فن التعامل مع الزائرين
من أخلاق العرب اكرام الضيف ويعتبر من العادات والتقاليد المتوارثة من جيل الى جيل ويحظى الزائر بالترحيب والاهتمام عند مضيفه ويبقى مقيم عنده لثلاثة أيام حسب المتعارف عليه عند العرب واكرام الضيف من مكارم الاخلاق الحميدة.
من المصطلحات الحديثة التي تقترب من مفهوم الضيافة وحسن الاستقبال والتعامل مع الآخرين هو الاتكيت وتعود هذه الكلمة الى أصول فرنسية وتعني مجموعة من السلوكيات، والآداب، والنظم، والقواعد التي تساهم بصورة مباشرة في خلق حالة من النظام المقبول للعديد من التصرفات والسلوكيات البشرية، بما في ذلك السلوكيات الاجتماعية، والمهنية، والتي لا يتمّ محاسبة الأفراد غير الملتزمين بها قانونياً، ولكنهم قد يتعرضون للرفض من الناحية الاجتماعية.
بالنسبة لرؤية الدين الإسلامي لمفهوم وتعريف فن الإتيكيت فهو مفهوم ليس بغريب عنه ، حيث أن الدين الإسلامي هو ديناً متكاملاً وراقياً من الأساس إذ أنه قد حث بل ونظم الكثير من سلوكيات الفرد تجاه الآخرين مثل تأكيده على الأخلاق الكريمة للفرد وسلوكياته الحميدة ومفهوم فن الإتيكيت في الإسلام هو مفهوم أشد شمولاً و اتساعاً من المفهوم الأوروبي للإتيكيت كون ان الإسلام أهتم بكل جوانب حياة الإنسان، طريقة تناوله لطعامه مثل أن يقوم الفرد بتناول طعامه بيده اليمنى والأكل مما يليه وأيضاً مساعدة المحتاج أو كيفيه مقابلة الضيف ، حيث حرص الإسلام وأكد على ضرورة التبسم في وجه الآخرين والتلطف معهم في القول والحرص على إكرام الضيف ويتعدى مفهوم الاتكيت في الإسلام الى العلاقة الزوجية فقد وضع الإسلام لها العديد من المبادئ والقوانين وفي أرقى صورة مروراً إلى قواعد الإحسان إلى الجار والسؤال عنه دائماً وإماطة الأذى عن الطريق والحياء بل حتى المظهر الخارجي للفرد وأهمية أن يكون في أحسن صورة ومبادلة الناس الهدايا وصولاً إلى صلة الرحم وبر الوالدين وكيفية معاملتهم والإحسان إلى الفقير ومراعاة الضعيف واحترام الكبير وغيرها من الصفات الأكثر شمولاً و اتساعاً في تعامل الأفراد مع بعضهم البعض.
العتبات المقدسة وفن التعامل مع الزائرين
إدارة العتبات المقدسة ساعية على قدم وساق لتقديم افضل الخدمات للزائرين الوافدين الى مدينة الامام الحسين عليه السلام، والكوادر البشرية التابعة للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية المقدستين بكل اقسامها وخاصة الكوادر التي هي على تماس مع الزائرين خاضعة الى دورات في التنمية البشرية وفي فن التعامل مع الزائرين ومع أنماط الشخصيات لكونها تأخذ بعين الاعتبار انها تنتمي الى مؤسسات دينية كبيرة ومسؤولة عن استقبال الملايين من الزائرين من داخل البلد وخارجه، لذلك من أولويات ادارة العتبات المقدسة كيفية التعامل مع الزائرين وتوفير الخدمات لهم واستخدام الأسلوب المهذب في التعامل مع الزائر مقتدية بالإمام الحسين عليه الذي هو العنوان الأسمى للكرم والضيافة، لذا تجد منتسبي المرقد الطاهر يتحلون بالتحمل والصبر وهم يخدمون الزائر بشتى الخدمات ومنها الخدمات الامنية وخدمات الضيافة وارشاد الزائر الى الأماكن الخاصة بالزيارة او الاستراحة وغير ذلك من اجل الحفاظ على النظام وانسيابية دخول وخروج الزائرين بالإضافة الى الإرشادات والتعليمات واللافتات التعريفية باللغة العربية والإنكليزية للحفاظ على الاتكيت والنظافة والنظام مما يعكس صورة طيبة ومشرفة للعالم عن كرم وحسن وضيافة العراق بصورة عامة ومدينة الامام الحسين عليه السلام كربلاء المقدسة بصورة خاصة.