العواصف الشمسية... وتأثيرها على أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء

العواصف الشمسية هي ظواهر طبيعية تحدث عندما تنبعث جزيئات مشحونة من الشمس بسرعة عالية تجاه الأرض وتتأثر هذه الجسيمات بالمجال المغناطيسي للأرض، مما يسبب تأثيرات مختلفة على مناخ الأرض والبنية التحتية التكنولوجية, تشمل هذه التأثيرات تعطيل أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.

التأثير على التكنولوجيا والبنية التحتية

تسبب العواصف الشمسية اضطرابات كبيرة في البنية التحتية التكنولوجية كما حدث في مارس 1989، تسببت عاصفة شمسية قوية في انهيار شبكة الكهرباء في مقاطعة كيبيك الكندية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ستة ملايين شخص لمدة تسع ساعات, وكما يمكن للعواصف الشمسية أن تعطل الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية.

التأثير على المناخ

لا تتسبب العواصف الشمسية بشكل مباشر في تغير المناخ على الأرض، فإنها قد تؤدي إلى تأثيرات مؤقتة على الغلاف الجوي ويمكن للإشعاع الشمسي المتزايد أثناء العواصف الشمسية أن يسبب تغيرات في الغلاف الأيوني للأرض، مما يؤثر على الاتصالات اللاسلكية على المدى القصير,ولكن تأثيراتها على المناخ طويلة الأمد لا تزال موضوع بحث ودراسة.

آراء المختصين

يؤكد العلماء على ضرورة مراقبة الشمس ونشاطها للتنبؤ بالعواصف الشمسية والحد من تأثيراتها السلبية. وفقًا للدكتور دانيال بيكر من جامعة كولورادو، يمكن للعواصف الشمسية الشديدة أن تكون خطيرة إذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، مثل تحسين أنظمة الحماية للأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء.

تواريخ وأحداث مهمة حدثت في العالم

عاصفة كارينغتون (1859): واحدة من أقوى العواصف الشمسية المسجلة، تسببت في تعطيل أنظمة التلغراف في جميع أنحاء العالم ورؤية الشفق القطبي في مناطق غير معتادة مثل كوبا وهواي

عاصفة مارس 1989: تسببت في انقطاع الكهرباء عن مقاطعة كيبيك الكندية.

عاصفة أكتوبر 2003: تسببت في تعطيل أنظمة الأقمار الصناعية والاتصالات الجوية في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية.

وفي مساء يوم 10 ايار 2024 :ضربت الأرض عاصفة شمسية "شديدة" هي الأولى من نوعها منذ العام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية سماء العديد من دول العالم من تسمانيا وصولا إلى فرنسا، لكنها أثارت تخوفات من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات حسب ما أعلنت عنه الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أنّ العاصفة الجيومغناطيسية ناجمة من وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض، وهي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، والذي يُوصف بأنّه "شديد".

دراسات وإحصاءات رسمية

نشرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا الأمريكية العديد من الدراسات حول تأثير العواصف الشمسية على الأرض, وتشير دراسة أجرتها ناسا إلى أن هناك احتمال بنسبة 12% لحدوث عاصفة شمسية كبيرة خلال العقد القادم، مما يتطلب استعدادات أفضل للتعامل مع مثل هذه الأحداث .

وفقًا للإحصاءات الرسمية، تعتبر الفترة الزمنية بين 2023 و2025 من الفترات الحرجة، حيث يتوقع زيادة في النشاط الشمسي، مما يزيد من احتمال حدوث العواصف الشمسية القوية.

وفي الختام تشكل العواصف الشمسية تهديدًا كبيرًا على التكنولوجيا والبنية التحتية العالمية, بينما لم تثبت تأثيرات طويلة الأمد على المناخ، فإن الحاجة إلى مراقبة وتحسين التدابير الوقائية أمر بالغ الأهمية. التنبؤ المبكر والاستعداد يمكن أن يقلل من الأضرار المحتملة ويحافظ على استقرار الأنظمة الحيوية للأرض.

المصادر

1.[وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)]**: التقارير والدراسات حول العواصف الشمسية.

2. [وكالة ناسا (NASA)]: الإحصاءات والتحذيرات المستقبلية بشأن العواصف الشمسية.

3.[جامعة كولورادو]: أبحاث الدكتور دانيال بيكر حول العواصف الشمسية وتأثيراتها.

3.[الوكالة الأميركية]: لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

العودة إلى الأعلى