قراءة في كتاب معجم المصنفات الحسينية .. الجزء الثاني
ها هي رحلة المحقق الكبير الشيخ محمد صادق الكرباسي الثانية في عالم المصنفات الحسينية، حيث يعود لتكملة ما بدأه وإضافة عناوين جديدة، في الجزء الأول من هذا المبحث أثرى المكتبة الإسلامية بمعلومات مهمة عن كل ما يتعلق بالكتابة والتأليف مع عرض لمائة وخمسة وستين مؤلفاً ومصنفاً في الإمام الحسين (عليه السلام) تنوعت محاورها وجوانبها حول شخصيته العظيمة ونهضته المباركة، كما تنوعت لغاتها بين العربية والفارسية والأوردية والتركية والسرائيكية والآذرية والكجراتية، كما تنوعت أنماطها بين الشعر والسرد والنثر
ويدهش القارئ في عناوين هذه المؤلفات للثراء اللغوي والخزين المعرفي والاطلاع الواسع على مختلف الثقافات للمؤلف، فهذا الجهد الذي بذله في إخراج هذا المعجم إلى النور يحتاج إلى مجموعة من الباحثين من ذوي التخصصات والثقافات المتعددة واللغات المختلفة لإخراجه، لكن الكرباسي نذر نفسه لمشروعه الخالد وبذل جهداً استثنائياً كبيراً من أجل هذه الموسوعة الحسينية التي أصبحت منهلاً عذباً لشتى طلاب العلم وفي مختلف العلوم، فهي كالبحر الذي تتفرع منه الأنهار والجداول، أو كالشمس وهي تنشر أشعتها على الأصقاع.
في هذا الجزء وهو الثاني من مبحثه معجم المصنفات الحسينية والسادس والخمسون من موسوعته دائرة المعارف الحسينية يوجه في بداية الكتاب دعوة إلى الكتاب والمؤلفين ممن ألفوا وصنفوا في الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته المقدسة أو ممن يمتلكون مؤلفات قديمة أو حديثة لهم أو لغيرهم بتقديم معلومات ببلوغرافية عنها وذلك حرصاً منه على التراث الحسيني من الإهمال والضياع وحفظاً لها لتكون منهلاً للأجيال القادمة.
وفي تمهيده للكتاب يستعرض الكرباسي أموراً عدة منها بعض المؤلفات التي لها أكثر من عنوان وقد تداركها بالإحالة لكي لا يشتبه على القارئ، ومنها بعض أسماء المؤلفين المجرّدة من الأب فبحث عنها الكرباسي وذكر إضافة إلى نسبه تاريخ ولادته ووفاته إذا كان متوفياً، معتمداً بذلك على التاريخ الهجري، ومن الأمور الأخرى التي ذكرها الكرباسي عوامل التحفيز على الكتابة وخلق الأجواء الثقافية التي تولد أصحاب الكفاءات من الكتاب والمؤلفين وتبرزهم مثل المسابقات الثقافية ونشر الكتب وتوزيعها وإرسالها إلى المراكز والأشخاص.
ومن ذلك المسابقة الكبرى التي أقيمت في كربلاء من قبل اللجنة المشرفة على الاحتفال السنوي لولادة الإمام علي (عليه السلام) في الثالث عشر من شهر رجب عام 1967 ، وقد فاز فيها الكاتب اللبناني سليمان كتاني عن كتابه (الإمام علي نبراس ومتراس)، وقد فاز نفس الكاتب في المسابقة التي أقامتها اللجنة المشرفة على الاحتفال السنوي لولادة الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان عن كتابه (الحسين في حلة البرفير).
وقد تلتها كثير من المسابقات التي قدم فيها الكتاب بحوثهم ودراساتهم القيمة في هذا المجال
وبالعودة إلى المكتبات يذكر الكرباسي المكتبات التي وردت في هذا الجزء وهي:
مكتبة آل صندوق في دمشق، ومكتبة آل نوح، ومكتبة الأصفهاني، ومكتبة الجوادين العامة، ومكتبة الصدر في الكاظمية.
ومكتبة آل هاشم في المدينة المنورة
ومكتبة ابن طاووس في الحلة
ومكتبة الأحمدية في تونس
ومكتبة الأوردبادي، ومكتبة الخونساري، ومكتبة السماوي، ومكتبة الصفوي، ومكتبة محي الدين في النجف الأشرف
ومكتبة الأفندي، ومكتبة النطنزي في إصفهان
ومكتبة الإمام الحسين (عليه السلام) والتي أسسها الكرباسي، ومكتبة سواس في لندن
ومكتبة الآمرتسري، ومكتبة جامعة البنجاب، ومكتبة الكاظمي، ومكتبة كنج بخش في لاهور، ومكتبة محمد إعجاز بباكستان
ومكتبة البرغاني، ومكتبة المرعشي الشهرستاني في كربلاء
ومكتبة بوهار، ومكتبة محمد إسماعيل بن سلطان علي بور في الهند
ومكتبة الجامع الأعظم في الجزائر
ومكتبة جامعة طهران، ومكتبة مجلس الشورى، ومكتبة سبهسالار، ومكتبة ملك في طهران
ومكتبة الرستكاري، ومكتبة الكلبايكاني، ومكتبة المرعشي، ومكتبة مركز إحياء التراث الإسلامي، ومكتبة مسجد أعظم في قم المقدسة
والمكتبة الرضوية، ومكتبة عبد المجيد الهمداني في مشهد
ومكتبة العطار في بغداد
ومكتبة غرب همدان
ومكتبة كامبوزيا في زاهدان بإيران
ومكتبة الهاشمي في سبزوار
ومكتبة هدائي في إسطنبول
ومكتبة الوزيري في يزد
وبعد أن يستعرض الكرباسي هذه المكتبات بالحديث عن تأسيسها ونشأتها وتوسعها ومقدار كتب بعضها، يكمل عرض عناوين المؤلفات والمصنفات والدراسات والبحوث والدواوين التي ألفت في الإمام الحسين (عليه السلام) ابتداء من الرقم مائة وستة وستين وهو الرقم الذي انتهى عنده في الجزء الأول وحتى الرقم أربعمائة واثنان وهذا يعني أنه استعرض مائتين وسبعة وثلاثين عنواناً في هذا الجزء مع مرفق بعدد صفحات الكتاب وعدد الأجزاء وموضوع الكتاب وملخص عنه، وتاريخ الطبع، ولا زال في حرف الألف من الحروف الأبجدية.
ومن أبرز الكتب التي ذكرها الكرباسي فيما يخص شخصية الإمام الحسين ونهضته المباركة: كتاب الأرض والتربة الحسينية للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، أبطال الصفا في ذكر أسماء الشهدا لمصلح الدين بن محمد تقي المهدوي، أبعاد ثورة الإمام الحسين لعمار الرضوي، أجراس كربلاء لمحمد سعيد الطريحي، أحسن الجزاء في إقامة العزاء على سيد الشهداء للسيد محمد رضا الأعرجي، أحوال الإمام الحسين للسيد محمد بن جعفر شبر، أحوال كربلاء لغلام علي بن إسماعيل الهندي، الأخبار المتعلقة بمصيبة الحسين (عليه السلام) لعبد الحسين بن علي كمونة، الأخلاق الحسينية لجعفر البياتي، آثار وبركات حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) لمحمد رضا الأصفهاني، أبعاد النهضة الحسينية لعباس الذهبي وغيرها.
يغادرنا الكرباسي إلى رحلة أخرى ليعود وفي حصيلته من المعلومات ما يدهش ويبهر ويغني ويثري.
محمد طاهر الصفار