قراءة في كتاب معجم المصنفات الحسينية .. الجزء الخامس للكرباسي

: محمد طاهر الصفار 2024-09-23 10:42:34

من الرقم ستمائة وستة وأربعين إلى الرقم ثمانية وخمسين بعد الألف، وفي أربعمائة واثني عشر عنواناً، يواصل المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي رحلته في عالم المصنفات الحسينية في جزئها الخامس من هذا المبحث، وهو الجزء التاسع عشر بعد المائة من دائرة المعارف الحسينية.

وقد استهل الكرباسي الكتاب بمقدمة أوضح فيها أموراً عدة منها: تغيير المنهجية في تقديم العناوين، وهو أن يحتوي الجزء الواحد على كافة الحروف الأبجدية، بعد أن كان بمنهجية الحروف الأبجدية، بسبب كثرة المصنفات في الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث لم تخرج الأجزاء الأربعة السابقة عن إطار حرف الألف.

 وقد اقتصر هذا الجزء على ما طبع من دائرة المعارف الحسينية وما كتب عنها وما قيل حولها:

ومن أهم الكتب التي ألفت حول الموسوعة كتاب (أجنحة المعرفة) للباحث الدكتور نضير الخزرجي وهو كتابه الثالث من سلسلة (قراءة موضوعية في الموسوعة الحسينية) بعد كتابيه (نزهة القلم)، و(أشرعة البيان) وقد احتوت هذه الكتب الثلاثة على تقاريظ لكثير من الأعلام من شتى أنحاء العالم.

ومن هذه التقاريظ قول البروفيسور الفلسطيني جورج قنازع في تقريظه لكتاب: المدخل إلى الشعر الحسيني تحت عنوان: (أبحاث قيمة تثري البشرية): (إن الشعر الحسيني كثير شارك فيه عدد كبير من الشعراء من مختلف الأقطار الإسلامية، أضاف له الشيخ محمد صادق الكرباسي ما قاله شعراء آخرون من أديان ومعتقدات ومن أقطار أخرى ليصبح بذلك يمثل أصدق تمثيل للمشاعر الإنسانية على مختلف مشاربها وميولها)

وقال الأستاذ جاغديش دور في تقريظه لكتاب: (معجم أنصار الحسين) تحت عنوان: (الحسين رسالة سلام بالفعل لا بالقول): (في مثل هذه الأجواء وفي مرحلة التنازع العالمي بين المادية والمثالية يأتي الشيخ الكرباسي ليعبر عن حبه للإمام الحسين ليتحفنا بتعاليم هذا الإمام في جهد ومحاولة لكشف قيمة الحياة الحرة للناس أجمع..)

وقال الداعية المصري محمود عبد الفتاح جلال: (إن سماحة الشيخ المؤلف آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي حفظه الله تعالى أجاد في عرض الموسوعة الحسينية بهذا الأسلوب العلمي الدقيق، وقد حقق وحلل وحاور وبذل مجهوداً ضخماً خلال عمله الدؤوب والطويل في هذه الموسوعة الفريدة)

وقال الأب اللبناني سهيل بطرس قاشا تحت عنوان: الموسوعة الحسينية، لبنة زاهرة في أساس الحضارة: (نثمن هذا السفر الجليل، ونتمنى أن يُقرأ بإمعان المحقق وصدق المدقق فينال الشكر والثناء لليد التي سطرته وأبرزته ويأخذ بمكانه الذي ينتظره في خزانة المكتبات الخاصة والعامة فيصير لبنة زاهرة في أساس الحضارة العربية والإسلامية ومدماكاً أصيلاً في أمجاد التاريخ الحسيني الأصيل)

وقال الدكتور جاك جيت تونك تحت عنوان: رؤية إبداعية: (تعد دائرة المعارف الحسينية من أرقى الدوائر المعرفية معنى وموضوعاً، ومؤلفها الدكتور آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي محقق إسلامي شهير وعالم كبير قد بذل جهوده القيمة والواسعة في تأليف هذه الموسوعة المباركة)

وقال الدكتور عبد اللطيف إسلام الدين الباكستاني في تقريظه لديوان الشعر الفارسي تحت عنوان: الأسس الفكرية لحركة الإمام الحسين (عليه السلام): (إن كتابة موسوعة في الإمام الحسين عليه السلام من ستمائة مجلد في ستين باباً من قبل شخص واحد أمر غير قابل للتصديق، ولا يتحقق مثل هذا الأمر على صعوبته إلا بفعل العشق والإيمان بالإمام الحسين ونهجه في الحياة، فعشق الحسين هو الذي يطوي المصاعب والمشاق.

إن دائرة المعارف الحسينية هي من الغنائم العظيمة لعصرنا هذا، وهي نتاج العمل الشاق والمستمر لسنين طويلة من البحث والتدقيق لسماحة آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي حقق بكل إخلاص السيرة العظيمة لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ونهضته المباركة، فإن العالم الكبير والفقيه صادق الكرباسي انطلق في موسوعته من عشقه وحبه العميق لسيد الشهداء وسيرته)

ولعل أبرز ما يميز أجزاء هذه الموسوعة هو التنوّع الثقافي فيها وتجاوزها اللغة الثقافة الواحدة، فقد برع الكرباسي في اللغات والثقافات الأخرى إضافة إلى براعته في العربية، وتصانيفه فيها يُشعر القارئ إنه قد تخصص بها دون غيرها.

يقول البروفيسور السوري أسعد أحمد علي في تقريظه للجزء الأول من المدخل إلى الشعر الفارسي تحت عنوان (همسة حسينية): (ما كشفه الشيخ الكرباسي لقراء المدخل إلى الشعر الفارسي يشبه الخليل بذاته في علم اللغة وفي فن الشعر وعلم أوزانه، لقد اجتهد صديقنا الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي بحشد جيوش الكلم المتطوعة من خير الأمم لترفع رايات الحسين عليه السلام على أعلى القمم وقد حررها باللغة العربية

وهناك أقوال كثيرة أثنت على الموسوعة وصاحبها من قبل العديد من الأعلام ذكرت في هذا الجزء

وقد ضم هذا الجزء عناوين أجزاء دائرة المعارف الحسينية للشيخ الكرباسي وغيرها من العناوين الكثيرة التي ألف عنها، والأمر يطول كما يقول الكرباسي ويستطرد: (إن القضية الحسينية لم تنته بعد لكي يقفل هذا الباب، بل هي مستمرة، بل وتيرتها متصاعدة كلما مضت عجلة الزمن)

نعم إن هذا الموضوع لا ينتهي

وهل ينتهي الحديث عن الحسين؟

إن سيرة الحسين تفيض عطاءً وعظمة، فقد جسد (عليه السلام) الروح النبوية والأخلاق المحمدية السمحاء والشمائل العلوية العظيمة بأروع صورها، فكان الحسين عظيماً في كل حركاته وسكناته كما كان عظيماً في جميع أقواله وأفعاله، وكانت روحه العظيمة شعاع هدي تنبئ بالإنسانية العليا التي حملها.

فما أعظمك يا سيد الشهداء؟ وما أروع مواقفك؟ وما أجلّ ثورتك التي تعلمنا كل يوم درساً متجدداً؟ فسلام على روحك العظيمة، وسلام على نفسك الزكية، وسلام على دمك الطاهر، وسلام على خلقك النبوي العظيم.

محمد طاهر الصفار

 


العودة إلى الأعلى