إعلامية وباحثة مصرية: النهضة الحسينية تهدف إلى إيجاد هزة وجدانية لتوعية الأمة دينياً وسياسياً

ما مدى أهمية توظيف الإعلام والتواصل في تعزيز الرسالة الإسلامية، وفي نشر النهضة الحسينية وعولمتها؟ وما انطباعك عن مهرجان تراتيل سجادية الدولي؟ وهل نجح على مستوى التنظيم والتواصل مع الآخرين؟ وما مخرجات تواصل العتبة الحسينية المقدسة مع المؤسسات والشخصيات العالمية؟ أسئلة طرحتها وكالة كربلاء الدولية في حوارها مع الإعلامية المصرية الدكتورة هدير عبد العظيم.


ــ ما أهمية الإعلام والتواصل في المنظور الإسلامي؟

ــ قبل أكثر من أربعة عشر قرناً, قام النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في أوساط المجتمع مستخدماً منظومته الإعلامية التي تشتمل على العناصر الإخبارية والمواد الإعلامية, من قبيل: الإبلاغ والتبشير والإنذار والإخبار, ووسائل إعلامية أخرى من أهمها المنبر الخطابي, ولم يكن المنهج الإعلامي والديني للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مجرداً من الثقافة الايجابية المتمثلة في التخاطب الهادف والحوار المنطقي كأسلوب الوعظ والإرشاد والمجادلة الحسنة, و لذلك أثَّر في عقول الناس وحرك مشاعرهم نحو الدين الإسلامي.

ــ ما هي قراءتكم لأهمية الإعلام في نقل النهضة الحسينية وعولمتها؟

 ــ إن الحقيقة المبدئية والرسالية لنقل مظلومية الأئمة الأطهار عليهم السلام وخصوصا نهضة الإمام الحسين في عاشوراء تجعل من الإعلام ضرورة حيوية لا يمكن إغفالها، ذلك إن للإعلام والاتصال الجماهيري في النهضة الحسينية الأهمية البالغة والمكانة البارزة، فالنهضة الحسينية كانت حركة إصلاحية اجتماعية بامتياز، حيث كانت تهدف إلى إيجاد هزة وجدانية وعاطفية لتوعية الأمة دينياً وسياسياً، سيما أنّ الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ كان متيقناً من الشهادة وأنه سيلاقي ربه مظلوماً في هذا الطريق، لذا فقد لاقت واقعة عاشوراء من النبي الأكرم محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وآل البيت من بعده الاهتمام الإعلامي العريض حيث ثقف النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمته إعلامياً وعاطفياً لتقبل مبادئ نهضة الإمام الحسين ـ عليه السلام، لذلك لمنصات التواصل الاجتماعي دورا رئيساً في بناء الوعي، وصارت ركنا أساسيّاً للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم.

ــ ما انطباعكم عن الجلسات البحثية لمهرجان تراتيل سجادية؟

ــ تدور الجلسات البحثية حول حياة وأدوار الامام زين العابدين(عليه السلام) بمحاور متعددة من قبل باحثين واساتذة في الحوزة العلمية من داخل العراق وخارجهِ. ومن اهم هذه المحاور الصحيفة السجادية, وتعد الصحيفة السجادية أو (زبور آل محمد) إحدى المأثورات الخالدات لأهل البيت (عليهم السلام) وهي مجموعة من الأدعية المباركة وصلتنا عن طريق الإمام السجاد (عليه السلام) بسند صحيح وموثق, وأفضل تعبير عن أهمية الصحيفة السجادية ما كتبه الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في مقدمته للصحيفة ” أن الصحيفة السجادية تعبر عن عمل اجتماعي عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً ربانياً فريداً يضل على مر الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب وتظل الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمدي العلوي.

ــ ما مضمون مشاركتكم في مهرجان تراتيل وما تقييمك له؟ 

ــ للمرة الثانية علي التوالي اشارك في المهرجان، حيث انني قد شاركت أيضاً ببحث عن الامام السجاد في الموسم التاسع للمهرجان العام الماضي، وكان من دواعي سروري وسعادتي اني اشارك للمرة الثانية علي التوالي في الموسم العاشر للمهرجان, وقدمت بحث بعنوان : المنهج الأخلاقي في بناء المجتمع الإسلامي في سيرة وتراث الإمام السجاد والذي يهدف الى التعرف على سيرته وتراثه العلمي ودوره في بناء المجتمع الاسلامي وفلسفته في تربية الذات , داخل أوراق بحثي المتواضع أشرت الى قشور بسيطة من هذه العناصر والنقاط , ومن المهم التركيز على الهدف الأساسي من إقامة المهرجان الذي يدعو الي التذكير والتنبيه للدور الأساسي الذي يتميز به تراث الإمام السجاد (عليه السلام) في الفكر الإسلامي ومنهاجه العقائدي والفقهي والأخلاقي والاجتماعي، ودور هذا التراث في مسيرة الأمة الإسلامية لإصلاح أحوالها المختلفة.

مهرجان تراتيل سجادية الدولي حقق نجاحا ملموساً ومؤثراً وسط جموع المثقفين والكتاب والشعراء والباحثين وله صدى وتأثير دولي كبير على جميع الحضور باختلاف جنسياتهم وعقائدهم وثقافتهم، الجميع اجتمع تحت راية وعلم الإمام السجاد (عليه السلام) ، وانا اُشيد بالتنظيم الراقي والمميز للمهرجان والمشاركة العالمية، وأتمنى لهذا المهرجان الكبير النجاح و التوفيق في إصلاح الشؤون الانسانية والاسلامية وشعوب العالم، إذ لم تكن رسالة الامام السجاد (عليه السلام) العبادية والحقوقية حكرا على طائفة أو قومية دون أخرى، فهي رسالة إنسانية واجتماعية جامعة لكل الفضائل، فهي مستمدة من رسالة السماء".

ــ اقامة العتبة الحسينية المقدسة للمؤتمرات والتواصل مع الشخصيات العالمية الأكاديمية والإعلامية ، كيف تقيمون مخرجاتها وفاعليتها ؟ 

ــ يتجلى الهدف الأسمى لإقامة العتبة الحسينية المقدسة لمؤتمرات ومهرجانات عالمية دولية وبحضور مميز لشخصيات عالمية مؤثرة على اختلاف ثقافتهم إلى نشر الثقافة الإسلامية والحسينية الاصيلة، ومبادئ اهل البيت (عليهم السلام) والعمل على التعايش السلمي وتقبل الآخرين بمختلف آرائهم، إضافة الى تركيزها على جانب مهم وهو الانفتاح والاستفادة من الخبرات العالمية المتواجدة في المهرجانات والمؤتمرات التي تقام بالعتبة الحسينية, كذلك يأتي الهدف الثاني المتمثل في محاربة ومواجهة محاولات نشر الانحراف الأخلاقي الرامي الى بث الشبهات حول العقيدة الإسلامية, ولكي تستمر وتدوم الروح الحسينية لدى الامة يستدعي الوعي واليقظة والتنبه الذي يستدعي البصيرة والوجدان والضمير الحي بطبيعة المخاطر والاوضاع الثقافية والفكرية الاساسية التي ينشرها اعداء الدين واهل المطامع الدنيوية والتي يراد بها مسخ الهوية الثقافية الإسلامية لمنهج رسولنا الكريم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).

العودة إلى الأعلى