الكيان الصهيوني وافتعال الأزمات في الشرق الأوسط

: عباس الطائي 2024-12-04 10:22

ان عملية افتعال الازمات الداخلية في منطقة الشرق الأوسط لها مآرب متعددة حيث تتجه السياسة الامريكية والاسرائيلية على اشغال الشرق الأوسط بحروب عبثية هدفها الأساس إنهاء المقاومة الإسلامية ضد العدو الاوحد للشعوب الإسلامية والعربية على حد سواء الا وهو الكيان الغاصب الذي لا يعترف بمواثيق سماوية ودنيوية.

 ولعل أهم الأسباب التي أدت الى افتعال الازمات المزيفة في الشرق الاوسط هي التغطية على الأزمات الداخلية التي واجهها الكيان جراء الضربات الموجعة التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية واللبنانية.

ففي غضون عام واحد خسر الكيان أهم ما كان يسعى اليه لسنوات طويلة ألا وهو التطبيع وتغيير بوصلة الفكر العربي وإحداث السلام المزيف، لكن أحداث طوفان الأقصى أعاد الكيان الغاصب الى الصفر ليواجه بعد ذلك محورا من مقاومة فلسطينية ومناصرة لبنانية وأخرى يمنية وأخرى عراقية.  

إذن ليس مستغربا أن يسعى الكيان الصهيوني الى افتعال الأزمات المزيفة للخروج من أزماته وفشله على اقل تقدير أمام بعض جماهيره الناقمة عليه نتيجة سياساته الهوجاء في المنطقة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل وإشعال فتائل الحروب الداخلية في الدول التي تتقاطع معها وتشكل خطرا عليها وعلى وجودها وأهدافها العقائدية والسياسية والاقتصادية على حد سواء.

والعجيب أن كل هذا الخداع وأثاره التدميرية المهولة لم يحرك الضمير الإنساني وبخاصة لدى  الأنظمة الأوربية التي تتبجح برعايتها للقيم الإنسانية في العالم، بينما تغض الطرف وتصم الاذان وتعمى الاعين عن صرخات المظلومين في العالم.

ان ما يحدث الان في سوريا واشغالهم بحرب داخلية عبثية ليس لها إلا تبرير واحد هو توجيه الرأي العالمي نحو هذه الازمة الجديدة وارتكاب مجازر في فلسطين وابادة غزة ومقاومتها ومن ثم التفرغ الى سوريا المنهكة من الحروب الداخلية ولربما الذي يليها العراق من خلال افتعال الازمات الداخلية تارة عن طريق الخلايا الارهابية النائمة وتارة افتعال أزمات سياسية داخلية خاصة مع وجود التوابع الحاضنة لتلك الأجندات.


العودة إلى الأعلى