(شكرا لا تكفي)..
أتردد كثيرا في أزقة مواقع التواصل الاجتماعي وأرى جموعا غفيرة من المنصفين يصفقون لغني بنى بيتا لفقير، ويشيدون بفنان تبنى يتيما، واخر شيّدَ دارا للعجزة، وصاحب قناة فضائية رمّمَ دارا آيلة للسقوط وأثثها لعائلة تشكو ضنك العيش.. (لكن) هؤلاء اين هم مّما تقدمه المؤسسة الدينية؟!، فقد يكن السبب في عدم التفاتتهم!، او لأن المؤسسة الدينية تعمل بمبدأ.. (أفعل الخير.. ولا تجعل شمالك تعلم ما تنفق يمينك)، أو بين الامرين أو غيرهما.. فخلال متابعتي الحثيثة لما قدمته العتبتان المقدستان منذ اعلان فتوى الدفاع الكفائي في محاربة داعش الى وقوفهما مع الشعب في تظاهراته وتوجيهه بتوجيه المرجعية الدينية العليا، وامتدادا الى أزمة البلد بجائحة (كورونا)، فأنهما لم يبخلا بجهد أو معونة أو إغاثة للمتضررين من جراء الجائحة فراحتا تقدمان دعمها اللامحدود بدءا من تسجيل اول اصابة في العراق.
وسأوجز الحديث عما قدمته خلال الاعوام الماضية من منجزات إنسانية وخدمية عملاقة؟، فليس من الإنصاف أن نبخسها حقها ولو بكلمة شكرا لأن منجزها عراقيا خالصا مشرِفا تحققَ برعايتها وكفاءاتها؟.. ولأن لنا حق التفاخر كعراقيين بطاقتنا الشابة ورجالنا الصامدون في وجه الازمات الذين جمعتهم المؤسسة الدينية لخدمة الانسان، فإنتاجهم الوطني والعلاج المجاني والتقنيات الحديثة والبنايات الجميلة والبساتين المثمرة والشوارع المشجرة ودور الايتام وكفالتهم، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الى المدارس والجامعات والمستشفيات والخدمات المقدمة للزوار ومنها الى الصناعات الوطنية بشتى صنوفها، يجعل لها علينا حق التفاخر، والتباهي، هذا ما تحدث عنه العشرات من الوطنيين والمنصفين والمثقفين ونزلاء مراكز الشفاء التي افتتحتها العتبة الحسينية المقدسة في المحافظات العراقية موجين تعبيرهم بـ(شكرا لا تكفي).
ومما لا شك فيه، مثلما هناك وطنيون ومنصفون فهنالك (الاضداد) الذين جعلوا الاحقاد سلاحا يتبجحون به!، ولم يلتفتوا أنصافا الى تلك المنجزات كونها عراقية، فمجرد النظر بتجرد عن كل ميول وانتماءات وشوائب ومنغصات ممكن ان تحجب شمس الحقيقة التي حرصوا على التصدي لنورها بغرابيل تعتيمهم وإساءتهم رغم وفرة وكثرة المستفيدين من مشاريعها الانسانية والوطنية، الا انهم لا يطيقون السماع عن فخر الصناعة العراقية او لا يسعدهم ذلك.
ومن مدن الزائرين العصرية الثلاث، التي كانت تستقبل قرابة (عشرين مليون) زائر ومواطن كربلائي سنويا، الى جعلها أماكن استضافة للمصابين بفيروس كورونا والملامسين لهم، ومن مستشفى الإمام زين العابدين (عليه السلام) التي اسهمت بعلاج المئات مجانا من جرحى الحشد الشعبي والمتظاهرين والقوات الامنية، الى ما تقدمه اليوم من خدمات طبية مجانية للمصابين في منازلهم، ومن المساعدات الانسانية التي تجاوزت (سبعة مليارات) لعلاج حالات مرضية لشرائح مختلفة من المواطنين كان اكثرها بالمجان، الى توجهها بكافة طاقتها البشرية (طبية وهندسية وفنية وادارية) لفتح مراكز الشفاء التي تصل سعتها السريرية الى أكثر من (2000) سرير، في محافظات الوسط والجنوب فضلا عن كركوك والانبار والموصل.
ومن قيام دار الوارث للطباعة والنشر بطباعة خمسة ملايين كتاب لعام ٢٠١٩ لتوزيعها على المدارس في مختلف المحافظات لمرحلتي الابتدائية والمتوسطة بعناوين مختلفة وبتقنية حديثة، ومن مشروع المنشآت الصحية المتنقلة المتطورة البالغة (١21) منشأة لخدمة الزائرين في الزيارات المليونية، وسيارات نقل الزائرين مجانا على مدار السنة، وتكثيف جهودها في الزيارات المليونية، ومن (11) مركزا متخصص في معالجة أطفال التوحد في عموم محافظات العراق.
ومن مدارس الايتام النموذجية التي عدّت الأولى من نوعها في العراق، ومن مستشفى سفير الإمام الحسين (عليه السلام) التخصصي التي تتميز بأجهزتها الحديثة والمتطورة التي انفقت المليارات لخدمة المرضى ومعالجة العراقيين بالمجان ومن نصب محطّات تصفية وتحلية المياه في محافظة كربلاء والمحافظات الاخرى، ومن معهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) لرعاية المكفوفين وضِعاف البصر، ومركز الإمام الحسين (عليه السلام) التخصصي للصم الجهتان الرائدتان اليوم في العراق، ومن الدعم اللوجستي للمتظاهرين منذ اصدار الفتوى المباركة بضرورة اتساع التظاهرات السلمية وعدّها معركة الاصلاح، الى الدعم اللامحدود في محاربة الاصابة بفيروس كورونا، بين مراكز شفاء الى مئات آلاف السلال الغذائية الى حملات التوعية الوقائية، الى فتح معامل الاوكسجين والمعقمات الى مئات حملات التعفير اليومية،
الى مساندة ودعم ابطال خط الصد الاول من الملاكات الصحية، الى توفير كميات كبيرة من مستلزمات الوقاية لكوادر الصد الاول الى صناعة الكمامات.. إلى مشاريع زراعية وصناعية كبرى تنهض بالواقع المنتج الوطني.. الى مضامين اخرى لا زالت تترجمها منجزاتها الرسالية الانسانية، الى مبادرات العلاج بالمجان التي تجاوزت تكاليفها المليارات وعالجت مختلف القوميات والأعراق من العراقيين فالعتبة الحسينية المقدسة لم تدخر جهدا إلا وبذلته من أجل خدمة ابناء الشعب العراقي بجميع اطيافه واعراقه، الى مجمعات اسكان الفقراء التي تسع الآلاف الى افتتاح مؤسسات ومراكز متخصصة بمرضى طيف التوحد ومعاهد تعليم المكفوفين في المحافظات الى افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام ثاني اكبر مؤسسة في العراق والتي ستسهم بعلاج مجاني لأبناء البصرة الفيحاء لعام كامل، مشاريع ليست ربحية ولا منافسة او مزاحما للمؤسسات المثيلة؛ أنما هي جسر لرحمة الانسان واعانته وخدمته.. مشاريع استطاعت ان تترجم فعال الحسينيين الذين تصدوا للمسؤولية ابتغاء وجه الله وأن يكونوا على قدر من عناوينهم الادارية في المؤسسة الدينية.