بيان ديوان الوقف الشيعي حول الاعتداء المتكرر على القران الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)
صدق الله العلي العظيم
أصبح جليا أمام القاصي والداني أن جريمة حرق القرآن الكريم والتجرؤ على مقدسات اكثر من ملياري مسلم والإصرار على هذا التطاول وعلى مسمع ومرأى العالم كله والتي جرت وتكررت تحت حماية مخزية ومشينة للحكومة السويدية ما هي إلا استهداف للمسلمين والاستخفاف بتأريخهم ورسالة رسول الإنسانية النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بل ربما تكون فتنة وسببا وتمهيدا لحرب شعواء يشنها أعداء الإسلام، فكانت الخطوة الأولى فكرية وعقائدية من خلال حرق القرآن الكريم بحجة حرية التعبير عن الرأي وكأنها جاءت لجس النبض ومشاهدة ردود الأفعال ليقرروا بعدها الخطوة التالية استنادا إلى قوة رد الفعل.. ومن هنا لابد أن يكون الرد قويا وحاسما ومن دون تهاون أو ذلة أو مهانة، فهذا الدين أمانة في أعناقنا جميعا وأن القرآن الكريم لن تدنس قداسته بفعلتهم الدنيئة هذه لمكانته في قلوب أكثر من ملياري مسلم.. إلا أن الآتي قد يكون أكبر خطرا وكأنها حرب لإثبات وجود الإسلام من عدمه، فعلى جميع الحكومات العربية والإسلامية من دون استثناء أن تقف موقفا حاسما عاجلا لقطع يد المتطاولين على الإسلام ومقاطعة الحكومات المروجة لذلك والمؤيدة لهذه الجريمة وإجبارهم على إعادة النظر بقوانينهم التي تسمح بالتجرؤ على مقدسات المسلمين ورموزهم حفاظا على السلم العالمي وتجفيفا لمنابع الإرهاب الفكري المتطرف وإطفاء نار الفتنة التي قد تأكل الأخضر واليابس في وقت يحتاج فيه العالم إلى التهدئة وضبط النفس وتقديم من تسول له نفسه في تعكير الأجواء وتصعيد الاحتقان بين الشعوب إلى المساءلة القانونية، وهذه مسؤولية الحكومات التي عليها أن تتكاتف للمحافظة على الأمن والسلام في بلدانها وخاصة الحكومة السويدية.
ختاما.. في الوقت الذي نعلن استنكارنا الشديد وإدانتنا القاطعة لموافقة الحكومة السويدية رسميا بتكرار الاعتداء على القرآن الكريم مرة ثانية وحرق العلم العراقي الذي يحمل اسم الله عز وجل أمام السفارة العراقية والذي يمثل خطوة واضحة للانتقاص من السيادة العراقية فإننا ندعم قرار الحكومة العراقية الموقرة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد عاجلا كما ندعو إلى مقاطعتها مقاطعة كاملة في مختلف الاتجاهات لحين تقديم الحكومة السويدية اعتذارها عن الإساءة للقرآن الكريم والتعهد بعدم تكرار ذلك وإعلان ذلك أمام العالم، وعلى جميع الحكومات الإسلامية أن تقوم بالخطوة ذاتها ثأرا للقرآن الكريم ولكرامة المسلمين وعلى الشعوب الإسلامية أن تعمل بجد على نصرة القرآن الكريم بطرق قانونية ودستورية فضلا عن استثمار الماكنة الإعلامية بكل صنوفها ومنها مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف العالم بحقيقة القرآن الكريم ذلك الكتاب السماوي الذي يدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق وإفشاء السلام، ويؤمن بكل أنبياء الله وكتبه ورسله ولا يفرق بين أحد من رسله بنص آيات القرآن الصريحة، كذلك العمل على تعرية الأعداء الذين يريدون بنا شرا والذين يحاربون الله ورسوله ولا يهمهم سوى الشهرة مع حفنة من الدولارات تمنحها لهم قوى الكفر والاستكبار العالمي حتى وإن احترق العالم (لا سامح الله).
اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا وَشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَبِضُرٍ تَكْشِفُهُ وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُناها وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ديوان الوقف الشيعي
٣ محرم الحرام ١٤٤٥
٢٢ تموز ٢٠٢٣