الفنان والرحّالة الفرنسي لويس سيبرين: أنا في كربلاء للتعرّف على رسالة الإمام الحسين ونقلها الى العالم
لويس: من خلال مؤلفاتي وأعمالي الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي، احاول ان انقل الصورة الحقيقة لهذا البلد الجميل بكل مكوناته وطوائفه.
حاوره: ابراهيم العويني - فضل الشريفي
ترجمه الى العربية: حسين عصام
لويس سيبرين، فنان معاصر فرنسي الاصل، يعمل في مختلف مجالات الفن كالتصوير الفوتوغرافي والفيديو والنحت في بعض الاحيان، أقام اثنان من المعارض الفنية احدهما في باريس والآخر في بلغراد، وحصل على العديد من الجوائز في الفن المعاصر، ومن خلال ممارسته التجارب والمغامرات في رحلات شملت بلدان عديدة، تعلّمَ الاشياء بنفسه، وقدّم الدورات والورش التدريبية في معظم البلدان التي زارها، حتى اصبح استاذاً ومدرّباً في المجالات الفنية المختلفة.
موقع الاعلام الدولي، اغتنم فرصة تواجد لويس في مدينة كربلاء لإجراء الحوار التالي:
- انت فنان ورحالة في الوقت ذاته، نود ان نعرف ماهي مشاريعكم المستقبلية وكم دولة زرتم وهل هذه اول زيارة لكم في العراق ومنذ متى بدأتم مشروعكم كرحالة؟
حالياً انا في طور انشاء معرض للفن الحديث في مدينة باريس، وفي العام 2004 بدأت السفر حيث سافرت كثيرا وزرت ما يقارب 60 بلداً، وركزت على البلدان غير النامية التي هي خارج اهتمام العالم ولا تحتاج الى جواز سفر، حيث وثقت الاماكن التي مررت بها من مناطق طبيعية وبحيرات وغابات.
وفيما يتعلق بزيارتي الى العراق هذه ليست المرة الاولى بل الثالثة، الاولى كانت عام 2010 حينها قدمت من فرنسا الى العراق ممتطياً دراجة نارية، واستمرت الرحلة في ذلك الوقت لمدة 3 اشهر، في كل مرة اقرر المجيء الى العراق يستغرب الكثير من اصدقائي وذلك بسبب ما يشاع في وسائل الاعلام بان العراق بلد حروب وخطر، ولكن انا ومن خلال مؤلفاتي واعمالي الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي، احاول ان انقل الصورة الحقيقة لهذا البلد الجميل بكل مكوناته وطوائفه.
-ماهو انطباعك عن العراق بشكل عام وعن كربلاء بشكل خاص؟
العراق هو بلد الكرم والضيافة.. هذا مؤكد وهذا البلد هو عبارة عن متحف كبير بطوائفه وآثاره ومياهه وارضه، فهو ارض السواد وارض الانبياء ومنبع الحضارة، ومدينة كربلاء هي المدينة التي سمعتُ عنها كثيراً، ولطالما وددتُ زيارتها منذ وقت طويل، اعتقد بشكل عميق انه من اجل فهم رسالة الامام حسين (ع) يجب المجيء ورؤية الحماس والايمان في عاشوراء، والحب الذي يكنّه المؤمنون للإمام الحسين، لذا قررت ان امدد اقامتي حتى اتمكن من حضور زيارة الاربعين، والتي هي اكبر تجمع بشري سلمي حول العالم، بعد الحج لمكة، وذلك بغية فهم كربلاء بشكل افضل واعتقد ان رسالة الامام الحسين مهمة جدا في هذه الحقبة.
- ما الذي تمثّله لك واقعة كربلاء؟
بالنسبة لي معركة الطف هي معركة غير متكافئة جرت بين الامام الحسين واصحابه، وبين الدكتاتورية والحكومة غير الشرعية المسلحة بآلاف الجنود والامكانيات الكبيرة، المشكلة في هذا العصر هي اننا في حقبة تكنولوجية حيث سابقاً في الدكتاتورية يمكن وضع الناس في السجن ولكن اليوم وبفعل التكنولوجيا نحن في سجن دائم، لذا فرسالة الامام الحسين هي رسالة حرية ضد الظلم والاضطهاد، ولهذا السبب انا اليوم هنا لرؤية الرسالة، ونقلها للعالم، وآمل ان تنال هذه الرسالة السمحة تعاطف المجتمع الذي سوف انقلها لهم، كما آمل ان يوقظ هذا اهتمامهم.
-ما هو تعريفكم لمفهوم الاسلاموفوبيا وهل يوجد حقاً مخاوف من الاسلام؟
مفهوم الاسلاوفوبيا حاله كحال مفهوم الميسوجينية ومفهوم الهوموفوبيا، حيث ان كل شيء يمكن ان يجعل فروقات بين الناس يخدم الدكتاتورية، ويخدم (يزيد العصر) يزيد وحده وله جيش صغير حتى وان كانوا 30.000 رجل ضد 72 رجل في كربلاء، ولم يكن بمقدور يزيد هذا العصر الحكم فقط بفضل سلاحه وجيشه لذا كان يتوجب عليه ان يفرق بين الناس.. يتوجب عليه ان يكذب وان يعمل ليزرع بذور الكراهية بين النساء والرجال، بين البيض والسود، بين المسيحيين والمسلمين، وبين الشيعة والسنة، لذا فالاسلاموفوبيا في فرنسا هي شيء حقيقي وموجود، وتقف خلفه الحكومات، حيث يوجد مشكلة اندماج حقيقية بين مختلف المكونات الفرنسية مثل المغاربة والجزائريين، اما الآن في الوقت الحاضر نقطة الخلاف وزرع التفرقة بين الشعب هي في ما يخص لقاح كورونا، حيث انقسم الناس حول القناعة باللقاح..