الإمام الحسين .ع. صرخة الحق ضد الباطل
ثمة صراعات شهدتها الإنسانية منذ وجودها وريادة الحضارة إلى يومنا المنظور إلى آفاق ومديات الوجود البشري .
والصراع يأتي نتيجة: الظلم، والاستبداد ، والاستئثار السياسي، لأصحاب البلاط والنفوذ والقصور والامتيازات من الحكام المتسلطين غير الشرعيين.
وفي كل زمن نجد فرعون وموسى ، وبكل عهد يتوسد الجلاد الديباج والحرير فيما يلتحف الفقراء السماء ويتوسدون التراب، بين ظامئ ومتخم ، بين مقدس ومدنس، بين سجين وطليق لا يستحق الحياة وهكذا تولد الأزمات ..
وإن أقسى صراع بالتاريخ البشري كان بين الحسين المقدس(عليه السلام) ويزيد المدنس(لعنه الله).. حيث انطلق سيد شباب أهل الجنة وسيد الثوار والأحرار لإنهاء الفساد السياسي والمالي والانطلاق بصرخة الحرية : لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد هيهات منا الذلة .
ليتوهج الخطاب والحجاح الحسيني بكل عصر ومصر ليومنا الحاضر كما رفعه جميع الثائرين طوال التاريخ البشري، واليوم وأمام أنظار العالم يرفع أهل غزة ولبنان واليمن وكل من يصرخ بالحق بالشعوب شعار لا للظلم والعدوان نعم لكرامة الإنسان.
وقد اتخذ عشرات من المفكرين والأدباء والقادة السياسيين الدروس والعبر من تراجيديا الطف، السمفونية الخالدة، بنسقها الثقافي والخطابي والإصلاحي جذوة وشعلة متقدة وقبس لا ينطفئ، فضلا عن وجود الأسباب والأسرار الإلهية والألطاف التي اعتنت ببقاء حرارتها بصدور عشاقه.
وفي كل جغرافية العالم دشن نخب من الأدباء بين الروائيين والشعراء والتشكيليين ومن المفكرين من المسيحيين وغيرهم مقالات وحكما عن آل البيت –عليهم السلام- وما يخص محبتهم الخالدة بالعقول المنتجة للمعرفة والجمال ، ونورد هنا بعض مما نطق وكتب من عشرات المشاهير :
فيكتور هيكو "أديب فرنسي": أصبحت مبادئ الثورة الحسينية منهاجا لكل ثائر يريد أن ينتزع حقه من ظالميه.
مايكل انجيلو "نحات إيطالي": لم يكن الحسين يرغب أن يتولى السلطة ليحكم بل انه يعطي دروسا للحكام المستبدين الذين ظنوا انهم باقين الى الأبد فانه بثورته اعلمهم بأنهم لابد وأن يقعوا في قبضة شعوبهم المقهورة.
جورج برنادشو كاتب مسرحي إنكليزي: ما من رجل متنور الا وعليه الوقوف وقفة اجلال واحترام لذلك الزعيم الفذ حفيد رسول الإسلام الذي وقف تلك الوقفة الشامخة امام حفنة من الأقزام الذين روعوا واضطهدوا أبناء شعوبها.
مارتن لوثر مفكر أمريكي: انا أدعو للإصلاح الديني والتوافق فيما بينهم أسوة بالإصلاح الديني الذي دعا اليه الزعيم العربي الحسين بن علي.
أرنست هيمنغواي الروائي الأمريكي: إن الحزن الذي سببه مصرع الحسين ظل يلتهب في قلوب الناس المتنورين بسبب الفاجعة التي اقترفتها تلك الزمرة المتعطشة لدماء الأبرياء.
تولستوي روائي روسي: مما لاريب فيه ان الحسين كان من أعظم الرجال الثائرين من اجل تقويم الحكام الذين انحرفوا عن جادة الصواب فنال بوقفته تلك الشهادة التي طالما يتمناها الاحرار.
فريا ستارك كاتبة إنكليزية: ان الشيعة في جميع العالم الإسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في عشرة محرم الأولى كلها.
فيليب حتي مؤرخ لبناني امريكي: أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي وهو العاشر من محرم يوم حداد ونواح عند المسلمين ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للإمام الشهيد وغدت كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم.
كارلتون كون العالم الانثربولوجي الأمريكي: أن مأساة الحسين بن علي تشكل أساساً لآلاف المسرحيات الفاجعة.
روبرتو بولانيو كاتب وشاعر من تشيلي: على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد بن معاوية وجنده الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم اجهزوا عليه، انها أفجع مآسي الإسلام طراً. جاء الحسين إلى العراق عبر الصحراء ومعه منظومة زاهرة من أهل البيت وبعض مناصريه، وكان أعداء الحسين كثرة، وقطعوا عليه وعلى مناصريه مورد الماء واستشهد الحسين ومن معه في مشهد كربلاء.
بيير جان جوف شاعر فرنسي: درست بإمعان مبادئ العديد من الثورات التحررية التي شهدها العالم فوجدت ثورة الحسين كانت تحمل أعمق وأدق المبادئ النبيلة التي يسعى الثائرون لنشرها في آفاق عالمنا الكبير.
تشارلز جون ديكنز أديب إنكليزي: إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟
بقراءة مستبصرة للحدث التاريخي واستشرافه للمستقبل .. أجد الإمام الحسين العارف المتأمل المستوعب للوجود بأسره يعرف تماماً .. تضحيته الجسيمة بنفسه، وعياله ،وأصحابه، سيطوي الأزمنة ليقف على شرفة التاريخ ملوحاً للبشرية لا تنال الحرية إلا بمقدار من التضحية. برفضه لمهادنة الباطل صحح مسيرة الإسلام، وجعل طريقه كعبة للحرية ولكل البشرية.