مختص يقدم نصائح للشيخوخة الصحية: هناك ثلاث خطوات أساسية لتحقيق حياة متوازنة
يرى الدكتور جون باتسيس، طبيب الشيخوخة في جامعة نورث كارولينا بتشابل هيل الأمريكية، ان هناك إجراءات يمكن للفرد القيام بها في أي عمر كي يضمن الحفاظ على صحته مع التقدم بالعمر.
تناول باتسيس، الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة نورث كارولينا وكلية جيلينغز للصحة العامة العالمية، ما يجب أن يعرفه الناس عن الشيخوخة الصحية.
وقال أيضا من المهم أن يتمتع الفرد بالوعي الذاتي، وأن يكون لديه هدفا، ويدرك ما يسعده في كلّ من مراحل حياته، بغض النظر عن الظروف الصحية التي يمر بها. ففي حين أن الجينات والتجارب السابقة غير قابلة للتغيير، فإن تعديل عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والمشاركة الاجتماعية قد تؤثر بشكل إيجابي على صحة الفرد مستقبلًا.
وافاد ان الانفتاح على التغيير واستخدام الموارد المتاحة، مثل الاستعانة باختصاصيي الرعاية الصحية، ودعم المجتمع، يعد خطوات حاسمة نحو تحسين الرفاهية العامة ونوعية الحياة.
وأضاف ان هناك العديد من العوامل التي أثبتت أنها تساهم في التقدم بالعمر على نحو صحي، لكن سأركز على ثلاثة منها رئيسية، بحسب الخبراء.
1. الحفاظ على التغذية السليمة من مرحلة الطفولة إلى الشيخوخة
2. ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية بانتظام.
3. رعاية الروابط الاجتماعية القوية.
وتابع قوله هذه العناصر مترابطة وتعمل بشكل متآزر لتعزيز الشيخوخة الصحية والرفاهية العامة. ومن خلال التفكير بهذه العوامل بشكل مشترك، يمكن للأفراد تعزيز فرصهم بأن يشيخوا على نحو جيد ويحافظوا على نوعية حياة عالية وعندما يتعلق الأمر بالتغذية الصحية للشيخوخة الناجحة، غالبا ما يُوصى باتباع نظام غذائي متوازن مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.
فرغم التحديات التي تفرضها صناعة الوجبات السريعة السائدة، فإن التركيز على:
1. الوجبات المطبوخة في المنزل الغنية بالفاكهة والخضار الطازج أمر ضروري.
إعطاء الأولوية للأطعمة الكاملة على الأطعمة المصنعة
2. اعتماد نهج متكامل لاختيارات الطعام
قد يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة والرفاهية.
ويقول أيضا تكتسب راهنا نظرية الغذاء باعتباره دواء اهتماما متزايدا بين العاملين في مجال الصحة وعامة الناس على حد سواء، ما يسلّط الضوء على أهمية التغذية في تعزيز طول العمر الصحي. وهذا الأمر يستوجب تنمية عادات أكل صحية مدى الحياة. ولذا من الضروري البدء باكرا عبر ترسيخ التثقيف الغذائي في المدارس. ومن خلال إشراك الأطفال والأفراد منذ سنواتهم الأولى، في تطوير مهارات وممارسات مستدامة تندمج بسلاسة في روتينهم اليومي.
ويعد النشاط البدني المنتظم أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة والحيوية بشكل عام. وتمت التوصية بـ150 دقيقة من النشاط أسبوعياً، مقسمة إلى 30 دقيقة من النشاط المعتدل على مدار خمسة أيام، وهذا مفيد للأفراد في مختلف الفئات العمرية. بحسب باتسيس
كما يأخذ دمج مزيج من التمارين الهوائية وأنشطة القوة أهمية متزايدة مع التقدم بالعمر، للحفاظ على كتلة العضلات وقوتها.
ويلعب التواصل الاجتماعي دورا حيويا للتمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة، لكن غالبا ما يُستهان به، لا سيّما في الأماكن ذات التجمعات السكانية المتناثرة وفق رأي المختص.
ويوصي باتسيس أن المحافظة على روابط اجتماعية قوية من خلال تبادل الأحاديث الجذابة، ومشاركة القصص، وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، قد يؤثر بشكل كبير على الصحة العقلية، ويبعد شبح مشاعر العزلة أو الاكتئاب.. وهذه تحديات شائعة يواجهها كبار السن.
وإن بناء الشبكات الاجتماعية والحفاظ عليها، سواء من خلال الأسرة، أو الأصدقاء، أو مجموعات المجتمع، يمكن أن يعزّز نوعية حياة الفرد بشكل عام، ويوفر الشعور بالهدف والانتماء مع التقدّم بالسن.
وذكر ان الشيخوخة الصحية غير محدودة بفئات عمرية، بل يمكن أن تتحقق في أي عمر، حتى في الثمانينات والتسعينات من العمر مثلا.
وقال أيضا إن مفهوم الشيخوخة الصحية ذاتي، ويجب أن يركز على الأولويات والأهداف الفردية، وكيفية تحقيقها في كل مرحلة من مراحل الحياة.
وختم بالقول ومن المهم التشارك مع المرضى، وفهم قيمهم الشخصية، وتطوير استراتيجيات خاصة بوضع كلٍّ منهم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم، ويعتبر أمرًا بالغ الأهمية. ومن خلال اتباع نهج يركز على المريض، وتمكين الأفراد من متابعة ما هو مفيد بالنسبة لهم، يصبح المسار نحو شيخوخة صحية أكثر رضاً واستدامة.