هدفها الأمة العربية ..حربٌ إعلامية صهيونية ناعمة

في خضم الأحداث المتسارعة والحرب الغير متكافئة على غزة ولبنان هناك حربٌ أخرى يخوضها الاحتلال الصهيوني عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال بث الأخبار المزيفة والتي من شأنها إرباك الناس وايهام البعض على أنها ذات مصادر صحيحة واعتماده سياسة فرق تسد من خلال بث التفرقة بين ابناء الدين الاسلامي.

الكيان الغاصب عمل عبر الفرقة 8200 التي أسسها نواتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي أثناء الانتداب البريطاني هذه الفرقة أخذت على عاتقها و عبر حسابات وهمية بث التفرقة والتناحر العنصري والطائفي بالإضافة إلى طرح مواضيع تاريخية جدلية عبر حسابات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي. ومعظم مجنديها يتحدثون اللغة العربية بالإضافة إلى الفارسية فهم يستهدفون الجماهير العربية واختراق المنظومات الإسلامية يجدر بنا الإشارة إلى إن هذه الفرقة لديها مهام أخرى بالإضافة إلى مهامها الأساسية وهي حماية الأمن السيبراني والتنصت على المكالمات الهاتفية واختراقها لمنظومات الكاميرات ولديها غير ذلك الكثير.. السيطرة الإلكترونية والإعلامية هذا ما يسعى له الكيان الغاصب ومن أجل ذلك جند الكثير من الصحفيين الأجانب والعرب، بل تعدى ذلك حتى أصبحت هناك وسائل إعلامية عربية من دول تدعي الاسلام تعمل على ضخ اخبار مزيفة واشاعات وتضليل للرأي العام تناصر جيش الإحتلال الإسرائيلي وتدعي ان المجازر المرتكبة في غزة ولبنان هي حرب دفاع عن النفس. 

 ولاريب ان احد أهم أدوات الحرب وسائل الإعلام المختلفة، وتوظيف الحرب النفسية عبر هذه الوسائل والتي تعد أشد خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة في التأثير على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم وعقولهم، إن الحرب الإعلامية الصهيونية تستهدف تمزيق وحدة أمتنا العربية لإضعافها ثم السيطرة عليها، والجنبة الأخرى من هذه الحرب تستهدف المساس بقدسية القضية الفلسطينية وشيطنة هذه القضية لإبعاد العرب عن أهم أولوياتهم في الصراع مع اسرائيل .

ان التصدي لهذه الحرب تتطلب من الجميع الحذر والمطالعة وعدم الانجرار وراء الأخبار المزيفة بالإضافة إلى اعتماد خطاب اعلامي معتدل ونبذ التفرقة والتناحر الطائفي لأنه يخدم العدو الاسرائيلي ولنعتبر من قول الله تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)).


العودة إلى الأعلى