للشاعر سليمان الإدريسي من الجزائر

إلى كَعْبــــــَةِ الأحْـــــــزانِ أَهْدي قَريحَــةً       

تُســَـاجِلُ مَأسـَــــــاةَ الهـُــدَاةِ الخَضَـارِمِ

بِدَمْـــعٍ مِنَ العَبــــــــــــْرى أرَقِّ صَبـَــابةً        

ودُرٍّ مِنَ الأحْـــداقِ كالـــــــوِدْقِ سـَــاجِــمِ

وقَلْبٍ مِنَ البـَـلْوى خَبـــــــا خَفَقـــــانـُـهُ        

وصَـــــبٍّ مِنَ الأشْــــــواقِ كالطِّفْلِ نائـِـــمِ

وضِلْعٍ مِنَ المِصْـراعِ قَدْ أَرْجَعَ الرِّضـــا      

إلى اللهِ لِاسْتِئصــالِ صَـــــــــوْلَةِ غـَـــارِمِ

وبَيْتٍ مِنَ الهِجْرانِ قَدْ سِيـــــقَ أهلُـــــــهُ      

إلى البيـــــدِ والأهْــوالِ مِنْ غَيْرِ عَاصِـــمِ

ونَظْمٍ مِنَ الوجْــدانِ قَدْ عَــزَّ صِنـْــــــــوُهُ         

بِمِشْكـــــاةِ شِعْـــــــرٍ لِلفَجيعَــــــةِ نَاظِـــمِ

ولَوْعَــــةِ مِصْبــاحٍ مُنيـــــــــــرٍ وناصِــعٍ      

ولَكِـــنْ مِنَ المَأســـاةِ كاللّيـــــــلِ قاتـِــمِ

عَقيلَــةُ آلِ المُصْطَفـــــــــــــــى بِنْتُ حَيْــدَرٍ       

وفاطِمَــــةَ الزّهـــــــــراءِ كُنْـــــهِ الفَواطِـــمِ

وأُخْـتُ شَهيـــدِ الطَّــفِّ أُمُّ مَصَــــــــــــائِبٍ         

بِقافِلـَـــةِ الأحْـــــزانِ بَيْـــــــــــنَ المَــــــآزِمِ

وهامـَـاتُهُمْ فـَـوْقَ الرِّمـــاحِ تَجــــــــاوَبتْ      

مَعَ اللهِ في ذِكـــــرى شُمُـــــوسِ المَلاحِـــمِ

فمِنْ عَمَّتي الحَــــــــــوراءَ ألتَمِسُ الدُّعا        

لِتَوفيقِ صَبٍّ في هَـــــــوى الطُّهْرِ هائـِـــمِ

وتَقْبيــلِ أَقْـــــــــــدامِ الأئِمَّــــــةِ سـَــادَتي      

وتَعْفيــــرِ خَــــــــدّي في أَديمِ الكَــواظـِــمِ

وأقْفُــوَ آثـــارَ الهُــــــــداةِ بإسْـــــــــــرِهِمْ         

مِنَ المُصْطَفــى الهــــــَادي إِلى جـَـارِ آدَمِ

ومَـنْ بالبَقـيـــــعِ الغَرْقَـــدِ ارتــــاحَ بِالرُّبا        

عَبيــــرُهُــمُ فِيــهِ الشِّفــــــــــاءُ لِناسِــــمِ

وفي الطَّفِّ أجْسـَـادُ الأحِبـَّــــــــــةِ فَوْقّهُــمْ        

قِبـــابٌ سَنــاها مِنْ زَئيــرِ الجَمـَـاجِمِ

وفي كُلِّ أصْقــاعِ البـِـــــلادِ مَراقِـــــــــــــدٌ      

لَهُـــــــمْ ولأبنـَــاءٍ قَضَـــوْا في مُـــراغَــــمِ

ومِنْهُمْ غَريبٌ في خُراسـَــانَ رَمْسـُــــــــهُ        

لِمَـــنْ زارَهُ يَحْـظــــى بأوْفى المَراحِـــــمِ

بِحَبْلٍ مِنَ المَــوْلى وحَبــــــلٍ مٍنَ الـــوَرى       

تُثَبـَّــتُ أقـْــدامٌ بِخَيـْــ ـــرِ دَعـــائـِـــــمِ

ويـَـوْمَ يَعَضُّ الظّالِـــمُ المُفتـــــــــَري عَلى        

يَدَيـْـــهِ وقَدْ صــــــــارَ الفَتــى جِدَّ نـــَــادِمِ

فيا لَيْتنــــي لَمْ أتَّخِــــــــــــذْ ذاكَ صــَـــاحِبًا        

فَقَدْ ضَلَّ عَنْ ذِكْرِ السَّبيــــــــــلِ المُســـالِــمِ

الشاعر سليمان الإدريسي

شاعر واديب من الجزائر ولاية معسكر ورئيس جمعية السراج المنير اختص في مجال الشعر الفصيح وله عدة دواوين وقصائد مدح في آل بيت عليهم السلام.

شارك في بعض المحافل الشعرية للعتبات المقدسة بكربلاء