ماهي اتفاقية الجزائر التي يسعى بزشكيان اليها ؟

في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً لإيران في يوليو/ تموز الماضي، وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في زيارة استمرت ليومين جرى من خلالها مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية والقضايا المشتركة بين البلدين ومن ضمنها ابرام عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإطلاق المشاريع المشتركة واعادة احياء ملف اتفاقية الجزائر

وقال رئيس تحرير موقع الدبلوماسية الإيرانية، في حديثه تابعته "وكالة كربلاء الدولية " إلى أن زيارة الرئيس الإيراني إلى البصرة هي أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى هذه المنطقة منذ عام 1979، بالتالي فإن هذه الزيارة "تحمل رسالة مهمة"، مشيراً إلى أن الزيارة ستشهد إجراء مباحثات مفصلة بشأن اتفاقية الجزائر المبرمة بين إيران والعراق عام 1975، بالنظر إلى استمرار الخلافات بشأنها.



وتعد اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، الموقعة في 6 مارس 1975 هي اتفاقية تاريخية حددت الحدود المشتركة بين البلدين ووضع أسس لحل النزاعات الحدودية التي استمرت لسنوات عديدة، وخاصة في منطقة شط العرب. هذه الاتفاقية تم التوصل إليها برعاية الرئيس الجزائري "هواري بومدين"أثناء قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الجزائر.


خلفية الاتفاقية:

نزاع شط العرب: كان الخلاف بين العراق وإيران على مجرى نهر شط العرب (المعروف أيضًا باسم "أرفاند رود" في إيران) سببًا رئيسيًا في التوترات بين البلدين. العراق كان يرى أن شط العرب ملك له، ويجب أن يبقى تحت سيادته، في حين كانت إيران تطالب بترسيم الحدود في وسط النهر.

  


أهم بنود الاتفاقية:

ترسيم الحدود في شط العرب: الاتفاقية أعطت إيران الحق في نصف شط العرب، مع تحديد الحدود وفقًا لمبدأ "خط الثالويغ" (الخط العميق في وسط النهر)، وهو ما شكل تنازلًا كبيرًا من الجانب العراقي.

  


التعاون المشترك وحل النزاعات سلمياً: الاتفاقية نصت على ضرورة احترام سيادة البلدين على أراضيهما، وحل أي نزاعات مستقبلية عبر الحوار الدبلوماسي، بدلًا من اللجوء إلى القوة العسكرية.


 تداعيات الاتفاقية:

الاتفاقية أدت إلى استقرار العلاقات بين العراق وإيران لفترة قصيرة. فقد توقف النزاع المسلح، وتعاونت الدولتان على ضبط الحدود.

  

أهمية الاتفاقية:

أهمية تاريخية: على الرغم من أن الاتفاقية لم تصمد طويلاً، إلا أنها كانت واحدة من المحاولات الرئيسية لإنهاء النزاع الطويل بين البلدين بالوسائل السلمية.


 الوضع الحالي:

بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، تم إعادة التأكيد على بعض بنود الاتفاقية ضمن اتفاقيات الهدنة، 


تظل اتفاقية الجزائر واحدة من أهم الوثائق الدبلوماسية في تاريخ العلاقات العراقية الإيرانية، حيث حاولت حل واحد من أقدم النزاعات الحدودية في المنطقة رغم استمرار بعض الخلافات بشأنها والتي وضعت على طاولة الحوار مؤخراً عند زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

العودة إلى الأعلى