صباح الطالقاني

جاء وحيداً متفرداً في كل شيء حتى مكان الولادة، ورحل وحيداً متفرداً بِخِصال لم يدنو من شرفها احد.

الإمام علي عليه السلام، وصي خير البشر النبي الاعظم وزوج ابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

 وُلد في مكة داخل الكعبة المشرفة سنة 23 قبل الهجرة، وكان أول من أسلم على يد رسول الله وهو لم يزل بعد صبياً. 

تولّى خلافة المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، رغم انه كان وصي رسول الله حين قال صلى الله عليه واله في خطبة الغدير المشهورة والثابتة لدى جميع المسلمين "من كنت مولاه، فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله." وصار له دور محوري في بناء الأمة الإسلامية ايمانياً وتربوياً.

سيرته المباركة

نشأ الإمام علي عليه السلام في بيت النبي صلى الله عليه وآله، وتربّى على القيم النبيلة وأُسُس التوحيد والعدل والنبوّة، وشهد أغلب الغزوات، وكان القائد المغوار في معارك بدر وأحد والخندق وخيبر. 

بعد مقتل عثمان، تولى الخلافة، وأدارها بحكمة وعدل رغم الفتن التي واجهها كحروب الجمل وصفين وتمرّد معاوية.

فضائله وعلمه

عُرف امير المؤمنين علي عليه السلام بفضائل عظيمة، منها عبادته العميقة لله عز وجل، وعطفه على الفقراء والايتام، وزهده في الدنيا، وعدله في الحكم. فأصبح مثالاً أبدياً للتواضع والورع.

وكان أول من أسلم على يد ابن عمّه الرسول االاعظم صلى الله عليه واله، ولم يسجد لصنم أبداً بل اصبح ناصراً ومعيناً للنبي منذ بداية الدعوة، فقد تميّزَ بشجاعته وحكمته وفصاحته، وتركَ كتاب نهج البلاغة ليكون إرثاً علمياً ودينياً وتربوياً خالداً من كلماته.

ألقاب ومعاني

على مرّ حياته الشريفة كان لأمير المؤمنين علي عليه السلام العديد من الألقاب والكنى، نذكر منها:

-أسد الله، لشجاعته الفريدة دفاعاً عن الاسلام، مثل قتله عمرو بن ود في غزوة الخندق.

-أمير المؤمنين: أول من لُقب به عند توليه الخلافة، لورعهِ وعدله في قضايا المسلمين.

-كرّار غير فرّار: لثباته في القتال، كما في فتح خيبر وجميع المعارك التي شارك بها مع النبي صلى الله عليه وآله.

-أبو الحسن: كنيتهُ نسبة لابنه الأكبر الحسن عليه السلام.

-باب مدينة العلم: لعلمهِ الغزير، كما قال النبي صلى الله عليه وآله "أنا مدينة العلم وعليّ بابها".