أكد ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن المرجعية العليا كانت الجهة الوحيدة التي تمكنت من إنقاذ العراق في أحلك الظروف، حين عجز الآخرون عن ذلك. جاء ذلك في كلمته خلال حفل افتتاح المهرجان الجماهيري الثاني لفتوى الدفاع الكفائي، الذي نظمته العتبة الحسينية المقدسة في الصحن الحسيني الشريف.

وقال الشيخ الكربلائي: “نتساءل دائمًا: من هي الجهة التي أنقذت العراق حين كان مهددًا بالانهيار؟ وكيف استطاعت أن تُنقذ الأمة، والدين، والمقدسات، والتاريخ، في الوقت الذي كانت التقديرات الدولية تشير إلى أن المعركة مع داعش قد تمتد لعشر سنوات؟ ولكننا انتصرنا في ثلاث سنوات وبضعة أشهر، بفضل فتوى الدفاع الكفائي ورجالها”.

وأشار إلى أن هذا النصر ما كان ليتحقق لولا وجود رابطة قوية بين المرجعية العليا وأولئك الرجال الذين لبوا نداءها، مبينًا أن هذا الانقياد والطاعة الواعية لما صدر عن المرجعية، هو ما صنع النصر، وهو ما يجب أن يُفهم ويُرسّخ في وعي الأجيال القادمة.

وشدد الكربلائي على أن “المرجعية لم تكتفِ ببيان الموقف فحسب، بل ولّدت القناعة به، وزرعت الحافز والدافع الذي جعل المقاتلين يصمدون بثبات وعزيمة رغم الخسائر والدماء والآلام”، مؤكداً أن “هذه العلاقة بين الأمة والمرجعية يجب أن تُحفظ وتُعمق، لأنها هي الضمان الحقيقي للانتصار في أي أزمة قادمة”.

وأضاف: “ان سماحة السيد السيستاني (دام ظله) هو الجهة التي امتلكت مقومات التأثير الحقيقي، وأوصلت الموقف الصحيح للأمة، وحفزتها لتحوله إلى فعل ميداني وتضحية حقيقية”.

إطلاق موسوعة توثيق إرهاب القاعدة وداعش

وفي إطار فعاليات المهرجان، شهدت العتبة الحسينية المقدسة بحضور الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إزاحة الستار عن موسوعة توثيق إرهاب القاعدة وداعش في العراق، والتي تُعد واحدة من أضخم المشاريع التوثيقية الوطنية في مرحلة ما بعد النصر.

وقال الشيخ علي القرعاوي، في تصريح خاص لوكالة كربلاء الان ، إن الموسوعة امتد العمل فيها على مدى خمس سنوات، عبر لجان تخصصية وفرق احترافية، وتضمنت 50 جزءًا موزعة على خمسة محاور رئيسية.

وأوضح أن المحور الأول، الإعلامي، ركز على تحليل خطاب داعش الدعائي، وأساليب التجنيد، مع أرشفة المواد الإعلامية والمرئية والمكتوبة، أما المحور الثاني، التوثيقي، فقد اعتمد على نحو 1000 مقابلة ميدانية مع شهود عيان وناجين، نُشر منها 871 لقاء ضمن الموسوعة، بعد التحقق منها وتقاطعها مع الوثائق الرسمية.

وأضاف أن المحور الثالث، الآثاري، وثّق 948 موقعًا أثريًا دمرها الإرهاب، أبرزها في مدينة الموصل وكركوك والأنبار وبغداد وبابل، مشيرًا إلى أن التوثيق شمل معالم دينية وتاريخية من مختلف الأديان والثقافات.

وأكد القرعاوي أن هذه الموسوعة تسعى إلى حفظ الذاكرة الوطنية العراقية، وتقديم وثائق دقيقة يمكن الاستفادة منها في المجالات القانونية، والبحثية، والمجتمعية، بما يسهم في فضح جرائم الإرهاب وإبقاء الحقيقة حية أمام الأجيال.