1007 ــ السيد حسين محمد تقي بحر العلوم (1348 ــ 1422 هـ / 1928 ــ 2001 م)
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (54) بيتاً:
بُعثَ النبــــــــــيُّ بمكةٍ لرسالةٍ سمحاءَ طبَّقتِ الوجودَ مراصدا
وبُعثتَ أنتَ بـ (كربلاءَ) لثورةٍ بنَّاءةٍ شـــــأتِ العقولَ لها مدى
فكلاكُــما أعطى الرسالةَ حقَّها ذا بــــادئاً فيـــــــها وهذا عائدا
الشاعر
السيد حسين بن محمد تقي بن حسن بن إبراهيم بن حسين بن رضا بحر العلوم الطباطبائي.عالم شاعر. ولد في النجف سنة 1348 ونشأ بها على والده العالم السيد محمد تقي بحر العلوم. دخل مدرسة «منتدى النشر» سنة 1358 وقرأ فيها مقدماته العلمية والأدبية على الشيخ علي ثامر والشيخ محمد الشريعة والشيخ محمد تقي الإيرواني والشيخ حسين زاير ادهام والشيخ محمد رضا كاشف الغطاء العامري والشيخ محمد رضا المظفر.
ثم قرأ سطوحه فقهاً وأصولاً على الشيخ محمد تقي الجواهري والشيخ أبي القاسم الطهراني والسيد محمد الروحاني والشيخ محمد أمين زين الدين والشيخ مجتبى اللنگراني والشيخ عيسى الطرفي والشيخ علي الفلسفي والسيد أحمد الأشكوري والميرزا حسن اليزدي والشيخ عبد الحسين الرشتي والشيخ محمد طاهر آل راضي.
وحضر الأبحاث العالية على السيد حسن البجنوردي والشيخ باقر الزنجاني والسيد أبي القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم ووالده حتّى تخرج عليهم.
أسس (مكتبة العلمين: الطوسي وبحر العلوم) العامة في جامع الطوسي بالنجف الأشرف
صار إمام الجماعة بمكان والده بجامع «الشيخ الطوسي» ومدرساً لجمع من الطلاب وطبع رسالته العملية.
نظم الشعر وأبدع فيه وبز أقرانه وله شاعرية فياضة.
مؤلفاته: وجيزة الأحكام رسالته العملية / الجهاد في الإسلام / زورق الخيال ديوان شعره / تلخيص الشافي للطوسي 1 ــ 4 / الفوائد الرجالية - رجال بحر العلوم – 1 ــ 4 / مقتل الحسين عليه السلام لوالده / شرح تبصرة العلامة الحلي / تقريرات الأصول من بحث الخوئي / شرح منظومة السيد مهدي بحر العلوم / تعليقة على شرح التجريد / أدب الطف / جعفر الطيار / رياض وجميلة مسرحية شعرية / شرح ديوان السيد بحر العلوم / شرح ديوان السيد حسين بحر العلوم / شرح ديوان السيد إبراهيم الطباطبائي.
قال من قصيدته الدالية التي تبلغ (54) بيتاً:
قدّستُ مجـــــــدَكَ عبقريــــــــاً خـالدا أن يستطــــيبَ إلى الفــــناءِ موائدا
قدّســــــــتُ روحَكَ وهيَ روحُ مـحمدٍ أن لا تــكــون إلى الخلودِ روافــدا
قدّستُ ذاتَكَ أن يـــــــــــروَّعَ طـهرَها زيغُ الضــــميرِ مبادئاً وعقــــــائدا
فلأنتَ للإســــــــــــــــلامِ ســرُّ خلودِه لولا جهــــادُكَ عاد ذكــــــراً بائدا
ولأنتَ تبيـــانُ الكــــــــتــابِ ولمْ يزلْ لولاكَ غـــامضُ ســــــرِّهِ مُتباعدا
واستيقظتْ بكَ مــِن رســــــــالةِ أحمدٍ روحٌ بــــروحِكَ قد نُحرتَ لها فدا
وبنيتَ ما هــــــــــــــــــــدَمَته آلُ أميةٍ مِــن دينِ جدِّكَ بــالسيوفِ قواعدا
وسقيتَ مِن دمِكَ المطهَّــرِ حـــــــــقلَه مُذ غــادرتــــه عِـداكَ جدباً هامدا
وجنيتَ منه مدى الحـــــــــيـــاةِ ثمارَه ذكــراً يعودُ إلى العصورِ كما بدا
بعثانِ للإسلامِ في وضحِ الـــــــــهدى يــتبــــــــاريانِ مصادراً ومواردا
بُعثَ النبـــــــــــيُّ بمـــــــــكةٍ لرسالةٍ سمحـاءَ طـبَّقتِ الــوجودَ مراصدا
وبُعثتَ أنـتَ بـ (كـــــــــربلاءَ) لثورةٍ بنَّاءةٍ شـــــــأتِ الــعقولَ لها مدى
فكلاكُـــما أعــــــــــطى الرسالةَ حقَّها ذا بــــــادئاً فيــــــــها وهذا عائدا
إيهـــاً أبـــــــــيُّ الضيمِ كمْ لكَ موقفٌ أمسى فما في كـــــــلِّ جيلٍ حامدا
يــــــــــومَ الطفــــــوفِ وأيِّ يومٍ مثله يزهو على جــيدِ الزمــــانِ قلائدا
ويُكلِّلُ التاريـــــــخَ مِن شــــــــــاراتِهِ غاراً تُرصِّــعُه الفتوحُ فرائـــــــدا
يومٌ صفعتَ به عــــــــــــدوَّكَ صفعةً حتى القيامــةِ لا يخفُّ لها صــدى
وكشفتَ أســــــــــــرارَ الخلودِ بثورةٍ تركتْ عـــروشَ الظالمينَ هوامدا
وخــــــــــططـتَ للثوَّارِ نهجاً لمْ يزلْ ثــــــــــرَّ الــعـطاءِ وللحقيقةِ رائدا
فحييــــــــــتَ والقرآنُ في أفقِ الهدى روحينِ ينــطلقـــــــانِ نوراً واحدا
وخلدتَ والإســـــــــــلامُ توأمَ روعةٍ جاءت عــلى يـدِها الفــتوحُ خوالدا
أأبا عـــــــــــــــليٍّ والسعادةُ أن أرى في الــوافدينَ على ضريحِكَ وافدا
وأطوفُ تطوافَ الخيـــــــــالِ بكعبةٍ هيَ مِــن وجـــودِكَ تستمدُّ لها جدا
إنّي ليغمرُني ضريحُكَ حـــــــــــافلاً بالزائــرينَ وبالمــــــــلائكِ حاشدا
قدسيةٌ يقفُ الخيــــــــــــــــالُ بجنبِها حيــرانَ والفكرُ المحــــــلِّقُ جامدا
فوقفتُ حيث شعاعُ قدسِكَ بانَ لـــــي قبــساً مِن الحرمِ المقدَّسِ صــاعدا
ومثلتُ بين يدي جلالِكَ خــــــــاشعاً مُتســــــــــائلاً أبغي الحقيقةَ جاهدا
مَن شدَّ هاتيكَ الزحــــــــــوفَ لتربةٍ شــمختْ فطاولتِ السماءَ معاهدا؟
مَن فجَّرَ الصحراءَ روضاً مُعـــشباً؟ مَن أمــطــرَ اليحمومَ عذباً باردا؟
مَن ذلكَ الملكُ الذي كمْ عـــــــــفَّرتْ بترابِــه هــــــــامُ الملوكِ مساجدا
فأجابني صوتُ الحقيـــــــقةِ صادعاً عــبرَ القرونِ ولــمْ يزلْ مُتصاعدا
هوَ يقظةُ الإسلامِ بعدَ رقـــــــــــودِهِ حيثُ استشاطَ دمــــاً ووعـــياً ناقدا
هوَ صقرُ آلِ محمدٍ مــــــــــِن بأسِهِ عـــــادتْ بغاثُ المــاردينَ شواردا
هوَ نخوةُ الحقِّ المُضـــامِ ومَن يمتْ في الحقِّ يمتلـــــــــكُ الحياةَ مقالدا
ولمستُ قبرَكَ يــــــــستفيضُ جلاله للاجئينَ مواهباً ومرافــــــــــــــــدا
فكأنَّه الركـــــــنُ الحطيمُ يفيضُ مِن لطفِ الإلهِ للامـــــــــــسيهِ مواردا
وشممتُ تربـــــــتَه الزكيَّةَ ضُمِّختْ بدمٍ يفــــــــــــوحُ مفاخراً ومحامدا
فكـــــــــــــأنني أستافُ قيحَ صديدِهِ أستــــــافُ مِن عُرفِ الولاءِ عقائدا
ومرغتُ خدّي بالدمـــــــــــاءِ تأسِّياً بممرغينَ دمِ الإباءِ أمـــــــــــــاجدا
الطالعينَ على السماءِ فــــــــــراقدا والجاثمينَ على الصعيــــــدِ أساودا
والمطعمينَ الموتَ غصَّــــةَ بأسِهمْ حين استجـــــــاشَ بوارقاً ورواعدا
والمصلتينَ صــــــــــــوارماً هندية تخــــــــذتْ رقابَ المارقينَ مغامدا
والمصـــــــدرينَ رماحـَهمْ وقسيِّهمْ في حيث مُشتَبـكِ الضلوعِ رواصدا
ونظرتُ في وسطِ الضريحِ فهالني إنّـــــي أرى صـورَ الجلالِ مشاهدا
جـــــــــــسداً بلا رأسٍ تُكلّله الظبا حُللاً وتـــــــــــمنحُه الرماحُ وسائدا
تتلاحمُ الطعــــــــــناتُ في أشلائهِ فتحيلُ أشباحَ الـــــــجراحِ لها سدى
فإذا بآلافِ الجراحِ بجـــــــــــسمِهِ تجري دماً فتخالُ جـــــــرحاً واحدا
وعلى كلاكلِ صدرِهِ مُتحطّـــــــماً طفلٌ تغذّيهِ السهامُ نواهـــــــــــــــدا
جفَّ الرضاعُ بأمِّه فحشــــــاهُ مِن لفــــــــــحِ الـهجيرِ يفحُّ جمراً واقدا
فاعتاضَ عن ثدي الحنـــــانِ بأمِّهِ بثُدى الســــــهامِ تفيضُ حتفاً واردا
وبجنبِهِ شبهُ النبيِّ مخضـــــــــبٌ بدمِ الشهادةِ حـــــــــينَ ثارَ مجاهدا
ماجَ الشبــــــــــابُ بهِ دماً وحميةً وزكا وليداً للجمالِ ووالــــــــــــــدا
فغدتْ بأسيافِ الـــعِدى ورماحِهمْ أشلاؤه فوقَ الصعيـــــــــــــدِ بدائدا
للهِ صبرُكَ يا حسيــــــنُ ولمْ تزلْ تمتدُّ منه التضحيــــــــــــاتُ روافدا
وقال من أخرى تبلغ (85) بيتاً:
أقعدَ الدهرَ بالأســـــــــى وأقاما مصرعٌ للحسينِ فيه تـــسامى
مصرعٌ طبَّقَ العــــــوالمَ رزءاً وتحدّى الأجيالَ والأعـــــواما
مصرعٌ أثكـــــــــلَ النبيَّ شجاهُ حيث لم يرعَ في بنيـــهِ ذِماما
مصرعٌ قد أقامَ للحقِّ ركـــــــناً مُذ أطاحَ الضلالَ منه الدعاما
وأعزَّ الإسلامَ حيـــــــــن أذلّتْ آلُ حربٍ بكفــــــرِها الإسلاما
وأبانَ الأحكامَ يـــــومَ أضاعتْ أمَّةُ الجهــــــــلِ للهدى أحكاما
وأنارَ العقــــــولَ رشداً وكانت تشتــكي منهمُ العمى والظلاما
وتعــــــــالى مجدُ الرشادِ بيومٍ شــــعَّ في مفرقِ الخلودِ وِساما
يومَ أضحى في المسلمينَ يزيدٌ هوَ حربُ الإسلامِ يُدعى إماما
وارتقى منبرَ النبــــــوَّةِ مَن قد جـحدَ الوحيَ واستحلَّ الحراما
سامَ رمزَ الإبا وصنـوَ المعالي أن يـــرى تحتَ حكمِه إرغاما
فأبى الحقُّ أن يمــــــدَّ إلى البا طلِ كفَّاً تجـــلُّ عن أن تُضاما