ضوء على رحلة أحد كبار رجال الدين الشيعة في لبنان الى كربلاء أوائل القرن الماضي

2021-02-17 13:55

السيد محسن الأمين العاملي أحد كبار رجال الدين الشيعة في لبنان ومن كبار مفكريهم، غادر لبنان واستقر في العاصمة السورية دمشق حيث واصل من هناك جهوده الكبيرة في خدمة المذهب الجعفري في سوريا، وقام بتأسيس مدرسة شيعية، فيها كما قام بإنشاء حوزة علمية في دمشق.

صدر له كتاب ضخم ورائع وهو كتاب (أعيان الشيعة) الذي ترجم فيه سيرة وحياة الآلاف من كبار مفكري وعلماء وشعراء وأدباء الشيعة، وقد عُدَّ هذا الإنجاز من أهم الموسوعات الشيعية التي اعتُبرت مصدراً مهماً للمذهب الجعفري.

زار كربلاء في عام (1934م) وزار خلال رحلته هذه أيضاً مدينة النجف الأشرف.

وكتب عن زيارته الى كربلاء ما نصّهُ:

"وكربلاء مدينة كبيرة كانت متصرفية في عهد الأتراك وبقيت كذلك بعد الإحتلال الإنكليزي وسقيها من نهر مشتق من الفرات يسمى نهر الحسينية، وكانت الحسينية تزيد في أيام زيادة الفرات فتتلف الزروع والبساتين، وربما فاض ماؤها على دور البلدة فأوقع فيها الضرر، وتجف في أيام نقصان الفرات حتى يضطر أهل كربلاء لحفر آبار في الحسينية يستقون منها مع أن ماءها غير عذب، فلما عملت السدّة إستقام جري الماء في الحسينية، ففي أيام الزيادة تنزل أبواب الحديد على منافذ الحسينية إلا قليلاً فيجيء الماء بالقدر اللازم.."

ويضيف السيد العاملي" كربلاء آخذةٌ في العمران كثيرة البساتين والنخيل، وأهلها جميعاً يجيدون الفارسية عربهم وعجمهم، وبعدها زرنا ضريح الإمام الحسين سيد الشهداء وضريح مولانا أخيه أبي الفضل العباس وسائر الشهداء عليه وعليهم السلام".

ويكمل السيد العاملي" ثم زرنا ضريح الحر الشهيد الرياحي فذهبنا إليه في العربة، وهو يبعد عن كربلاء فرسخاً واحداً، وبجواره أعراب فقراء...".

وبعد إتمامه الزيارة لمدينة كربلاء غادرها متوجهاً إلى مدينة النجف الأشرف وبقي فيها عدة أيام زار خلالها مرقد الإمام علي (عليه السلام) والمراقد المقدسة في الكوفة إضافة إلى زيارة حوزاتها ومكتباتها، ثم عاد إلى كربلاء مرة أخرى فكتب ما يلي:

"خرجنا من النجف في أوائل ذي القعدة الحرام من سنة 1352 هجرية المصادف (1934) ميلادية إلى كربلاء وبقينا أياماً قلائل جددنا فيها العهد بالزيارة، واستفدنا من بعض خزائن كتبها، ثم ذهبنا إلى بغداد فالكاظمية".

المصدر: كربلاء والرحالة الذين زاروها، الاستاذ سعيد رشيد زميزم،ص120.

من اصدارات مركز إحياء التراث الثقافي والديني

اعداد: ابراهيم العويني

العودة إلى الأعلى