إسرائيل مهدت الطريق لعودة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط

في السابع من أكتوبر عام 2023 تلقت إسرائيل اكبر ضربة عسكرية واستراتيجية مؤلمة في تاريخها عندما بادرت المقاومة الفلسطينية بعملية استباقية داخل الأراضي المحتلة بعملية نوعية ومحكمة أطلقت عليها اسم طوفان الأقصى.

وتمكنت المقاومة خلالها من كسر الصورة النمطية للكيان والتي كان يصورها للمنطقة والعالم طيلة السنوات الماضية على انه يمتلك جيشا ومنظومات دفاعية لا تقهر حيث تلاشت هذه الصورة مع ساعات الصباح الأولى لصبيحة يوم السبت السابع من أكتوبر على ايدي المقاومين الذين اخترقوا التحصينات والدفاعات والمعسكرات بصورة أصابت العالم بالذهول وجعلت الاحتلال وحكومته في حالة من الصدمة ومحاولة استيعاب ما حدث غير أنهم أصبحوا أمام الأمر الواقع عندما فقدوا قوة الردع التي كانوا يتباهون بها أمام العالم.

وبعد عدة محاولات للقضاء على المقاومة توعد قادة الكيان أمام مسمع ومرأى العالم بأنهم سيقضون على المقاومة الفلسطينية والى الأبد إلا أن طموحاتهم كانت اكبر مما كانوا يتصورون فقد وقف المقاومون أمام الآلة العسكرية والترسانة الممتلئة بالقذائف الدقيقة والصواريخ الذكية التي تزن الأطنان ببنادقهم البسيطة ومعدات يصنعونها في غرفهم وقفوا بوجه هذا الكيان الذي فقد كل امتيازاته الحصينة.

وبعد عجزهم عن تحقيق أي هدف يذكر شرع الكيان باستهداف المدنيين رجالا ونساء وأطفالا وبطرق وحشية يندى لها جبين الإنسانية فارتكب آلاف المجازر ومسحوا الأرض بمن فيها في عدد كبير من المناطق الفلسطينية فما كان من المقاومين الا الصمود والثبات وبعد عدة أسابيع ازداد حجم المجازر بحق العزل والمدنيين الفلسطينيين والعالم يرى ويسمع ويغض النظر دون أي تدخل او محاولة لوقف العدوان الهمجي.

 فما كان إلا للبنان وشعبها والمقاومين فيها ان يتدخلوا ويمدوا يد العون لأهلهم الفلسطينيين من خلال فتح جبهة الإسناد في الجنوب اللبناني والتي شغلت وأنهكت الكيان وأزالت بعضا من الضغط على المقاومين الفلسطينيين.

واستمرت هذه الجبهة بالعمل على وتيرة متصاعدة على الكيان المجرم فيما رد الكيان بنفس طريقته المعتادة وهي استهداف العزل والمدنيين في جنوب لبنان الذي أصبحت مقاومته شديدة وصواريخه تهز مستعمرات ومغتصبات وأركان الكيان الغاصب واستمر الحال على ما هو عليه طيلة عام كامل حتى بات الاحتلال منهكا ومدمرا وقد أضاع البوصلة في عديد من المواقف والفترات بسبب الضغط عليه من عدة جهات ولم يكن يحقق أي تقدم أو مكسب عسكري في لبنان او فلسطين.

لقد كان الاحتلال على شفا انهيار اجتماعي وسياسي واقتصادي بسبب الجبهات المتعددة والضغط العسكري الرهيب وعند شعوره بالإفلاس عسكريا ولم تعد خطط استهداف المدنيين تجدي نفعا، قام الكيان بالإعلان عن هدنة حتى يتمكن من جر أنفاسه التي وصلت الى أن تقطع في اللحظات الأخيرة.

وبعد يوم واحد من إعلان الهدنة أوعز الاحتلال الى مرتزقته وصنيعته في سوريا بالخروج الى العلن والاعلان عن عودة للنصرة وداعش والقاعدة ومن لف لفهم من تنظيمات إرهابية كانت في السابق تدعي الإسلام إلا أن قصر الوقت المتبقي للاحتلال من الهدنة والخسائر الفادحة والجسمية التي لقيها عسكريا أجبرته على كشف هذه الورقة "ورقة" الإرهاب بصورة متسرعة ومكشوفة بسبب الهستيريا التي يعيشها والتي أفقدته توازنه الذي كان مختلا من الأساس.

إن هذه الجماعات الإرهابية توحدت وفي ليلة وضحاها وعلى مختلف تسمياتها وتعدد راياتها تحت لواء واحد وقيادة خفية واحدة متجهزة لنشر الفوضى وإشعال فتيل حرب للتخفيف عن الكيان الصهيوني تحت عدة مسميات زائفة وأوهام ساذجة باتت مكشوفة للقاصي والداني ولم تعد تنطلي على أحد إلا هم وأسيادهم الذين حركوهم، وسوف يتخلون عنهم عما قريب مثلما تخلوا عنهم وخذلوهم في الماضي.  

 


العودة إلى الأعلى