الدفاع عن النفس والوحشية
بدأت الحرب بعد أحداث السابع من أكتوبر على الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة الصامدة من قبل آلة الحرب الصهيونية المدمرة لامتلاك الكيان اكبر ترسانة أسلحة مدمرة في المنطقة، وقد تجاوز كل الحدود والأعراف والخطوط الحمراء في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ومنها القنابل الثقيلة ذات القدرة التدميرية العالية الأشد فتكا بالإنسان الفلسطيني حيث تخلف هذه الأسلحة دمارا شاملا ، وتم استهداف المراكز الصحية والمستشفيات ومراكز الدفاع المدني وفرق الإنقاذ المحمية ضمن القانون والأعراف الدولية في النزاعات والحروب بين الدول، وجرى قصف الأبنية السكنية على رؤوس ساكنيها مخلفا مجازر مروعة هزت الضمير الإنساني وتجاوز حد التصور من البطش والهمجية البربرية وكل ذلك أمام وسائل الاعلام والنقل الحي والمباشر والتغطيات المستمرة للعمليات العسكرية الصهيونية.
ويجد المتابع والمهتم ان المنظمات الدولية الإنسانية تراقب بخوف وعجز كبير وليس لصوتها أثر حيال انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وليس لها الا ان تطلق نداءات فك الحصار لدخول المساعدات وعدم استهداف التجمعات السكنية ومراكز إيواء النازحين والهاربين من ويلات الحرب واهوالها.
يتبجح الكيان بعذر الدفاع عن النفس وتوافقه بعض الدول التي تمده بالتسليح والمعلومات في تبرير حربه التي راح ضحيتها الآلاف من الاطفال والنساء والعزل.
الدفاع عن النفس له تعريفات متعددة في القاموس القانوني ومن هذه التعريفات هو استخدام القوة المعقولة لحماية النفس او فراد الاسرة من الأذى الجسدي الناجم عن هجوم المعتدي اذا كان لدى المدافع سبب للاعتقاد بانهم في خطر وفي التشريع الإسلامي ما يوافق هذا التعريف، قال تعالى في كتابه العزيز (أذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله)
كما جاء في حديث الرسول (ص) ( من يقتل دون دمه فهو شهيد ، ومن يقتل دون ماله فهو شهيد ، من يقتل دون دينه فهو شهيد ، من يقتل دون اهله فهو شهيد )، من هذا المنطلق نجد ان الشرع الشريف يجيز الدفاع عن النفس كما ان من حق الشعوب والدول المستضعفة ان تحمل السلاح وتقاتل لدفع الاخطار والمعتدين عنها وعن شعوبها كما تعترف بهذا الحق المنظمات الأممية والقانون الدولي.
للأسف هناك صمت مطبق من المجتمع الدولي حيال هذه الانتهاكات الصارخة لكل المواثيق والمعاهدات والقانون الإنساني في الحرب، و من السخرية ان نشاهد محكمة العدل الدولية تدين هذا الكيان الاجرامي باللسان فقط دون أي رادع لوقف المجازر بحق الشعب الفلسطيني.