تنوعت المبادرات التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة من اجل تقديم مختلف الخدمات للمواطنين والزائرين وبخاصة في المجال الطبي الذي بات يعاني من مشاكل عديدة القت بظلالها على المواطنين بشكل عام وعلى ذوي الدخول المحدودة بشكل خاص الأمر الذي دفع العتبة المقدسة لتتبنى نهجا يرفع عن كاهل المواطنين بعضا من معاناتهم.

 ومن بين تلك المبادرات المهمة جاءت مبادرة (النبأ والمراد) الطبية الخاصة بأمراض العيون التي اطلقها مركز السيدة زينب عليها السلام بالتعاون مع مجموعة الميثاق الطبية التطوعية ومديرية صحة كربلاء، ولتفاصيل أكثر عن هذه المبادرة قامت وكالة كربلاء الآن بإجراء هذا التحقيق.

انطلاق المبادرة

لتفاصيل اكثر عن المبادرة قال الدكتور عدي السلامي مدير مركز السيدة زينب الكبرى أن" المبادرة جاءت بتوجيه من قبل ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي فاطلقناها واستمرت 12 يوم, بالتزام مع ذكرى ولادة الإمامين علي امير المؤمنين ومحمد الجواد (عليهما السلام) وقد شارك فيها أطباء اختصاص في جراحة العيون وكوادر أجنبية من عدة دول)"..

وبخصوص ما تضمنته المبادرة ذكر أن " المبادرة تضمنت سعر تذكرة الدخول و زيارة الطبيب وكل التداخلات في الاستشارية وفحص العيون بجميع اجهزة المركز، كقوة النظر، وفحص الشبكية، وضغط العين، وكل الفحوصات الاخرى، و الفحوصات المختبرية كانت مجانا، مبينا ان " العمليات الجراحية كانت أجور الجراحين فيها مجانا أما تكلفة المستلزمات الطبية، و العدسات المزروعة في الجسم وغيرها فكانت بأسعار مخفضة جدا تدفع من قبل المريض ".

احصائية

وفي السياق ذاته تحدث الدكتور عدي السلامي مدير مركز السيدة زينب الكبرى " ان احصائية المبادرة استقبل أكثر من (2250) مراجعًا, وأن عدد العمليات الجراحية التي أُجريت بلغ أكثر من (483) عملية بينما تجاوز عدد الفحوصات التي تم إجراؤها للمرضى (2650) فحصًا.

الاطباء ..دور ومشاعر في رعاية المرضى

من جانبها قالت مسؤولة مجموعة الميثاق الطبية الدكتورة زهراء من دولة عمان أن "المبادرة استهدفت فئة من المحتاجين والأيتام والفقراء من عدة محافظات، وكذلك من خارج العراق من دول مختلفة, واعتبره شرفا لي ولزملائي في خدمة زوار سيد الشهداء عليه السلام وضمت المبادرة فريقا متكاملا من عدة دول مختلفة من ضمنها باكستان البحرين والكويت، ودول أخرى" مشيرة أن " عدد الأطباء من تلك الدول بلغ 32 طبيبا منهم بروفسور واستشاريين وجراحين كبار, بالإضافة إلى فريق تمريضي بعدد ثلاثة عشر فريقا قاموا باسناد الأطباء الجراحين في العمليات الجراحية. "

وعن مشاعر الاطباء حول مساهمتهم في المبادرة قال الدكتور عبد الستار اختصاص طب عيون من باكستان" إنه سعيد وممتن لهذه المبادرة وعلى دعوة العتبة الحسينية المقدسة لأخدم زائري الامام الحسين عليه السلام وانا فخور جدا لأقدم كل ما بوسعي من اجل المرضى وعلاجهم ضمن هذه المبادرة المجانية ونقدم شكرنا وتقديرنا الى هيئة الصحة في العتبة الحسينية المقدسة على رعاية المرضى وتقديم افضل الخدمات لهم عبر هذه المبادرة وغير المبادرة وسأسعى للقدوم بالسنوات القادمة لخدمة الزائرين والعوائل المتعففة وغيرها في المراكز التابع للعتبة الحسينية المقدسة".

فيمال تحدث الدكتور جمال بهبهاني من دولة الكويت قائلا " تشرفت بأن أكون من خدام زوار ومرضى وأيتام خدمة اهل البيت عليهم السلام وهذه هي المرة الثانية لاشارك فيها وهذا شرف عظيم وكبير لي ونتمنى أن نخدم أكثر ولكن حسب ملاحظتي فإن المكان لا يسع لأعداد كبيرة وانا اشد على ايدي الادارة ان توسع المكان وتعطي وقتا اكثر لنقدم خدمة وعلاجا لجميع من هم يحتاجون لخدماتنا وكلي فخر وسعيد جدا ان اعمل تحت ادارة العتبات المقدسة واعتبرها خدمة مقدسة شكري وتقديري الى العتبة وادارة المركز ومجموعة الميثاق التي اختارتنا ضمن الفريق الذي يخدم العراقيين ".

مواطنون تلقوا العلاج

المواطن حسين جويد من محافظة البصرة قدم" أسمى آيات الشكر والعرفان إلى إدارة العتبة الحسينية المقدسة والقائمين على مبادرة "النّبأ والمراد" الطبية المجانية، وبفضل الله ثم بفضل جهودكم المباركة، تلقيت العلاج اللازم في المركز وتمت متابعة حالتي الصحية بأعلى مستوى من الاحترافية والرحمة, وهذا العمل الإنساني النبيل عكس حرصكم الكبير على تخفيف معاناة المرضى ومساعدة المحتاجين, فجزى الله جميع العاملين والمتطوعين خير الجزاء، وجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم" .

وتحدث فلاح حسن من محافظة ذي قار قائلا أن" ما ميز علاجهم هو الطيبة والإنسانية ولا يسعني الا أن اشكر العتبة الحسينية المقدسة وإدارتها, وبحمد الله أصبحت حالتي نحو الافضل ونشكر الكوادر الطبية في المركز والمتطوعين من داخل وخارج العراق على تقديم الخدمات مجانا دون تعب او ملل".

واوضح أن" هناك بعض الصعوبات كوننا نحن من الجنوب ككثرة المراجعين والانتظار لساعات طوال حتى يصلنا الدور اما عن الفحوصات والعلاج فالكادر الطبي متعاون جدا وهم حقا سفراء الانسانية ويقدمون ما بوسعهم من اجل اخراج المريض بمعنوية عالية".

أما والد الطفل حسين علي من اهالي بابل فتقدم بالشكر والعرفان " لكل من أسهم وأبدى استعداده لعلاج ابنه البالغ من العمر 13 سنة ، وقد بدأ بالتحسن خلال علاجه على ايدي الاطباء المتميزين ، وهذا بحد ذاته يعد راحة نفسية للمريض والأهل الذين لم تساعدهم ظروف الحياة في العلاج, منوها الى أن" هذه المبادرات التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة والمستشفيات التابعة لها ما هي إلا تعبير عن الإنسانية التي تحملها إدارة العتبة والملاكات الطبية تجاه المرضى دون استثناء".

العتبة تقدم شكرها

فيما قدمت العتبة الحسينية المقدسة في ختام المبادرة شكرها وثناءها لكل من ساهم فيها بحسب ما ذكره نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الدكتور علاء ضياء الدين قائلا" نحن ممتنون منهم على هذا الجهد الكريم ولا بد أن نشكرهم، وإن شاء الله مكافأتهم الكبرى من سيد الشهداء (عليه السلام), حيث نجد مجموعة الميثاق الطبية التطوعية الرائعة وهي دائما متواصلة في زيارة مدينة كربلاء المقدسة وتقدم خدمات مجانية لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) وأهالي كربلاء" .

واضاف أن" أغلب القادمين ضمن هذه المجموعة هم من الأطباء أصحاب الشهادات المرموقة وأصحاب أعمال كثيرة ولكنهم تركوا أعمالهم ووظفوا انفسهم في خدمة زوار الحسين (عليه السلام) لمدة أسبوع أو عشرة أيام. "