نقيضان لا يجتمعان السلام والاستسلام

يبدو أن هناك معركة إعلامية باستخدام المصطلحات فبين مؤيد ومعارض لما يحصل في المنطقة من معارك يقودها الصهاينة ضد بعض الدول الإسلامية وما يرافقها من جرائم وابادة للأسف، هنا لابد لعموم المسلمين من الاحتكام لدستور المسلمين وهو منطلق المنطق القرآني باعتباره الحاكم للمسلمين، قال الله تعالى: ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ))

فشتان ما بين السلام والاستسلام ، فالسلام لا يكون إلا من قوة، أما الاستسلام فهو الخنوع والخضوع والذل والانكسار الذى لا يليق بالمسلمين الذين أعزهم الله بالإسلام، والمؤمن الشجاع واثق في ربه معتز بنفسه فخور بالانتماء لدينه ووطنه لا يقبل المهانة والمذلة فالسلام مع المسالم، والبطش بالمعادي المحارب، يقول الله تعالى: «فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ».

ولابد للمسلمين حكومات وشعوب ترك التهاون والتغاضي والحياد، بل يستوجب الدفاع عن اخوانهم كل من موقعه سواء بالكلمة او التظاهر او الدعم المعنوي أو المادي، انطلاقاً من المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية.

في الأعراف العسكرية يقال: إن مقصود الحرب تحريك السلام، فالطرف المتغطرس حين تكسر شوكته الحرب و ييأس من النصر لا يرى بدًّا من السلام، فيقبل حينئذ عقد الهدنة ويلجأ إلى التفاوض الذى يفضى غالبًا إلى السلام، بعد أن كان يأبى التفاوض والسلام ويتمسك بمنطق القوة والغطرسة، وتاريخ البشرية وما شهده من حروب قديماً وحديثاً يشهد لذلك، فما من حرب إلا كان في نهايتها سلام، أو كان السلام مُنهياً لها، مهما طال الزمن.  

 

فلا بد من القول إن منطق القوة الذي تستند إليها الحركة الصــهيونية وبطشها في لبنان وفلسطين ولربما الدور بباقي الدول يجب ان يحارب ويجابه وتقف الدول العربية والإسلامية بوجه اطماع الصـهيونية وبطشها حينها من الممكن ان يأتي السلام من منطق قوة وليس الاستسلام وهذا ما عمل عليه الشهيد المجاهد البطل حسن نصر الله حتى آخر لحظة من حياة بوجه الاستكبار العالمي لعلمه ووعيه بدور المقاومة في ارساء قواعد السلام ولإدراكه بأن العدو لا يفهم الا مبدأ القوة والحرب، وشواهد النضال والتحرر كثيرة.

 اختم بما قاله المجاهد عمر المختار حين قال "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك". 

العودة إلى الأعلى