سوق الاستربادي او سوق السربادي كما يروق لبعض من اهالي الكاظمية تسميته يعتبر احد اقدم اسواق مدينة الكاظمية المقدسة في بغداد يمتد تاريخه الى اكثر من (120) سنة.

 يبلغ طوله حوالي 350 متراً يطل على باب قبلة مرقد الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام.. ويمتد السوق الى الشارع العام المؤدي الى موقف الكاريات سابقا.. (مرآب بلد).. حاليا, وعلى الرغم من ان هذا السوق يعاني من مشاكل في بنائه القديم بحكم عوامل الرطوبة والتآكل، خاصة ان اغلب سقوفه خشبية، الا انه مازال يشكل تحفة تراثية جميلة.

تصاميم البناء

بناء المحلات في هذا السوق التاريخي هو (عكادة) .. وسقف السوق من الجينكو وفي السقف فتحات لدخول الشمس والضوء.. وللطابق العلوي المطل على السوق درج (سلم) للصعود الى طارمة تطل على السوق محاطة بمحجر أشبه بـ الشناشيل، التي تميزت بها الكاظمية المقدسة...

عائدية السوق

ملكية السوق مازالت لعائلة تركية الاصل، وهي عائلة الاستربادي، والتي اخذ السوق تسميته منها ومازالت هذه العائلة مالكة لهذا السوق رغم عدم تواجدها في العراق، حيث تدار املاك السوق من قبل محامي العائلة، والوكيل المتواجد في نفس السوق.

الحركة الاقتصادي في السوق

المهنة التي تشترك بها غالبية محال هذا السوق هي بيع الدشاديش الرجالية، حيث تشكل هذه المحال ما مجموعه 85% من عدد المحال الكلي للسوق وتشكل بمجموعها سوقاً رئيسة وشهيرة لتصدير هذه البضاعة الرائجة، الى مناطق العراق المختلفة، وخاصة منها المناطق الجنوبية والغربية ، كما ان بعض المحال متخصصة في بيع (العباءات الرجالية) واخرى لبيع الكماليات النسائية والرجالية على السواء، كما توجد في السوق محال صغيرة وقليلة العدد وهي تقع في مقدمة السوق من جهة باب القبلة، تخصصت في بيع (السبح) وخواتم الفضة وبعض الاحجار الكريمة والنادرة، وتجدر الاشارة الى ان في السوق مطعماً يعود تاريخه الى اكثر من مئة عام ومازال هذا المطعم يقدم خدماته لزبائنه على وفق ما اعتادوا عليه ويسمى مطعم (بور سعيد) الذي تأسس عام 1901 م.

يعاني هذا السوق والمعلم التراثي من عدم اهتمام امانة بغداد ودائرة التراث  به، فالكثير من اصحاب المحال وحفاظاً على بضاعتهم يلجأون الى الترميم بشكل عشوائي، لا يتناسب وطبيعة السوق التراثية، مما يلغي الطابع المعماري التراثي، وخاصة السقوف التي لايزال الكثير من اجزائها يتساقط وبالتالي تستبدل بمواد جديدة ويختفي الشكل الهندسي القديم ليحل محله شكل جديد لا يمت الى تراث السوق بصلة.

 اعداد:أمير الموسوي