لقد كان دور الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كبيرا جدا بالتعريف بالقضية المهدوية والتعريف بشخص الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف حيث انه بث احاديث كثيرة حول الامام المهدي عليه السلام ، ومنها حديث الاقرار بولايته عجل الله فرجه الشريف .

قال عليه السلام ( من اقر بجميع الائمة عليهم السلام وجحد المهدي كان كمن اقر بجميع الانبياء وجحد محمدا صلى الله عليه واله نبوته ) فقيل له يا بن رسول الله ممن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته ) المصدر كمال الدين .

فمن منطلق هذا الحديث نجد ان الامام الصادق عليه السلام يعطي اهمية كبيرة للإمام المهدي عليه السلام لغرض ترسيخ عقيدة الامام المهدي عليه السلام للأجيال مدى الحياة .

ثم يبين لنا الامام الصادق عليه السلام ان للإمام المهدي المنتظر عليه السلام غيبة طويلة كما في الحديث المذكور في كتاب اكمال الدين واتمام النعمة وهو :

(اما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل فيكم ما لله في ال محمد حاجة ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما )

وكما قال الامام الصادق عليه السلام لهاني التمار قال ( قال لي ابو عبد الله عليه السلام ( ان لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه )

فقد بين لنا الامام الصادق عليه السلام ان الغيبة طويلة وان هناك من الجهال والسفهاء من يشكون في غيبته فاراد لنا الامام الصادق عليه السلام ان ننتبه ولا نشك وان نكون من المنتظرين الموقنين .

كما بين لنا الامام الصادق عليه السلام مكانة الامام المهدي عليه السلام وعظمته عند اهل البيت عليهم السلام ففي الحديث عن كتاب الغيبة للنعماني عن خلاد بن قصار قال ( سئل ابو عبد الله عليه السلام هل ولد القائم قال لا ولو ادركته لخدمته ايام حياتي )

ايضاح – لخدمته يقصد بها أي ربيته واعنته.

وكذلك فان الامام الصادق عليه السلام اراد ان يبين ان غيبة الامام المهدي المنتظر عليه السلام هي من سنن الانبياء والصالحين .

كما في كتاب كمال الدين واتمام النعمة: عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن ابن البطائني عن أبيه، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن سنن الأنبياء عليهم السلام ما وقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال أبو بصير: فقلت له: يا بن رسول الله! ومن القائم منكم أهل البيت؟

فقال: يا ابا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عز وجل فيفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا تبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز وجل إلا عبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون.

بيان: القذة ريش السهم ومنه الحديث لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة أي كما يقدر كل واحدة منهما على قدر صاحبتها و تقطع، يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.

وقد ركز الامام الصادق عليه السلام في اعطاء الصورة الصحيحة للعقيدة المهدوية والتعريف بها من خلال ارتباط هذه العقيدة بالإمامة التي تبدأ بالنبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله وتنتهي بالإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه .

وقد عرف الامام الصادق عليه السلام بغيبة الامام المهدي وان غيبته طويلة وان يترك الانسان الشك كما في كتاب الغيبة للنعماني: ابن عقدة، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن عباس ابن هشام الناشري، عن عبد الله بن جبلة، عن فضيل الصائغ، عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا فقد الناس الامام مكثوا سبتا لا يدرون أيا من أي ثم يظهر الله لهم صاحبهم.

بيان –( سبتا ) المقصود دهرا

وقد حرص الامام الصادق عليه السلام على معالجة كل ما يثار من جدلية حول الامام المهدي المنتظر عليه السلام وغيبته رغم انه كان سابقا لأوانه ولم تكن قد حصلت الغيبة ولم يولد الامام بعد .