العتبة الحسينية تشارك في الدورة الرابعة لمؤتمر الإعلام العربي في بغداد
شارك وفد من إعلام العتبة الحسينية المقدسة في أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الإعلام العربي، الذي نُظم في العاصمة بغداد من قبل اتحاد إذاعات الدول العربية بالتعاون مع شبكة الإعلام العراقي. جاءت مشاركة العتبة الحسينية بتنسيق من مركز الإعلام الدولي، وضم الوفد كلاً من معاون مسؤول قسم الإعلام الحسن نعمة، ومدير مركز الإعلام الدولي حيدر المنكوشي، برفقة مستشار العتبة المقدسة الدكتور خليل الطيار.
تركز المؤتمر على مناقشة دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي، وشهد تنظيم ورش عمل متخصصة لهذا الغرض.
واستُهلت الجلسة الافتتاحية بكلمات ترحيبية ألقاها رئيس شبكة الإعلام العراقي كريم حمادي، ومستشار رئاسة الوزراء الدكتور عارف الساعدي، أعقبتها كلمات للضيوف المشاركين، لتبدأ بعد ذلك ورشة العمل الرئيسية، التي قُدمت خلالها أوراق بحثية ومداخلات سلطت الضوء على إسهامات المنظمات المحلية والدولية في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمعات، وأهمية إصدار تشريعات تدعم دور الإعلام في متابعة قضايا البيئة والمناخ ونشر الوعي البيئي على نطاق واسع.
واختتمت فعاليات المؤتمر يوم أمس الجمعة بإصدار بيان ختامي تضمن مجموعة من التوصيات، من أبرزها التأكيد على ضرورة دمج قضايا التغير المناخي ضمن الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية، وتيسير الوصول إلى المعلومات البيئية الدقيقة، وتعزيز التواصل بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام من أجل نشر التحذيرات المبكرة للكوارث البيئية.
كما دعا البيان إلى اعتماد أنظمة إنذار موحدة في الدول العربية لضمان استجابة منسقة إقليمياً، وإدخال مفاهيم التوعية البيئية في المناهج الدراسية على مختلف المستويات التعليمية، إضافة إلى تشجيع البحث العلمي المتخصص في التغير المناخي، وتعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالكوارث.
وأكد البيان أيضاً أهمية دعم المنظمات المتخصصة، المحلية منها والدولية، في جهود رفع الوعي المجتمعي بقضايا البيئة والمناخ، وإقامة شراكات مع الأمم المتحدة ومنظماتها لتبادل المعلومات والخبرات، وسَنّ قوانين تساهم في تمكين الإعلام من نشر معلومات بيئية دقيقة، والحد من انتشار المعلومات المضللة، إلى جانب دعوة الجهات المانحة لتخصيص موارد لدعم الإعلام البيئي.
كما أوصى المؤتمر بتدريب الإعلاميين على أدوات تحليل البيانات الضخمة لإعداد تقارير دقيقة وموثوقة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إعلامي مبتكر وتفاعلي، وتحويل المعلومات البيئية التحذيرية إلى تنبيهات مرئية وصوتية فعالة، مع التأكيد على ضرورة التزام الإعلاميين بالأخلاقيات المهنية خلال تغطية قضايا المناخ قبل وأثناء وبعد وقوع الكوارث.
واختُتم البيان الختامي بدعوة إلى تخصيص جوائز للصحفيين والإعلاميين المتميزين في تغطية قضايا البيئة والمناخ، وتعزيز المبادرات المحلية التي تقدم حلولاً مبتكرة للتعامل مع آثار التغير المناخي، إلى جانب تنظيم فعاليات توعوية يشارك فيها الشباب والأطفال، ترسيخاً لثقافة الوعي البيئي وسبل مواجهة هذه الظاهرة العالمية التي لم يعد بالإمكان تجاهل مخاطرها.