النبي فقد أخبرتك به...)

1-علي موسى الكعبي-الإمام موسى الكاظم سيرة وتاريخ-مركز الرسالة-قم-ص8


2-المستشار عبد الحليم الجندي-الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- تحقيق كمال السيد-ص154مؤسسة انصاريان


1-علي موسى الكعبي-الإمام موسى الكاظم سيرة وتاريخ-مركز الرسالة-قم-ص8


2-المستشار عبد الحليم الجندي-الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- تحقيق كمال السيد-ص154مؤسسة انصاريان

وسوم : سجين الحق

العودة إلى الأعلى