معهد وارث الانبياء(عليه السلام) لإعداد المبلغين بوابة التبليغ الى العالم

تعد الديانة الإسلامية من أكثر الديانات انتشاراً في العالم، ويرى المختصون والمراقبون بأنها ستتفوق بعدد معتنقيها على كل الديانات الأخرى في المستقبل، وهذه المعطيات تتطلب وجود مؤسسات وكوادر تتولى مسألة التعريف والتبليغ بخاتم الديانات (الإسلام).

معهد وارث الأنبياء (عليه السلام) سعى لأداء هذا الدور عله يساهم في نشر هذا الدين الذي يقوم على دعائم الرحمة والسلام والتعاون بين المجتمعات، التقرير التالي يجمل مهام المعهد ورسالته التبليغية ورعايته للمبلغين.

الانطلاق والتأسيس

مدير معهد وارث الأنبياء (عليه السلام) الشيخ أحمد العاملي قال لوكالة كربلاء الدولية ان "افتتاح المعهد تم في شهر شباط عام 2016 وقد وافق يوم 17 ربيع الأول ذكرى ولادة النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وضم حينها قسمين الأول للإخوة من داخل العراق والقسم الثاني من خارجه, وفيهما ما يقارب 500 طالب ومن مختلف الاجناس والأعراق والألوان يسيرون معا لتحقيق رسالة الحق والثقلين, وليكون هناك أعداد جيدة من سفراء الإمام الحسين (ع) للتبليغ".

وواصل قوله "اليوم لدينا خمس معاهد للرجال والنساء داخل البلد وتضم ما يقارب 1100 طالب وطالبة ولدينا عدد من المعاهد التي يرعاها الطلاب لنا خارج العراق في دول شرق آسيا والدول الافريقية, وكل ذلك بتوصيات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، ونظام هذه المعاهد هو ذات النظام المعمول به من ناحية المناهج الدراسية في الحوزة التي ننتمي اليها ألا وهي حوزة النجف الاشرف وتحت ظل مرجعيتنا المباركة, فتشكلت هذه المعاهد لتقدم خدمة علمية بهذه المجتمعات سواء في داخل العراق او خارجه وان تكون جزء من الواحة المعرفية".

وأوضح مدير المعهد "اننا في هذه المعاهد لدينا رسالة تتلخص بإعداد جيلا من المبلغين والمبلغات والمدرسين والمدرسات والباحثين والباحثات لديهم القدرة على ان يواكبوا الحركة العلمية ونعمل على ان يكون النظام عندنا هو نظام الاستفادة من اصالة حوزتنا اضافة الى الاستفادة من المناهج الإدارية الاكاديمية و نحاول ان نطبق المنهج من حيث الفصول والدروس والامتحانات والمباحثة وغيرها لكي يتمكن الطالب من مادته العلمية ويستطيع ان يطور نفسه وينفر في طريق خدمة رسالة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام".

وتابع حديثه "معهدنا من المعاهد التي تتميز على طول عالمنا الاسلامي بان الطلبة يرتبطون بالمعهد والعتبة الحسينية المقدسة ويبقون ضمن هذا النظام الاداري والمالي والعلمي الخاص بالمبلغين والمبلغات، مضيفاً أن" طلابنا منتشرون في افريقيا و شرق آسيا و الأمريكيتين وهم يبلّغون ويفتحون المدارس والمعاهد وهم على تواصل معنا و هذه الميزة الوحيدة التي نتفرد بها عن غيرنا كما ذكرت لك آنفاً".

شروط الاختيار

وعن شروط اختيار الطالب ذكر مدير المعهد ان "اختيار الطلبة يكون عبر محددات خاصة بالمعهد لان عدد الطلبة كبير جدا والامكانيات لا تستوعب هذا العدد, وتزكية الطلبة تتم من خلال أساتذتنا او محبي أهل البيت (عليهم السلام) في تلك الدول، فلدينا طلبة من ما يقارب 33 دولة, لذا يستوجب ان يكون الطالب حاصلاً على الشهادة الثانوية وأن يكون بعمر مناسب للدراسة، وان يلتزم بالدراسة والتحصيل العلمي ولا ينفذ الى مكان آخر, لافتا الى ان "مدة الدراسة تكون على ثلاث مراحل: المرحلة الاولى مدتها أربع سنوات تخلو من تدريس اللغة العربية وبعدها الطالب يعود الى بلده اذا لم يحصل على المواصفات الخاصة لإكمال دراسته في التخصص وهذه المرحلة لإعداد المبلغين والمرحلة الثانية مدتها سنتين نعمل فيها على إعداد مبلغين لديهم ثقافة فقهية وعقائدية عالية والمرحلة الثالثة سنتين او ثلاث سنوات, وهي خاصة بإعداد الأساتذة والمدرسين".

 وختم مدير المعهد قوله أن" العتبة الحسينية المقدسة تركز من خلال المعهد على مبادئ التربية و التعليم وتقدم خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية والسكن والطعام و تأمين المعاش والإقامة وغيرها, وتوفير السكن لعوائل بعض الطلبة وقد وصل عدد الأسر الى 103 أسرة بالإضافة الى اسكان الطلبة غير المتزوجين ويمنح الطلبة المتخرجين شهادة رسمية من العتبة المقدسة، بالإضافة الى توظيف المتفوقين منهم كمبلّغين".

الشيخ حسام الطائي أستاذ الفقه في المعهد تحدث عن المنهج العلمي قائلاً "ان منهاج المعهد يعتمد العلوم الحوزوية منها الفقه والعقائد والسيرة ورد الشبهات وغيرها من الأمور الأخرى التي نطرحها على الطلبة ومن ثم بعد ذلك تتم النقاشات العلمية للاستفادة ومواجهة الجهل والتضليل لكون ان الطلبة في بيئة متعرضة الى التظليل والسؤال لذا يتم تحصين الطلبة وتسليحهم بالعلم ليخرجوا بقناعات محترمة وممتازة جدا".

وأضاف ان "طلبة المعهد على تواصل و تفاعل مع الأساتذة, للوصول الى نتائج جيدة ثمرتها الكوادر المبلغة التي تعمل على ذات النهج الذي عملت عليه الانبياء (عليهم السلام) وهو تبليغ رسالات الله سبحانه وتعالى فنشد على ايدي الجميع ونحن جنود لهم ان شاء الله نقدم كل ما بوسعنا سيما المرجعية العليا وكل من ينشد السلام ويؤمن بالإسلام".

الطالب أبا ذر خامس من دولة نيجيريا تحدث عن انضمامه الى المعهد وما قدمه له قائلاً " نشكر الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة لإتاحة الفرصة لنا نكون احد طلبتها في معهد وارث الانبياء, موضحا ان" الخدمة التي تقدم لنا من قبل المعهد خصوصا اننا من خارج العراق اتاحت لنا ان نتعلم ونعلم أولادنا و أغلب الأخوة في بلادنا".

وختم الطالب حديثه ان "أساتذة المعهد أكفاء وقد استفدنا من المناهج العلمية والدروس التي يلقونها و تعاملهم معنا جيد جدا خصوصاً اننا ندرس ونتعلم دون دفع اي أجور وجميع الخدمات المقدمة لنا مجانية من أكل ومسكن ودراسة" .

تصوير: مرتضى الاسدي

المرفقات

العودة إلى الأعلى