الأول من أيار…يوم الكرامة والعمل

: اعداد علي فاضل 2025-05-01 06:31

في الأول من أيار من كل عام تتجه أنظار العالم إلى شريحة واسعة من المجتمعات إنه “عيد العمال العالمي”، مناسبة دولية تحتفي بالجهود الجبارة التي يبذلها العاملون في مختلف القطاعات وتُعيد تسليط الضوء على حقوقهم وتطلعاتهم، وسط تطورات اقتصادية واجتماعية مستمرة.


اصل العيد

يعود أصل الاحتفال بعيد العمال إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين اندلعت حركة عمالية في مدينة شيكاغو عام 1886، مطالبة بتحديد يوم العمل بثماني ساعات فقط، في وقت كان فيه العمل يمتد لساعات طويلة دون ضمانات صحية أو حقوق قانونية. وقد واجهت هذه المطالبات قمعًا شديدًا، راح ضحيته عدد من العمال، غير أن دماءهم لم تذهب هدرًا، بل كانت الشرارة التي أطلقت واحدة من أقوى الحركات العمالية في التاريخ.

رسائل تضامن حول العالم

تشهد العديد من الدول في الأول من أيار فعاليات ومسيرات وندوات تُنظمها النقابات العمالية والجمعيات الحقوقية، للتأكيد على أهمية العدالة الاجتماعية وكرامة العمل. ففي الدول الصناعية، يتم التركيز على استحقاقات الأجور العادلة، وظروف العمل الآمنة، ومواجهة التسريح التعسفي. أما في الدول النامية، فتأخذ المطالب طابعًا أكثر حدة، وسط تحديات الفقر، والبطالة، والانتهاكات المتكررة لحقوق العمال.

قضايا معاصرة على طاولة العمال

في ظل تسارع التكنولوجيا والتحول الرقمي، برزت تحديات جديدة أمام القوى العاملة، كأتمتة الوظائف، والعمل عن بُعد، والتفاوت في الأجور بين الجنسين. كما ازدادت الدعوات لإقرار قوانين تحمي العاملين في “الاقتصاد غير الرسمي”، الذين غالبًا ما يُستثنون من التغطيات الصحية والضمانات القانونية.

العمال في العالم العربي

في العالم العربي، لا تزال الطبقة العاملة تواجه الكثير من التحديات، أبرزها تدني الحد الأدنى للأجور، وساعات العمل الطويلة، وغياب التمثيل النقابي الفعّال في بعض الدول. ومع ذلك، تشهد بعض البلدان تحركات إيجابية باتجاه تحسين قوانين العمل وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية، لا سيما بعد جائحة كورونا التي أبرزت هشاشة أوضاع ملايين العمال.

العمل قيمة ومسؤولية

يُعد عيد العمال العالمي فرصة للتذكير بأن العمل ليس مجرد وسيلة للعيش، بل هو حق إنساني، وقيمة اجتماعية، ومسؤولية مشتركة بين الدولة وأصحاب العمل والمجتمع. كما أنه دعوة لمواصلة الكفاح من أجل أن تكون كرامة الإنسان العامل محفوظة في كل ميدان وكل مؤسسة.


في عالم تتغير فيه ظروف العمل بوتيرة متسارعة، يبقى عيد العمال محطة رمزية وعملية تؤكد أن العدالة الاجتماعية لا تُمنح، بل تُنتزع بالنضال، والتضامن، والإصلاحات. فتكريم العامل لا يكتمل إلا بإرساء بيئة عمل عادلة، آمنة، ومحفزة، تحفظ الحقوق وتصون الكرامة

العودة إلى الأعلى