الإيزيديون: موقف المرجع السيستاني (دام ظله) مع الإيزيديين سجله التاريخ ولن ننساه
يعيش الإيزيديون في العراق بشكل رئيس في منطقة سنجار وسهل نينوى والحمدانية والشيخان من محافظة نينوى شمال غرب العراق ويسكن بقية الإيزيديين في منطقة سميل و قضاء زاخو في محافظة دهوك.
وبحسب التقديرات، فإن عدد الإيزيديين في العراق يصل إلى 700 ألف. يعيش الإيزيديون مع باقي طوائف ومذاهب العراق منذ مئات السنين وهم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي.
في 3 / آب 2014، ارتكب داعش الارهابي إبادة جماعية ضد الإيزيديين في منطقة سنجار شمال العراق، وقتل ما يقدر بـ 5000 إلى 10000 من الإيزيديين واختطف ما بين 6000 إلى 7000 من النساء والأطفال الإيزيديين.
في حوار الناطق الرسمي بإسم المرجع الاعلى للأمة الإيزيدية ومدير مركز البحوث والدراسات في مجلس الأقليات العراقية الأستاذ خلدون سالم النيساني لوكالة كربلاء الدولية تحدث عن التعايش بين الطوائف وضرورة الحفاظ على السلم المجتمعي وقضايا وطنية وإنسانية أخرى.
ــ التعايش بين الطوائف والأديان داخل البلد ما ضروراته؟
ــ بداية لابد من التوضيح ان المجتمع العراقي يتسم بالتنوع الديني والمذهبي بالإضافة الى الثقافات والعادات والتقاليد المتنوعة مما يجعل من هذا المجتمع مجتمعا متسم بالتعددية لذلك فان التعايش السلمي ضرورة حياتية للتقارب والتنوع بين المجتمع وضرورة حضارية للتواصل والتفاهم بين الأفراد وان الصلة التي تربط ابناء المجتمع العراقي هي صلة تاريخية لذا فإن على هذا المجتمع التعايش بشكل سلمي بعيداً عن الخلافات المذهبية والعرقية والدينية.
ــ ما سبل الحفاظ على سلامة هذا التعايش وما تداعيات غيابه؟
ــ تكمن أهمية التعايش السلمي في ان غيابه يتسبب احيانا في تفجير الصراعات كما ان ترسيخه دائما يساهم في حل الصراعات، فلابد من التأكيد على نشر الوعي الذي يعزز التعايش السلمي ونشر ثقافته في المجتمع إذ يعد التعايش السلمي من أهم الامور التي تسعى المجتمعات الأخرى لتحقيقها وبدونها لا يمكن الحديث عن الأمان والسلام والاعمار والتطور والتقدم والازدهار ومن اهم الشروط التي يجب علينا تحقيقها بوجود تعايش سلمي في العراق هي انصاف ذوي الضحايا وتحقيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر وتقديم الجناة الى المحاكم المختصة لينالوا جزاهم العادل.
ــ تعرض الإيزيديون الى هجوم ارهابي داعشي فكيف تصف لنا التلاحم الوطني في الدفاع عن هذا المكون؟
ــ لا يخفى على احد الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحق ابناء الديانة الإيزيدية عام 2014، هذه الجرائم التي كلفت الطائفة الإيزيدية الآلآف من الضحايا بين شهداء ونازحين ومختطفين ومختطفات والذين ما زال مصير الكثير منهم مجهولاً بالإضافة الى تدمير البنى التحتية للمدن والقرى الإيزيدية.. أمام هذه الصور المأساوية التي تمثل أركان الجريمة والابادة الجماعية ما زال هذا المجتمع يعاني من تداعيات تلك الهجمة الشرسة وما زال الآلآف منهم نازحون في مخيمات النزوح وما زال الصراع السياسي والاقليمي على مناطق سنجار مما يعطي طابعا سلبيا للمواطن البسيط الذي يرغب بالعودة الى الديار، ولكن موقف القوات العراقية موقفا مشرفا في تحرير مناطق الإيزيديين ونشر الأمان لذلك نطالب الحكومة العراقية بالمزيد من العمل في قضاء سنجار ونتمنى ان تكون الجهود اكبر ليتسنى للعوائل العودة الى ديارهم وعودة الحياة الطبيعية.
ــ المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف لها اهتمام بالغ بحماية هذا المكون وسلامته وأمنه هل لك ان تحدثنا عن هذا المحور؟
ــ ان الموقف الإنساني النبيل الذي سيبقى خالدا في اذهان الإيزيديين هو موقف المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) حيث وقف مع الإيزيديين في محنتهم منذ اليوم الأول الذي تعرضوا فيه الى هجوم داعش عام 2014، وكان لسماحته الفتوى الاولى بالتاريخ التي انصفت الإيزيديين وموقف المرجعية الدينية واضحاً وثابتاً وهي تتعامل مع الجميع بشكل ابوي وللإيزيديين خصوصية عند المرجعية لما وقع عليهم من ظلم وابادة جماعية على يد العصابات الإرهابية المتمثلة بداعش حيث قدمت المرجعية الدينية الكثير من الدعم والمساعدات العينية الى اهالي سنجار وبعشيقة ومخيمات النزوح وكنت شاهد على ذلك وعلى تواصل مستمر مع ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي والتقيت به اكثر من مرة وكان موقفه ابوي اتجاه الإيزيديين وايضا العتبة العباسية المقدسة قدمت مساعدات الى الإيزيدين عن طريق فرقه العباس القتالية وهذه الامور سجلها التاريخ ونحن كإيزيدين لن ننسى هذه المواقف ابداً.
ــ بماذا تصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم؟ وما دور الشعوب والديانات اتجاه هذا الشعب؟
ــ نقف ونساند الشعب الفلسطيني بما يتعرض له من اعتداءات من قبل الكيان الصهيوني الاسرائيلي الغاشم ضد السكان العزل في غزة هذه الافعال غير أخلاقية وغير انسانية, نقف بالضد منها ونحن مع الشعب الفلسطيني قلباً وقالباً.