تحدي اللون في أعمال الفنان التشكيلي حسين الإبراهيمي.. للمتلقي مطلق الحرية في التأويل
تشكيلي كربلائي لم يحده طموح ولم تقصيه اللوحة بعيدا عن مجتمعه وناسه فهو معجون بطينة كربلاء وطيبة اهلها واللوحة عنده مزاج متغير ابداعيا يستل مواضيعها من اختلاف وتنوع مزاج البيئة ليواشجه مع تنوع واختلاف مزاج اللوحة وتنوع واختلاف مزاج المتلقي ، فتراه يتفاعل مع اللون في اقصى درجات التعبير وربما يكتفي بلونين او ثلاثة الوان فقط لتكتمل عنده الفكرة او الصورة ليشاركها مع المتلقي اذ يقول : في العام 2005 حصلت على الجائزة الثانية في مهرجان السلام بلوحة لم استخدم فيها أكثر من لونين أو ثلاثة الوان ولكن تنوع الخامات المستخدمة فيها أضفت على اللوحة بعدا جماليا آخر ، مما أثارت فضول المتلقي ، ليقف عندها متسائلا ،عن سر أناقتها ؟
ويضيف الإبراهيمي ربما اللون هو ماسحر المتلقي وشده الى اللوحة أو بساطة الموضوع ، وعلى العموم فالتكنيك العالي واللون وما استخدمته من خامات أخرى أعطت اللوحة المسحة الإبداعية أو ماتسمى بروح الفنان التي مررتها الى عين المتلقي من خلال موضوعة اللوحة ويؤكد الابراهيمي على ان المتلقي له مطلق الحرية في التفسير والتأويل ليرسم في مخيلته صورة جديدة عنها ، غير الصورة التي في ذهن الرسام ، وهذا هو ما نطلق عليه روحية الفنان وهو سر الإبداع في أي عمل فني يحتاج الى المخيلة والتكنيك معا لتبقى اللوحة متعددة التأويلات تصلح لكل زمان ومكان وان ما يؤكد قولي هذا هو السر الذي جعل من لوحات قديمة رسمت من ايام عصر النهضة لفنانين كبار هو توافرها على ميزة توالد أفكارها وقابليتها على التجدد وتعطي المساحة الكبيرة للمتلقي في التأويل وهنا يكمن سر خلود اللوحة او أي عمل فني آخر في هذا المضمار .
ويرى الإبراهيمي ذاته في اللوحة الغير تقليدية مبررا ذلك بأن اللوحة التجريبية تثير الكثير من التساؤلات وهذا ما يبحث عنه المتلقي في اللوحة المرسومة او في القصيدة الشعرية أو ربما حتى في الفليم السينمائي فهو يبحث دائما وابدا عن عنصري الشد والتشويق وهنالك مثل بسيط على ذلك ففي المعارض الكثيرة للخط العربي نجد أن أكثر ما يثير المتلقي هو التصميم ودقة الخط وليس العبارة المخطوطة بذاتها فالمتلقي يريد ان يكتشف في اللوحة اي كان نوعها سر الابداع الذي ربما يجده في تناقض الفكرة اوعدم التجانس في اللون او في الخامات الجديدة والاشياء المهملة والغير معهودة والغير متوقعة والتي يمكن ان تثير الانتباه اليها في اللوحة مثلا .
وعن المدينة وطقوسها يؤكد الابراهيمي : مما لاشك فيه أن الفنان لديه قابلية كبيرة على التأثر في البيئة التي يعيش فيها وبكل ما يحيط به ، فالمكان عنصر ضروري من عناصر الابداع وان لقدسية مدينة كربلاء لها الوقع الخاص والمهم على روحية الفنان فربما تؤثر به حركة الزائرين الوافدين الى المدينة ومن كل اقطار العالم فتتنوع عنده الاشكال ومايستوحيه من طقوس المدينة والعزاء في ايام محرم وصفر وما تحمله كذلك المدينة من ارث ثقافي وقدسي المتمثل بواقعة الطف الاليمة لهو خير دليل على تنوع مواضيع لوحاتهم وافكارها المستمدة من هذه الثيم الكثيرة التي حملتها المدينة الى الفنان ليتـأثر بها وبالتالي يؤثر فيها من خلال ابداعاته واعماله الفنية التي تكرس لمثل هذه الموضوعات ويضيف الابراهيمي : انني اجزم وأتحدى اي فنان في كربلاء لم تكن واقعة الطف قد تسللت عبر لوحاته لاسباب كثيرة واهمها انها القضية الاولى في العالم التي أثرت في مسيرة الإنسانية وبالتالي نجد صداها في الاعمال الابداعية للفنانين في كافة انحاء العالم ولم تقتصر على فناني كربلاء او فناني العراق فقط باختلاف مدراسها المنوعة فمن التجريد إلى الواقعية والتعبيرية والسريالية وغيرها .
ويبقى ان نذكر ان الفنان حسين الابراهيمي هو تولد مدينة كربلاء المقدسة سنة 1961حصل على الجائزة الثانية في مهرجان السلام الثاني سنة2005 وكذلك حصل على الجائزة الأولى في مهرجان ربيع الشهادة سنة 2008وكان لوجوده في اغلب المعارض المشتركة في مدينته كربلاء الاثر والوقع الخاص بين زملائه من الفنانين التشكيلين ولم تقتصر مشاركاته على المحلية فكان له حضور مميز بمعارض مشتركة في امريكا وكذلك مهرجان روسالكا في بلغاريا.