الشيخ رحماني: الامام الحسين "عليه السلام" كنز لجميع العالم حفظه الشعب العراقي العظيم
تشهد زيارة الامام الحسين "عليه السلام" في اربعينيته توافد مختلف الجنسيات والشخصيات والطوائف تأكيدا لعالميتها وتأثيرها الايجابي الواضح في نفوس محبي الحق والعدل والانسانية في ربوع الارض كلها. ومن بين الشخصيات التي تشرفت بزيارة الامام الحسين عليه السلام كان سماحة الشيخ رحماني مدير مؤسسة ال البيت عليهم السلام في تركيا وقد اغتنمت وكالة كربلاء الآن تواجده رفقة الجالية التركية الزائرة للإمام الحسين عليه السلام لتجري معه الحوار التالي:
هل من نبذة تعريفية عن المؤسسة؟
مؤسسة ال البيت تابعة لمكتب سماحة المرجع الاعلى اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف) تحت اشراف سماحة السيد جواد الشهرستاني فأصبحت كجسر بين المرجعية وبين محبي اهل البيت، والمؤسسة تتواجد في بريطانيا، اسبانيا، المانيا، اندونيسيا، روسيا، تركيا، اذربيحان، لبنان، وايران وغيرها من الدول وهي توفر خدمات لشيعة امير المؤمنين عليه السلام في العالم في النواحي الثقافية والعلمية ودروس مختلفة في العقائد والتاريخ كما يوجد لدينا مركز المرأة الحكيمة ومركز شباب اهل البيت عليهم السلام وأن أهم وأبرز شيء هو خدمة المؤسسة في تركيا والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة.
في الميدان الفكري ما ابرز النشاطات التي تقدمها المؤسسة؟
تقوم مؤسسة ال البيت بطباعة الكتب حيث طبع اكثر من ٢٠٠ كتاب بعضها حتى بخمسة مجلدات تتراوح بين العقائد والفقه والتاريخ وغيرها مما يرتبط بالعقيدة الشيعية، وكذلك تقام نشاطات كثيرة ما بين مؤتمرات ودورات قرآنية كما في مركز المرأة الحكيمة ودروس تعليمية للأطفال لتعليم القرآن ودروس للطلاب الشباب قبل دخول الجامعة، وكذلك مدرسة دينية في النجف الاشرف حيث يتم استقبال زوار كثير على مر السنة في هذه المدرسة التي تتميز بوجود شقق لاستقبال الزوار من كافة الطوائف والاماكن ويتم تقديم الخدمات الكاملة لهم.
وهل أدت هذه اللقاءات الى تغييرات في افكار الافراد التي تلتقي بهم؟
إن اللقاء بالزائرين غير بشكل كبير افكارهم تجاه القضية الحسينية لان الامام الحسين عليه السلام ليس قيما ظاهرية فقط بل هو قيم باطنية ونفسية وانسانية فمن يريد ان يزكي نفسه لا بد له ان يتبع قيم الامام الحسين والائمة الاطهار عليهم السلام حيث كثرت الفواحش والمنكرات في هذه الفترات بوسائل مختلفة فلا بد ان نبلغ ونوصل عقائد اهل البيت عليهم السلام في الوقت الحاضر.
هل من مؤسسات اخرى شاركتم فيها لخدمة القضية الحسينية؟
توجد مراكز ومؤسسات كثيرة مثل مجمع علماء الشيعة الاتراك من دول مختلفة مثل جورجيا واذربيجان وروسيا واوكرانيا واوربا حيث تم تأسيس المجمع من علماء الشيعة والعلماء البارزين لأول مرة في التاريخ خدمة لشيعة امير المؤمنين عليه السلام في العالم ويساهم المجمع بتبليغ وتوعية الشباب بمخاطر الفواحش والمنكرات في العصر الحالي وطرق اجتنابها، كما كان لنا تعاون مع العتبات المقدسة بالأخص العتبة الحسينية المقدسة فمنذ ٦ سنوات بدأنا بتأسيس وافتتاح مركز الامام الحسين عليه السلام الثقافي والاعلامي وتم استقبال الكثير من مسؤولي العتبات المقدسة وكان هذا امرا محببا للشعب التركي حيث أن الكثير لا يعرفون خدمات العتبات ويعتقدون أنها فقط للزيارة لا غير لكنهم في المؤتمرات يرون افلاما قصيرة للعتبات المقدسة كالعتبة الحسينية التي تقدم خدمات كبيرة للشعب العراقي بشتى الوانه وطوائفه فضلا عن زوار الامام الحسين عليه السلام كافة كالتعليم والمدارس الدينية والجامعات والمستشفيات وغيرها.
وكيف تقرؤون التأثير الذي احدثته هذه المؤتمرات واللقاءات والزيارات؟
إن هكذا مؤتمرات ولقاءات تؤثر كثيرا وتوعي بما تقدمة العتبات كالعتبة الحسينية المقدسة كاستقبال المرضى مجانا والتعليم المجاني والحوزوي وغيرها من الخدمات التي تقدم للنساء والاطفال والرجال والشباب وهذا يرجع بشكل ايجابي للعتبة الحسينية المقدسة واحترام وحب الناس لها من جميع فئات واطياف واعراق الشعب والزوار خاصة أن العتبة تخدم المسلمين وغير المسلمين على السواء أسوة بما نجده في خطابات اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) حيث تكون خطابات انسانية قبل ان تكون خطابات دينية كفتوى الجهاد الكفائي وكذلك فتواه التي قال فيها بان السنة انفسنا وليسوا اخواننا مما يؤكد دعوته الى وحدة الأمة ونبذ التفرقة بينها ويستدل بهذا على انهم صف واحد غير متفرقين وهذا الأمر اثر في جميع مسلمي العالم ويبين كيف أن السيد يحترم ويحب الشعب بكافة اطيافه ودياناته واعراقه.
هل يمكنكم استذكار بعض القضايا المرجعية التي أثرت في المسلمين وغيرهم؟
هناك أمور اخرى جرت وأثرت في هذا الصدد من بينها استقبال سماحة السيد لبابا الفاتيكان الذي ادى الى احداث تأثير كبير لدى الغربيين وكذلك توصياته للحفاظ على الكنائس في العراق وتأثيراتها على الغربيين حيث يرون ان هذا شيء انساني عظيم، وكذلك حين زار رئيس تركيا السيد اردوغان سماحة السيد اية الله العظمى السيد السيستاني مما اظهر اعجابا كبيرا من قبل المسلمين وغير المسلمين من الشعب التركي وبخاصة في التوصية بالجيران والاتحاد كدول مسلمة ومجاورة، وكذلك مدافعة السيد عن الايزيديين الذين وصفهم بالمظلومين من الارهاب التي كشفت بشكل جلي عن اخلاق الانبياء والائمة لدى شيعتهم بشكل عام.
أخيرا ، كيف تقيمون دور العتبات في التوعية والتثقيف الحسيني؟
بعض العالم لا يعرف الامام الحسين (عليه السلام) فهو كنز لا يعرف، وبجهود العتبات طبعت كتب وكتيبات كثيرة تعريفية وكذلك قنوات كثيرة عرفت العالم بالإمام الحسين (عليه السلام) وايصالها لكافة الشعوب بعدة لغات وقد ساهم حب النفس الانسانية للحرية والعدالة في وصول رسالة الامام الحسين عليه السلام الى كل بقاع العالم، فإلى يومنا هذا لم تشهد البشرية مثل واقعة الحسين واهل بيته عليهم السلام حيث ان قيام الحسين عليه السلام هو قيام الانسانية، وإن من الامور التي يجب ان تعرّف لجميع العالم أن الحسين عليه السلام يعد كنزا لجميع العالم وهذا الكنز حفظه الشعب العراقي العظيم وقدم أثمانا كبيرة لحفظ هذا الكنز وايصاله ونشره في كل بقاع الارض ولجميع شعوبها