الإيمان بالله في العصر الحديث.. محور فعاليات ونشاطات تطلقها الجامعات والمراكز العلمية العقائدية في ايران
تقرير: فاطمة عبد الحميد
"الإيمان بالله في العصر الحديث".. كان عنوان سلسلة لقاءات يعقدها معهد الإمام الرضا (ع) الدولي للأبحاث، تحت إشراف لجنة البحوث المستقبلية.
هذه السلسلة تتناول أبرز التحديات والقضايا التي ترتبط بالإيمان، ومناقشة أساليب الإلحاد "الجديد" وما يتم الترويج له عبر الحرب الناعمة التي تقودها المؤسسات الإلحادية مستهدفة المجتمعات الإسلامية والدينية بصورة عامة.
المحاور التي تم طرحها خلال سلسلة الأبحاث ركّزت على البعد العلمي في الإيمان، ومخاطبة الشباب والطلاب من خلال العقل والعلوم الحديثة، والتي تؤكد بمجملها ضرورة الإقرار بوجود الله (سبحانه وتعالى)، كما تعزز المعجزات الدينية وفي مقدمتها القرآن الكريم، المعجزة الخالدة.
الشيخ علي رضا رحيمي المسؤول في معهد الإمام الرضا (ع) الدولي ذكر: "أن المعهد عمل من خلال هذه اللقاءات والمؤتمرات على مخاطبة الشباب والطلاب الاجانب بمختلف اللغات"، وقد لقيت البحوث العقائدية في مجال التوحيد والإيمان ترحيبا ومتابعة واسعة، مشيرا إلى أن "معهد البحوث الدولي هو جزء من جامعة المصطفى العالمية، ويحتوى على عدة لجان، من أهمها لجنة البحوث المستقبلية، ولجنة التخصصات العلمية، ولجنة الدراسات المقارنة.
وحول السلسلة المذكورة أوضح رحيمي أنه "نظرًا لأن الدين الإسلامي يدعو إلى العلم والمعرفة والبحث الفكري والعقائدي، فإنه لا بد من العمل بأوامر الأئمة (ع) ونشر وإحياء كلمة التوحيد". وذكرَ" أن المؤسسة لديها معلمين ومترجمين لتلبية الحاجة للدول الأخرى، مضيفا أنه "تم قبول طلاب أجانب من أكثر من 80 دولة، بدروس في مراحل مختلفة" ومن أبرز المناهج هي المناهج العقائدية والتي تتمحور حول الإيمان وسائر الأسس العقدية، كما يجري التواصل مع أعداد كبيرة من الطلبة في الخارج عبر الدراسة المفتوحة.
ويؤكد المسؤولون في المعهد أن "معظم المشاريع مبنية على أهمية دور القرآن الكريم وأهل البيت (عليهم السلام)"، حيث تستقى البحوث الإيمانية وبالتعاون مع باحثين من الداخل والخارج، من القيم والمبادئ التي وضعها الرسول الأكرم والأئمة الأطهار.
وتنشط سلسلة البحوث أيضا في مجال العلاقات بين الأديان، ونقاط التقارب والاختلاف بينها، والتركيز على نقطة الالتقاء المتمثلة بضرورة الإيمان وحاجة الإنسان إليه.
وتعمل اللجان المختصة المشرفة على اللقاءات والنشاطات على ترجمة العديد من الكتب والمقالات الفكرية والعلمية التي تتمحور حول عنوان "الإيمان بالله في العصر الحديث".
يشار إلى أن أعمال ولقاءات المعهد مستمرة على مدار العام، وإن كانت بعض المواسم ولا سيما شهر رمضان المبارك تشهد نشاطا أكثر كثافة.
ولا تقتصر تغطية العنوان على اللقاءات والندوات وإنما تشمل المعارض التي تقام في القسم الدولي ويساهم الطلبة من الحوزات والجامعات الأكاديمية في تكوينها من خلال التعاون والتواصل الحثيث في هذا المجال.
ويأمل القائمون على الفعاليات أن تشكل مساهمة في إرساء الإيمان الذي يمثل الأساس في إحياء الحضارة الإسلامية الحديثة، ومعالجة التحديّات والإخفاقات التي تواجه العالم بسبب الأفكار الرأسمالية والمادية والإلحاد.
ويرى المسؤول في جامعة المصطفى الشيخ محمد رضا صالح "أن المكوّن الأول للبنية التحتية للحضارة الإسلامية هو تدريب الكوادر البشرية المؤمنة والملتزمة والشجاعة والمبتكرة والمبدعة"، كما أن المكونات الأخرى هي إنتاج وإعادة صياغة الأعمال التي تتوافق مع احتياجات المجتمع البشري، وخلق التحول في مجال المعرفة"، وفي مقدمتها القضايا العقائدية التي يشكل الإيمان بالله محورها.
هذا ودعا القائمون والمشاركون على الفعاليات في المعهد إلى تكاتف الجهود وتضافرها بالتعاون بين جميع الجنسيات والدول والمدارس الفكرية، من أجل تعزيز التوجيه الفكري والعقائدي نحو عالم مفعم بالعدالة والروحانية والأخلاق والسلام.