د. ستار الطائي: حركة الأئمة عليهم السلام إنسانية ونهضت بمفهوم الإسلام الحقيقي

قد يرى البعض أن التغرب قضية غير محمودة العواقب وبخاصة في ما يخص الجانب الديني لما يعيشه الغرب من تحرر حتى في بعض الميادين التي تتقاطع مع الحريات الفردية والمجتمعية وبالتالي فإنهم يذهبون الى عدم الدعوة الى التغرب. غير ان البعض ممن دفعتهم الظروف تارة او ممن هاجر برغبة منه في التطور العلمي او المادي وجد نفسه أمام معترك مهم وصعب يتمثل بنقل الصورة الحقيقية لمجتمعه تارة، وتارة أخرى لدينه، فأضحى رسولا لدينه وأمته. والدكتور ستار الطائي أستاذ القانون الدولي بجامعة سانت كلير الكندية من أولئك الذين وجدوا أنفسهم في ميدان التعريف بالإسلام المحمدي الأصيل وبفكر آل البيت عليهم السلام، فانخرط في عدد من المؤسسات الحسينية والإسلامية التي تخدم القضية الحسينية بشتى مفاصلها، وقد التقته وكالة كربلاء الدولية أثناء زيارته ضريح الإمام ابي عبد الله الحسين عليه السلام، لتجري معه الحوار التالي.


* ما ابرز أهداف النشاطات التي تساهمون بها في كندا ؟

- نسعى الى تعريف المجتمع الكندي والمجتمع الغربي عموما بالمفاهيم الشيعية الحقيقية ونشر أهداف وتوجهات الثورة الحسينية وتعريف المجتمع الكندي بأهمية وصدقية وحقيقية المذهب الشيعي خصوصا والإسلام عموما ونقل الصورة الحقيقية ومحاورة بعض الذي يريدون تشويه صورة الشيعة ويحاولون تشويه صورة ثورة الإمام الحسين والنيل منها، والنشاطات الدينية مستمرة بإقامة جميع الفعاليات الدينية الموسمية واستطعنا إرسال بعض الوفود الشبابية الى العراق لأداء مراسيم زيارة الأربعين وإرسالهم أيضا في الأيام الاعتيادية لأداء مراسيم الزيارة والتعرف على كربلاء المقدسة وزيارة المعالم التي قد تكون مخفية على العديد من الناس الآخرين ".


* بخصوص الأعمال التي تقدمونها، هل تندرج ضمن العمل المؤسساتي أو الفردي؟

 - عادة ما يكون العمل مؤسساتيا بحتا لا يقتصر على أفراد محددين بل يكون لمجموعة أفراد ومن خلال مؤسسة الإمام الحسين عليه السلام ومؤسسة أهل البيت أيضا عليهم السلام، والجميع يشترك من خلال الأفكار والرؤى الذاتية التي تنبع من الأشخاص المحبين للقضية الحسينية ويتم تطويرها من خلال العمل المؤسساتي الموجود،

 وأن الحركة الإسلامية في عموم الدول الغربية وفي كندا على وجه الخصوص في الوقت الحالي كادت ان تكون في انتكاسة مستمرة وجديدة وهذا التعبير ناجم عن أحداث تفجير برجي التجارة العالمية في أمريكا الذي احدث نوعا من الانقلاب ضد الإسلام والمسلمين لأنه عكس صورة للمجتمع الغربي عن الإسلام والمسلمين بأنهم أناس وحشيون يقتلون الأبرياء حتى في أوقات عملهم مما سبب انتكاسة، وبعد هذه الفترة استطاع المذهب الشيعي على وجه الخصوص ان ينهض بالحركة الإسلامية لأنه يحمل مبادئ إنسانية وخلقية قبل أن تكون دينية والمذهب الشيعي يستنبط أحكامه وتوجهاته من حركة أئمة أهل البيت عليهم السلام وكما هو معلوم فإن حركة الأئمة هي حركة إنسانية ولم تأت من اجل فئة معينة او دين او مذهب معين لذلك ترى ان هذه النشاطات استطاعت ان تنهض بمفهوم الإسلام الحقيقي.


* وما أبرز الأعمال التي قمتم بها في هذا المجال؟

- في كندا استطعنا قبل عدة سنوات إقامة عمل مسرحي في مدينه التوينزر في كندا وكان العمل باللغة الإنجليزية ومن خلاله حاولنا ربط العمل الفني التشكيلي مع العمل المسرحي في مخاطبة الشباب الكندي بالمفهوم الحضاري الحديث وفي اليوم الأول حضر ما يقارب 200 طالب وطالبة وعندما وصلنا لليوم الرابع كان عدد الحضور أكثر من 2000 شخص من بينهم أساتذة وتدريسيين في المدارس والجامعات الكندية لان العمل اخترق اللغة الاعتيادية لإيصال مبادئ واهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، وكذلك قمنا بإنشاء عملين مسرحيين للأطفال دون سن 15 يتحدث عن خطبة السيدة زينب والعمل الأول كان توضيحا لخطبة السيدة زينب في الكوفة والشام وحاولنا قدر المستطاع إيصال تفاصيل هذه الخطبة وما نصت عليه من مضامين دينية وإنسانية تنهض بالإنسان من واقع مترد الى أفضل واقع رغم المأساة الذي كانت تعيشها السيدة زينب عليها السلام، وكذلك عمل المسرحي آخر كان يعنى بخطب الإمام زين العابدين عليه السلام وهذه الأعمال تجسد من خلال مسرحيات يعدها الشباب وعندما يتم الحديث مع هذا الجيل نحاول إيصال الهدف الرسالي للإمام الحسين عن طريق المنهج الذي يفهمه الشاب الذي تربى وترعرع في هذه الدول .


* وهل استطعتم إحداث تغير في مفاهيم المجتمع الكندي؟

- من خلال الأعمال الفنية وخاصة المسرحية رأينا تفاعلا كبيرا من قبل المجتمع الكندي ويتم قياس هذا التفاعل من خلال عدد الحضور في المسرحيات التي قدمت للمجتمع ورأينا تزايد في أعداد الحضور من مسرحية الى أخرى فاذا ازداد العدد عرفنا اننا استطعنا ان نوصل الهدف والرسالة الى المجتمع.

كما رأينا إقبالا من قبل الديانات الأخرى على الدين الإسلامي وبالخصوص المذهب الشيعي فعندما بدأنا بهذه الأعمال الأدبية والفكرية والثقافية رأينا العديد من النساء والرجال يعلنون دخولهم الى الدين الإسلامي والمذهب الشيعي على وجه الخصوص وهذه النشاطات التي تساعد على فهم رسالة أهل البيت وإيصال رسالة الأئمة المعصومين بأبهى صورة الى المجتمع يساعد العديد من الأشخاص بفهم تعاليم وعلوم أهل البيت بشكلها الصحيح.

 

* والإعلام المغرض او المسيس للأطراف الأخرى وخاصة المناوئة منها، كيف كانت قراءتكم له وتعاملكم معه؟

- الإعلام المغرض يسعى للنيل من الدين الإسلامي والمذهب الشيعي على وجه الخصوص بالتالي كيف يمكن مواجهه هذه الهجمات

كما هو معروف فان الحرب على الإسلام وبالخصوص المذهب الشيعي والمفاهيم الإسلامية قديمة بل منذ زمن الرسول صلى الله عليه واله وسلم وبداية الدعوة الإسلامية والى يومنا هذا، وقد تمكنت وسائل الإعلام من الدخول في كل بيت وبشكل طبيعي وبمرونة عالية ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي أيضا والحرب ما زالت مستمرة وستبقى كذلك في مواجهة الإعلام المغرض فيجب أن تكون من قبل الجهات الإعلامية الخاصة بنا كدين إسلامي، ويجب التركيز على الجانب الإنساني من هذا الدين وللثورة الحسينية فالإمام الحسين عليه السلام لم يكن مسلما فقط وهذا من منظورنا الشخصي بل أتى للإنسانية جمعاء ولإنقاذ البشرية من الظلم والعدوان وضرورة تركيز الإعلام على هذه المفاهيم وإبرازها بجميع اللغات إلى العالم وبطرق أكثر حداثة.


* ماذا تقصدون بالحداثة؟

 - نقصد انه لا يمكن أن نتناول المفاهيم القرآنية والمفاهيم التي تعنى بشريعة أهل البيت بالطرق التقليدية المتعارف عليها بل لا بد من استخدام طرق طرح حديثة لإيصال رسالة أهل البيت عليهم السلام الى مختلف أنحاء العالم، والمجتمعات تتغير وتتطور باستمرار فعلينا ان نغير طريقة الطرح والسعي المدروس لإيصال أهداف الرسالة الحسينية والرسالة الإسلامية بشكلها الصحيح للمجتمع الآخر، والعمل على أن لا يكون الفكر الإرهابي هو الفكر الذي يمثل الإسلام، كما يجب أن نطرح فكر وتعاليم وإنسانية أهل البيت بطرق حديثة تتناسب مع التطور الحاصل في عالمنا عبر التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية والعديد من الشخصيات الصحفية المؤثرة والتركيز على الرد على الشبهات التي تطرح من قبل الإعلام المضاد وتفنيدها بطرق علمية حديثة لا تهجمية مستهلكة.

المرفقات

العودة إلى الأعلى