العراق يعزز موقعه السياحي عالميًا: إنجازات دولية وخطط لتطوير المعالم الأثرية

في خطوة تعكس التوجه الجديد نحو النهوض بقطاع السياحة، حقق العراق إنجازًا مهمًا بفوزه بمنصب نائب رئيس لجنة الشرق ‏الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة‎ (UN Tourism). ‎هذا التقدم يؤكد الاعتراف الدولي بإمكانات العراق السياحية، ويمثل ‏دافعًا لمزيد من التطوير في هذا القطاع الحيوي‎.‎


دور السياحة في الرؤية الحكومية

أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة، عمر العلوي، أن هذا الفوز جاء بعد سنوات من التحديات التي أخرت حصول ‏العراق على استحقاقاته في هذا المجال. وأوضح أن الحكومة العراقية وضعت السياحة ضمن أولوياتها في المنهاج الحكومي، ‏بعد التركيز على الملفات الاقتصادية والخدمية. واليوم، تتجه الأنظار نحو السياحة كأحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي‎.‎

وأشار العلوي إلى أن اختيار بغداد كعاصمة السياحة العربية يشكل نقطة تحول للقطاع، لكنه شدد على أن تحقيق التأثير الفعلي ‏يتطلب خططًا متكاملة، تشمل تعزيز الاستثمار، استضافة الفعاليات الكبرى، وتنظيم مؤتمرات دولية، مثل اجتماع مجلس وزراء ‏السياحة العرب ومؤتمر‎ UN Tourism. ‎كما لفت إلى وجود شراكات مع المنظمة العربية للسياحة لتنفيذ مشاريع تنموية تدعم ‏السياحة الداخلية والخارجية‎.‎

تطوير المواقع الأثرية: عقرقوف نموذجًا

ضمن جهود تطوير القطاع، يجري العمل على تأهيل مدينة عقرقوف الأثرية، التي وصفها العلوي بأنها تمثل "قفزة نوعية" في ‏إعادة إحياء المواقع التاريخية. ويأتي هذا المشروع بتوجيه مباشر من رئيس الوزراء، حيث يشمل تحسين البنية التحتية وإضافة ‏مرافق خدمية لاستقبال الزوار‎.‎

وبيّن العلوي أن المشروع سيصبح نموذجًا يُعتمد عليه في تطوير مواقع أثرية أخرى، مشيدًا بتصميم المهندسة استبرق، التي ‏استطاعت المزج بين التراث والحداثة في التصاميم الجديدة، مع الحفاظ على هوية الزقورة الأصلية للموقع‎.‎

إحياء الرحلات المدرسية لتعزيز الوعي الأثري

من بين الخطوات الداعمة للسياحة الداخلية، أصدر رئيس الوزراء توجيهات إلى وزارة التربية لإعادة تنظيم الرحلات المدرسية ‏إلى المواقع الأثرية، بهدف تعزيز ارتباط الأجيال الشابة بتاريخ بلادهم. وأوضح العلوي أن هناك أكثر من 3000 مدرسة في ‏جانب الكرخ فقط، مما يعني إمكانية استقبال آلاف الطلاب سنويًا في هذه المواقع، ما يسهم في نشر الوعي الأثري وتعزيز ‏الهوية الثقافية‎.‎

ولضمان نجاح هذا المشروع، أكد العلوي ضرورة توفير مرافق خدمية متكاملة تشمل مساحات للراحة، مسارات خاصة لذوي ‏الاحتياجات الخاصة، وخدمات إرشادية، لافتًا إلى أن محافظة بغداد خصصت ميزانية لدعم هذه الخطط وتحويلها إلى واقع ‏ملموس‎.‎

السياحة ركيزة اقتصادية واعدة

في ختام حديثه، شدد العلوي على أن السياحة لم تعد مجرد ملف ثانوي، بل باتت عنصرًا أساسيًا في رؤية الحكومة للتنمية ‏المستدامة. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل القطاع، حيث تواصل الحكومة العمل على تعزيز أعداد السياح، ودعم الاستثمار ‏السياحي، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي‎.‎

بهذه الإنجازات، يواصل العراق خطواته نحو إعادة إحياء تراثه العريق وتحويله إلى رافد اقتصادي قوي، يعزز التنمية ويدعم ‏رؤية البلاد لمستقبل أكثر ازدهارًا في المجال السياحي.‏

العودة إلى الأعلى