التشكيلي محمد حاتم وعوالم اللوحة
الفنان دائما ما يمتلك القدرة على رؤية الأشياء المحيطة به، وينقلها الى اللوحة على شكل رموز وعلامات ومساحات وكتل لونية.
ساحر بامتياز كبير، وهو يدرك ان اللوحة عالم متجانس من صور الحياة المتعددة واشكالها المتناقضة ممزوجة برؤى الواقع البسيط في مفاهيمه ، العميق في دلالاته ، يضاف اليها خيال الفنان الحاد والشفاف في آن معا متحدا في معايير اللوحة الجمالية من حيث تداخل الاشارات والخطوط واللون، التي جاهدت اللوحة في ان تظهره للمتلقي عبر عوالم الفنان الفلسفية والجمالية باستخدام الخامات المتاحة من عناصر اللون والخط وحتى ضربة الفرشاة ليتناغم الشكل مع المضمون ليصب في مجر واحد ومن ثم يقدم الى المتلقي على طبق من ذهب.
هذا هو الفنان التشكيلي محمد حاتم تولد بغداد 1962 بكالوريوس فنون جميلة حاصل على العديد من الجوائز وكان له حضوراً مميزاً في العديد من المعارض المشتركة والشخصية.
الذي يؤكد بأن للطفولة وأحلامها اثرها الواضح في اعماله الفنية وعلى تقييم مسيرة رحلته الطويلة إذ يقول عنها : ربما تكون الطفولة هي البدايات والحافز الذي يتكرر امتداده عبر متاهات الشباب والكهولة ويضيف بأن الطفولة ؛ برعم ينمو في وسط يحمل الكثير من التساؤلات الكبيرة والتي مازالت اجاباتها معلقة ربما دون وعي مني قد افرغتها في نحت دمى الطين وكسر الطابوق لوجوه تحمل سمات الأبوة والأمومة لصياغة عناوين مبهمة واجابات رحبة مستقاة من حكايات الجد لتعبر عالم من السحر الطفولي العفوي بكل اتجاهاته والذي ما يزال عبقها عالق في ذاكرتي لحد هذه اللحظة وربما سيبقى الى الابد .
وعن علاقة الفنان بلوحته يقول حاتم : انها علاقة حياة منطلقة من مساحات واسعة في التواصل البصري الصوري والفكري الجمالي لما يحيط به من موجودات حسية، باعتبارها تعبيرا رصينا، وصريحا عن الزمان والمكان الذي يعيش فيه ، والفنان من خلال تواصله اليومي مع الموجودات الحسية التي يتأثر بها ويتعامل معها يوميا، فعليه ان يعي بشكل كامل، كيفية التعامل مع مفردات محيطه الحسي الوجودي في ايجاد الصيغ الابتكارية التي تجسد فهمه للظواهر والأشياء ، فالفنان دائما ما يمتلك القدرة الفائقة عل رؤية الاشياء المحيطه به وينقلها الى اللوحة على شكل رموز وعلامات ومساحات وكتل لونية، بمعنى اخر تكون لديه القدرة على فلسفة الأشياء من خلال رمزيتها . ويزيد :
بأن الفنان دائما في بحث عن استمرارية وجوده الإنساني فهو يعتمد على نظم معرفية قائمة ليعيد صياغتها وفق التراكمات تجربته الشخصية والمعرفية .
وعن مدى تأثره بالأخرين في مجال الفن التشكيلي يقول حاتم : لقد تأثرت بشكل مباشر ايام الدراسة في اكاديمية الفنون الجميلة وخصوصا بالأستاذة الفنانين الذين درسونا ..والذين عاصرتهم في هذه الفتره مثل عملاق الفن التشكيلي العراقي الراحل فائق حسن ووليد شيت و محمد صبري اضافة الى اغلب الفنانين الرواد مثل كاظم حيدر واسماعيل الشيخلي وكذلك اسماعيل فتاح الترك وماهود احمد وغيرهم ممن كان لهم الاثر العميق في تجربتي الشخصية . هذا عن الاشخاص اما عن الحياة الفنية فتأثيرها كان مباشر بالنسبة لي فقد تأثرت بشكل كبير بالفن الرافديني عموما والفن السومري خصوصا واحاول استلهام بعض المفردات الرافدينية في اعمالي فكان لرمزية الكتابة السومرية التي تطورت من صورية الى مسمارية فهي تؤكد على عبقرية الفنان السومري وابداعه من خلال ما قدمه للبشرية من انجاز عظيم ، فقد اتخذت من الحرف السومري كمفردة جمالية في عدة لوحات والتي اعتبرها جزء من التواصل الفني مع حضارة شعب قدم الكثير للبشرية.
عقيل ابو غريب