مسابقة اقرأ الوطنية.. غرس ثقافة القراءة لدى الاجيال
من اجل صناعة ظاهرة ثقافية واعية ولإبراز اهمية القراءة وتطبيقها في الحياة الواقعية وغرس الثقافة الفكرية لدى الاجيال ارتأت العتبة الحسينية المقدسة متمثلة بقسم تطوير الموارد البشرية بالتعاون مع وزراتي التربية والتعليم العالي بإطلاق المسابقة الوطنية الكبرى للقراءة التي اتخذت شعار "أمة تقرأ" على مستوى طلبة المدارس والجامعات العراقية .
إطلاق المسابقة الوطنية وأهميتها
وبصدد ماهية المسابقة واهميتها قال محمد حمزة الكناني رئيس القسم ان "فكرة المسابقة الوطنية تم طرحها وعلى أثرها صدر توجيه من الإدارة العليا للعتبة الحسينية بإطلاق مسابقة وطنية تستهدف الجيل الناشئ في الدراسة، أي الطلاب وجاء ذلك بتكليف مباشر من الإدارة العليا، وبإشراف سماحة المتولي الشرعي، الذي أكد على أهمية غرس الثقافة والفكر والتحصين الفكري لدى الشباب، باعتبارهم عماد المستقبل".
واضاف ان "المسابقة الوطنية الفكرية والثقافية انطلقت في عامها الأول، عام 2024، كمشروع وطني ثقافي تنافسي مستدام، يهدف إلى توجيه الأفراد نحو القراءة الإبداعية والناقدة، إذ نسعى إلى تعليم الطالب كيفية التفكير بصوت عالٍ، وتطبيق ما يقرأه على أرض الواقع. وكما أوضحت الإدارة العليا، فإن الكتب ليست مجرد كلمات تُقرأ، بل هي أدوات قابلة للتطبيق في الحياة، فالحياة متغيرة والكتب تتحدث باستمرار".
وبين الكناني ان "مشروع القراءة ليس وليد الصدفة، بل هو من الأدوات الأساسية التي تنمّي الإبداع والخيال والابتكار، وتساهم في تطوير الفكر وتجديده. ومن هذا المنطلق، جاءت الفكرة بأن تكون المسابقة موجهة للفئة العمرية 10-18 سنة، باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المستقبل. فحين نبدأ من هذه الفئة العمرية، نساعدهم على النضج الفكري، بحيث يصبح الطفل بعمر 10 سنوات قادرا على القراءة والفهم، ومن ثم التطبيق العملي لما تعلمه."
آلية التسجيل وتنظيم المسابقة
وأوضح رئيس القسم ان "المسابقة في عام 2024، اقتصرت المشاركة على وزارة التربية فقط، وتم تعميم رابط إلكتروني يضم جميع تفاصيل المسابقة، مثل بيانات المدارس والتربيات وأرقام الهواتف. وتم تطوير نظام إلكتروني متكامل يُسهّل عملية التسجيل والمشاركة، بحيث يُحوَّل المشترك مباشرة إلى بوت خاص على "تليجرام"، حيث يمكنه الاطلاع على تفاصيل المسابقة وتحميل الكتب المطلوبة بسهولة، دون الحاجة لأي تعامل ورقي".
وتابع حديثه "أعطينا المشاركين حرية الاختيار مع مراعاة التزاماتهم الدراسية، فحددنا لهم 10 محاور يمكنهم اختيار 5 منها. في العام الماضي، كان الاشتراك يتطلب قراءة 3 كتب لكل محور، ولكن هذا العام خفّفنا المتطلبات، مما أدى إلى زيادة الإقبال على المسابقة".
تزايد الإقبال على المسابقة
واكد الكناني ان "في العام الماضي، وخلال فترة وجيزة، وصل عدد المشاركين إلى 6,540 طالبا أما هذا العام، ومع إدخال فئة التعليم العالي، فقد شهدت المسابقة نجاحا كبيرا إذ بلغ عدد المشاركين خلال شهر واحد فقط 7,500 إلى 8,000 مشارك رسمي بينما وصل عدد المسجلين على الموقع إلى 40,000 شخص مما يشير إلى اهتمام واسع بالمسابقة".
واشار الى ان "نتيجة لهذا النجاح، تم التوسع في الجوائز، حيث تم تخصيص 20 مليون دينار للفائز الأول، و15 مليونا للثاني، و13 مليونا للثالث كما تم تكريم المدارس الثلاث الأولى التي شاركت بأعلى نسبة طلاب، وكذلك التربيات الأكثر مشاركة".
وواصل حديثه "أما على مستوى الجامعات (الفئة العمرية 18-24 سنة)، فقد تم تقسيم الجوائز بنفس قيمة جوائز وزارة التربية، حيث حصل الأول في كل جامعة على 20 مليون دينار، إلى جانب تكريم الفائزين بالمراكز الثانية والثالثة".
مسابقة دولية في المستقبل
ولفت رئيس القسم الى ان "مع استمرار النجاح، وتزايد عدد المشاركين، فإننا نتطلع إلى تثبيت المسابقة كمشروع سنوي، بحيث تستمر لموسم ثالث، بل ونسعى إلى تحويلها إلى مسابقة إقليمية أو دولية في المستقبل، إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، وهذه المسابقة ستكون في المستقبل القريب ناتجا وطنيا ثابتا من الناحية الفكرية، حيث ستغذي الطالب بمعلومات رصينة حقيقية، تحصنه من الغزو الفكري المحيط بالأمة العربية بشكل عام، وليس فقط الأمة العراقية. في الوقت نفسه، ستساعد المسابقة في إعداد القارئ والطالب العراقي للمشاركة في المسابقات الدولية، بحيث يمتلك قاعدة أساسية تؤهله لخوض المنافسات العالمية، ونحن نحرص على الرصانة في جميع مراحل المسابقة، بدءا من قراءة الكتب، مرورا بالاختبارات الأولية، وانتهاءً بالاختبارات النهائية."
وتابع قوله "نحن نطمح إلى توسيع نطاق هذه المسابقة، بحيث تشمل الثقافة العامة بجميع جوانبها. فكما يقال: "خذ من كل علم غرفة"، حيث نرى أن بعض الأشخاص يختصون في مجال واحد دون التطرق إلى معارف وعلوم أخرى. غايتنا اليوم هي تنمية وتثقيف الطالب، وزيادة قدرته على استيعاب مختلف العلوم الأخرى الثقافة العامة تعني الاطلاع على مختلف المجالات التي تهم الشخص. وهنا، نحن لا نفرض أي خيارات، بل نقدم مجموعة واسعة من المحاور، ليختار منها المشارك ما يتناسب مع اهتماماته وتخصصه".
محاور المسابقة
ونوه الكناني الى ان "المحاور الخمسة التي اختيرت لهذا العام في النسخة الثانية ستكون ضمن حرية اختيار الطالب بحيث يكون الاختيار 5 محاور من أصل عشرة ، وكل محور يتضمن كتابين، باستثناء الأدب العربي والخطابة، حيث يُلزم المشارك باختيار خطبة واحدة من بين خطبتين. نحن نحدد المحاور في النسخة الأولى، ثم نحدد ما تمت إضافته أو تغييره في النسخة الثانية، في النسخة الأولى للعام الماضي، كان لدينا محاور مثل الإدارة، الفكر، الأخلاق، الذكاء الاصطناعي، التنوع البشري، الاجتماعيات، والعلوم، ولدينا القرآن الكريم، النطق، الأخلاق، والفكر الإسلامي، وهي عناصر ضرورية لحصانة الشباب فكريا، كما أننا نؤمن بأهمية هذه العلوم، فبغض النظر عن التخصص، لا يمكن الاستغناء عنها، فمثلًا، على كل شخص، مهما كان تخصصه، أن يحفظ جزءا من القرآن، ويتعلم الفكر الإسلامي، ويأخذ جزءا من المنطق ليكتسب مهارات التفكير السليم."
وواصل قائلاً "أما محور الرياضيات، فقد تم التعامل معه بشكل خاص، حيث أُدرج ضمن العلوم العامة ولم يكن محصورا بمسابقة مستقلة كما أضفنا مع اللغة العربية فقرة الخطابة التي أصبحت مطلوبة، وأيضا أضفنا منهج المنطق، بالنسبة للغة العربية، فالمقصود بها الأدب العربي، وليس القواعد، وذلك بهدف إثراء الثقافة العامة للمتسابق، كما أن الكتب التي اعتمدناها ذات توجه عام، ولا تمس أو تخدش أي قيم، فهي واضحة في مضمونها وأهدافها، وتخدم الجميع بشكل متكامل".
التصفيات واختيار الفائزين
وافاد رئيس القسم ان "بسبب الإقبال الكبير على المسابقة، بات من الضروري إجراء تصفيات أولية في المدارس، ومن ثم اختيار الأوائل للمشاركة على مستوى التربيات، لضمان جودة المسابقة والتأكد من مشاركة أفضل العقول فيها لقد حددنا مواعيد الاختبارات الأولية من 6 إلى 15 أبريل، أي مباشرة بعد شهر رمضان. وكما أخبرتك سابقا، قمنا بتغيير بعض المحاور هذا العام، حيث طلبنا منهم خمسة محاور، ولكن في كل محور أدرجنا ثلاثة كتب. في العام الماضي، كانت هناك ثلاثة كتب إلزامية، أما هذا العام فقد أصبحت كتابين فقط، باستثناء محور الأدب العربي، حيث يجب على المشارك اختيار كتابين بالإضافة إلى خطبة واحدة. وهكذا، أصبح لدينا بالمجمل عشرة كتب وخطبة واحدة، في حين أن العام الماضي كان هناك 15 كتابا إلزاميا".
وختم الكناني حديثه "بالنسبة للاختبارات النهائية، فسيتم اختيار المشاركين من كل تربية ومن كل جامعة، وسيتم إجراء الاختبار الأول في الجامعات الرئيسية، مثل بغداد والمستنصرية. بعد ذلك، سيتم اختيار الثلاثة الأوائل من كل جامعة، كما سيتم اختيار ثلاثة من كل تربية، ليصلوا إلى التصفيات النهائية التي ستُقام من 11 إلى 17 ربيع الأول، وسيتم تصفية المتنافسين تدريجيا، حيث سيتم تصفية الثلاثة الأوائل من كل تربية وجامعة، ثم تصفية الأول من كل مجموعة، وصولًا إلى المرحلة النهائية".