الفن الحسيني يجسد قضايا أهل البيت(عليهم السلام)

لقد أصبح الفن في عصرنا الحديث أداة مهمة لحفظ الأحداث وتصويرها بعيدا عن النمطية والتقليدية وذلك بإضافة السمات الروحية الى اللوحة لجعل مشهدها متكاملا ومؤثرا في المتلقي، ولذلك استقطبت العتبة الحسينية المقدسة مجموعة من الفنانين لتحويل المفاصل المهمة في حياة أهل البيت عليهم السلام بالدرجة الأولى الى لوحات فنية تتسم بالإبداع والحيوية والتأثير عبر تأسيس ما يسمى بشعبة الفن الحسيني.

الفنان حسن حمزة شاهر مسؤول شعبة الفن الحسيني التابعة لقسم متحف الإمام الحسين عليه السلام, في زيارة اجرتها وكالة كربلاء الدولية الى الشعبة للتعريف بها وبعملها , ذكر أن " الشعبة تأسست عام 2009 وبدأ العمل على ارض الواقع سنة 2010, وان فكرتها انطلقت على مبدأ البعد عن الصورة التقليدية كبقية المعارض او الفنون الأخرى, وان الغاية الرئيسية هي محاولة مجاراة ما حققه فنانو العالم في المتاحف العالمية في القضية الدينية حيث نلاحظ أن الأوربيين استطاعوا ان يجعلوا منظومة ضخمة جدا في تجسيد حياة المسيح منذ صغره ولغاية رفع الله تعالى له, وقد حضي الفن بعناية خاصة في دور العبادة, لذلك وجهنا عنايتنا الى المواضيع التي تخص سيرة أهل البيت عليهم السلام وفي بداية الأمر ركزنا على القضية الحسينية كونها حافلة بالأحداث عبر التاريخ".

وأضاف أن " كل الأعمال الفنية أنتجت على أيادي فنانين عراقيين، فالفنان العراقي مبدع ويمتلك مهارات متميزة , ولدينا رؤية تطوير العمل ليس فقط على المستوى المحلي وإنما على المستولي العالمي من خلال المشاركات الخارجية حيث شاركنا بمعارض عدة على المستوى المحلي وعلى مستوى الدول العربية والإقليمية, مشيرا الى أن" المشاركات قد تكون حسب الظروف والمناسبات والأحداث كأحداث داعش والحشد الشعبي التي أقمنا فيها عدة أعمال فنية ومعارض، وكذلك ما يعيشه الزائرون وتفاعلهم مع الزيارات المليونية فهذه الأعمال تكون إنسانية وتعبيرية وتتناول عدة قضايا فلسفية واجتماعية وثقافية فنطرحها بالمعارض والمشاركات الفنية".

وبين شاهر أن" الأولوية في عملنا تعطى الى الأعمال الحسينية وأهل البيت عليهم السلام والتي تجسد مفاصل مهمة من حياة المعصومين(عليهم السلام) وخصوصا الأحداث المشهورة في التاريخ, حيث أن العمل الفني يقوم باستقراء دقيق للتاريخ ومن ثم تأتي مخيلة الفنان كي يبلورها بأسلوبه الفني, مؤكدا أن" الأعمال تحاكي الكبير والصغير وثقافة المواطن العربي في قضية أهل البيت عليهم السلام فيكون العمل الفني غير معقد في أعلب الأحيان ويستطيع ان يقرأه المتلقي بغض النظر عن عمره وإن اغلب أعمالنا تحاكي جميع الشرائح دون استثناء".

وأوضح أن" بعض المعارض والمشاركات الخارجية تم فيها طرح أعمال حداثوية تشكيلية تجريبية لكن عملنا الرئيسي هو الفن الكلاسيكي ذي المضمون الكبير والذي يحمل تفاصيل بمنتهى التعقيد ليكون أهلا للانتشار الثقافي ويكون مناسبا للطباعة التي يخضع لها فيكون عمل بمستوى السوق التجاري لتجارة اللوحات الفنية".

وأشار الى أن" المهارات الرئيسية المطلوبة عندنا تعنى بالحرفية بغض النظر عن دراسته الأكاديمية فالفن أساسا هو موهبة و اذا صقلت بالتجربة والممارسة أصبح الفنان مبدعا بغض النظر عن كونه حامل شهادة اكاديمية رغم أن اغلبية كوادرنا هم أكاديميون ".

المرفقات

العودة إلى الأعلى