على قاعة المعهد الفرنسي في العاصمة بغداد عُرض فلم للكاتبة والمخرجة الفرنسية سابرينا ميرفان، عن زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) وما يحمله طريق الزائرين من طقوس ومظاهر اجتماعية ودينية. بحضور السفير الفرنسي ووزير الثقافة العراقي ووفد رسمي من العتبة الحسينية المقدسة وجمع من الاكاديميين والمثقفين.

الباحثة والمُخرجة، الفرنسية سابرينا ميرفان، قالت في تصريح لمركز الاعلام الدولي" تولّد لديّ هذا الاهتمام لكوني مؤرخة (انثروبولوجيا) وأعمل على أبحاث حول الإسلام الشيعي في العالم، أركزُ فيها على جانبين، الاول يسلط الضوء على عمل الحوزة العلمية وكيفية الدراسة فيها وكيفية الجانب العملي بعد التخرج من هذه الحوزة العلمية وكيفية تقديم البحوث، والجانب الثاني يتناول أماكن العبادة التي تتم فيها الزيارات المهمة والطقوس الدينية الخاصة بالمسلمين الشيعة وأهمها زيارة الاربعين للإمام الحسين عليه السلام".

وأضافت ميرفان" ركّزتُ في هذا الفلم الذي يحمل عنوان (وبكت السماء اربعين يوماً) على الناحية الانثروبولوجيّة لدراسة تصرّف الناس في زيارة الأربعين، ودراسة هذه التقاليد التي يقومون بها، حيث يتوجّه الملايين كباراً وصغاراً لإحياء هذه الزيارة تاركين كل شيء وراء ظهورهم، وتشعر وكأنما الزمن يتوقف والحياة تتوقف، وتطغى روحية مقدسة على هذه الطقوس، وهذا ما نسميه ليس فقط بالمدينة الفاضلة كمصطلح افتراضي، إنما تجسيد واقعي للمدينة الفاضلة.."

مبيّنةً" ان هذا البحث (الفلم) يثير الكثير من التساؤلات ومنها تساؤلات انثروبولوجيّة متخصصة لدى الكثير من الباحثين من الناحية الروحية، ومن ناحية الذاكرة الجمعيّة، حيث تنتقل هذه الطقوس من جيل إلى جيل، متمسكةً بالعقيدة والتحمّس الديني لأبعد الحدود".

وألفتت سابرينا" إلى روحية العطاء الشاخصة في هذه الزيارة المليونية، حيث أن هذه المواكب تقدّم كافة الخدمات بشكل مجاني على طول الطرق المؤدية إلى المدينة الفاضلة..

الدكتور ليث مجيد، رئيس الهيئة العامة للتراث في العراق، قال" هذا الفلم مهم جداً لنقل صورة الحشود المليونية في زيارة الاربعين والطقوس والعادات والخدمات التي يقدمها الناس للزائرين بصورة مجانية، والتعريف بمأساة كربلاء عالمياً، وهو خطوة جيدة لإيصال رسالة هذا الحدث العظيم والتعريف بأهمية كربلاء كمدينة مقدسة تحمل معاني سامية وصفات انسانية غاية في الروعة.."

الدكتور علاء شطنان، مدير كرسي اليونسكو للحوار في جامعة الكوفة، قال" اعتقد ان هذا الفلم هو عبارة عن تجربة عفوية، أرادت الباحثة تسليط الضوء من خلاله على زيارة الأربعين، ودراسة ما يحتويه هذا الحدث الديني السنوي الكبير، وعكس الصورة الواقعية إلى المتلقي الغربي من ارض الواقع.."

مبيّناً" ان الفلم مخصص للمؤسسات البحثية الفرنسية، لتعريفهم بهذه الطقوس والمبادرات المجتمعية المهمة التي تحتويها، والتي لا توجد في مجتمعات أخرى، وإعطاء صورة واقعية حول التسامح والكرم والتكاتف الذي يتميز به المجتمع العراقي.."

وقال الدكتور حميد الخفاجي، رئيس قسم العلاقات الدولية في مؤسسة الامام الحسين للحوار التابعة للعتبة الحسينية المقدسة" عندما يتحدث الآخرون عنك فهذه خطوة كبيرة ومهمة، خاصةً وأن مسيرة الإمام الحسين عليه السلام كان لها اثر كبير ولفتت الانظار في السنوات الاخيرة، وجعلت الآخرين يريدون التعرف على هذه الطقوس وعلى مذهب التشيع وعلى اعتدال هذا المذهب الذي جسده الإمام الحسين عليه السلام، ونتأمل أن تكون هناك خطوات مماثلة في المستقبل.."

تقرير/ وتصوير/ عباس نجم