تاريخ المراقد ... الجزء الخامس
يطل علينا العلامة المفكر الشيخ محمد صادق الكرباسي من شرفة التاريخ على خامس رحلاته من تاريخ المراقد وهو السفر الثالث والخمسون من أسفار ملحمته (دائرة المعارف الحسينية) ليرفدنا بمراحل تأريخ المرقد الحسيني المقدس فيطالعنا بمجموعة من الصور التوثيقية التي تدعم بحوثه بشكل دقيق، وقد رتبها حسب الموضوعات التي تطرق إليها وهي تخص: الروضة والصحن والذخائر والنقوش وأطراف المرقد الطاهر وغيرها، ثم يلحقها بمستدركات وملاحق وإضافات لما سبق منه البحث في مراحل تاريخ المرقد.
وقد شملت هذه الملاحق إحصائيات للزوار حسب السنين والمشاريع الخدمية ومحتويات المرقد من النفائس الثمينة والأحجار الكريمة والمجوهرات ثم يستعد الكرباسي لبدء رحلة شيقة وشاقة وقد عنونها بـ (الركب الحسيني من المدينة المنورة وإليها) فيساير هذا الركب عبر مراحله الخمس وهي مكة وكربلاء والكوفة ودمشق ثم المدينة. ويشير الكرباسي إلى أن الخريطة التي اشتهرت لهذه المراحل قد وضعها هو ونشرت بغير أذنه.
أما تفاصيل هذه الرحلة فهو يحدد مسافة ومراحل كل مكان وتاريخ وصوله (عليه السلام) إليه، ففي (المرحلة الأولى) وهي بين المدينة ــ مكة فالمسافة هي (427 كم) أما مراحلها فهي: المدينة ــ السويقة ــ غدير خم ــ قديد ــ عسفان ــ مكة.
أما المرحلة الثانية وهي مكة ــ كربلاء فالمسافة التي قطعها (عليه السلام) هي (1475 كم) أما مراحلها فهي: مكة ــ التنعيم ــ الصفاح ــ ذات عرق ــ بئر ماء ــ قرب سليلة ــ قرب مغيثة ــ النقرة ــ الحاجر ــ سميراء ــ تور ــ عيون ماء ــ فيد ــ بئر ماء ــ الأجفر ــ الخزيمة ــ الزرود ــ سوقة ــ ثعلبية ــ بطان ــ شقوق ــ الزبالة ــ القاع ــ بطن عقبة ــ مياه عرب ــ واقصة ــ شراف ــ القرعاء ــ المغيثة ــ ذو حسم ــ بيضة ــ عذيب الهجانات ــ أقساس مالك ــ الرهيمة ــ قصر بني مقاتل ــ القطقطانة ــ نينوى ــ الطف. وبعد أن يذكر بالترتيب هذه المراحل يضع سيناريو للوقائع والأحداث لكل هذه المراحل والفواصل بينها بالكيلو متر.
أما المرحلة الثالثة والتي تبدأ بعد استشهاده (عليه السلام) فهي: كربلاء ــ الوثبة ــ الكوفة. ومسافتها (80 كم)
وفي المرحلة الرابعة فهي الكوفة ــ الشام فمسافتها هي بين (846 إلى 1006 كم) كما قدرها أما مراحلها هي: الكوفة ــ النخيلة ــ دير الأعور ــ جرجرايا ــ شرقي حصاصة ــ القادسية الشمالية ــ دير النصارى ــ تكريت ــ الكحيل ــ جهينة ــ العقر ــ دعوات ــ تل أعفر ــ سنجار ــ لينا ــ نصيبين ــ صلبا ــ عين الوردة ــ حران ــ سيبور ــ أرمينيا الصغرى ــ كفر نبو ــ حلب ــ قنسرين ــ كفر طاب ــ معرة النعمان ــ شيزر ــ حماة ــ الرستن ــ حمص ــ جويسة ــ اللبوة ــ وادي نحلة ــ بعلبك ــ صومعة الراهب ــ بيت اليهودي ــ جيرون ــ دمشق.
وبعد أن يذكر الأحداث التي وقعت في كل مكان من هذه الأماكن يضع جدولا بالفواصل بينها ثم ينتقل إلى المرحلة الخامسة والأخيرة وهي: دمشق ــ المدينة فمراحلها هي: دمشق ــ خندق الطعام ــ كفر عما ــ مسكنة ــ دوسر ــ الرقة ــ بشر ــ طريق البر ــ داقوق ــ الجوسق ــ مسكن ــ برس آباد ــ دير الأعور ــ كربلاء ــ القادسية ــ المغيثة ــ القرعاء ــ الواقصة ــ العقبة ــ زبالة ــ الشقوق ــ الثعلبية ــ خزيمة ــ فيد ــ سميراء ــ النقرة ــ العسيلة ــ حرة واقم ــ المدينة.
وبعد الانتهاء من هذه المسيرة الطويلة الموثقة بالأرقام والتواريخ والمصادر يعود الكرباسي إلى الحديث عن المقامات والمراقد التي أفرزتها هذه المسيرة بمراحلها الخمس فيتحدث بالتفصيل عن إنشائها ومراحل تطويرها عبر القرون ومحتوياتها ومسافاتها وترجمة لصاحبها وهي:
أولا: مقام السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) في مقبرة الباب الصغير في دمشق وهي ابنه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ورافقت أختها عقيلة الطالبيين زينب (عليها السلام) إلى كربلاء ومرت من هنا
ثانيا ــ مرقد الشهيد حبيب بن مظاهر الأسدي، وهو في الزاوية الجنوبية الغربية من المرقد الحسيني الطاهر وقد تسالم على موقعه العلماء والفقهاء والمحدثين والمؤرخين وقد شرفه الإمام زين العابدين بهذه الكرامة بدفنه مستقلا عن بقية الشهداء الأبرار.
ثالثا ــ مرقد الشهيد الحر بن يزيد الرياحي، الزعيم الكوفي والفارس الشجاع ويبعد عن مرقد الإمام الحسين حوالي ستة كيلو متر ويعزو الكرباسي دفنه هناك إلى أن قومه أخذتهم الحمية لما أرادوا قطع رأسه مع بقية الشهداء وطلبوا من ابن سعد أن يهبه لهم فوهبه فحملوه إلى مكانه الآن ودفنوه وكان هذا المكان هو محل إقامة قومه
رابعا: مقام السيدة حميدة بنت مسلم، أمها رقية بنت أمير المؤمنين وكان عمرها يوم الطف احدى عشر سنة وهي التي مسح خالها الإمام الحسين (عليه السلام) على رأسها ومقامها في دمشق يعرف بالأضرحة الثلاثة وهي ضريح السيدة أسماء بنت عميس والسيدة ميمونة بنت الإمام الحسن والسيدة حميدة بنت مسلم
خامسا: مرقد السيدة خولة بنت الحسين، في بعلبك يتحدث عنه الكرباسي بالتفصيل وهو أطول بحوث الكتاب ويكشف عن حقيقة المرقد ومراحل تطوره والروايات بشأنه